السفير السعودي باليمن يروي تفاصيل تهريبه علي محسن

> «الأيام» استماع

>
سقوط صنعاء في 21 سبتمبر وهروب علي محسن إلى السفارة السعودية
علي محسن للسفير: جيتك بوجه الله وأنا بوجهك وبوجه الملك عبدالله 
«الأيام» استماع
بثت قناة (إم بي سي) الناطقة باللغة العربية المملوكة للسعودية، أمس الإثنين، مقابلة للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل الجابر، حيث يتحدث السفير عن تفاصيل تاريخية لأول مرة حول بدايات الحرب التي فجرها الحوثيون بعد اقتحام صنعاء في 21 سبتمبر عام 2014.
وتطرق آل الجابر في برنامج «من الصفر» الذي أذاعته القناة، أمس، إلى تفاصيل إخراجه قائد الفرقة الأولى مدرع نائب الرئيس (حاليا) الفريق علي محسن الأحمر عقب سيطرة مسلحي الحوثي على معسكره وسط صنعاء ليلة 21 سبتمبر 2014.
ولأهمية ما جاء في المقابلة تنشر «الأيام» نصها حرفيا في الآتي:
> «في 21 سبتمبر حصل موقف كبير جدا ويجب روايته، وهو أن الحوثيين سيطروا على العاصمة صنعاء وبدأوا اقتحامها من جهة المطار باتجاه الوسط وباتجاه المناطق التي فيها دبلوماسيون وفيها دار الرئاسة.
في الساعة الرابعة عصرا تلقيت اتصالا من الفريق علي محسن الأحمر، كانت رتبته «لواء»، وكان هو المسؤول عن الفرقة العسكرية الأولى مدرع، وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية الغربية، وقال أنا عند الرئيس وجايك، قلت له الله يحيك، فتوقعت أنه يحمل رسالة من الرئيس اليمني، فبلغت البوابات وأمن السفارة بسرعة إدخال علي محسن بدون إجراء أي تفتيش، فدخل علي محسن واستقبلته عند مدخل السفارة، لأنه دخل فجأة واديته الضيافة فحكى لي عن الوضع، بعد عدة دقائق قال لي يا محمد أنا الحقيقة عشان أوقف الدماء وألا تتحول اليمن لحرب أهلية أنا جيتك اليوم في وجه الله ثم في وجه الملك عبدالله، قلت له وصلت الله يحيك، وأنت ضيفي اليوم، وانتظر توجيه من القيادة الرشيدة وأبشر بالخير، وقمت بخطوات سريعة، الله ألهمني إياها بذاك الوقت، خرجت من اللقاء فوراً وأجريت اتصالا بالأمير سعود الفيصل، كان وزير الخارجية، الله يرحمه، وقلت له سمو الأمير العلم كيت وكيت، والرجل يقول أنا بوجه الله ثم بوجه الملك عبدالله، وأنا وجهته حتى تأمروني، قال لي أكرم ضيفك وضيفنا، بدّيك علم، عدت لعلي محسن ورحبت فيه، قلت حديك (أعطيك) غداك، ارتاحوا، سحبت منهم جوالاتهم هو وأصحابه ووضعتها في صندوق، قلت لهم الآن انتو تحت ضيافتنا، وبنفس الوقت تحت حكمنا، وفي مثل يقول «الضيف في حكم المضيف» ويجب أن تتعاونوا معنا من أجل سلامتكم وأمنكم وسلامة وأمن أيضا السفارة.. بعد خمس إلى عشر دقائق جاني اتصال من الأمير سعود الفيصل أن الملك عبدالله يبلغك السلام وعلي محسن السلام، ويقول هو في وجهي، وانتبه على وجه الملك عبدالله، قلت دمي وجسدي في وجه وحماية سيدي خادم الحرمين، الله يرحمه، وكل القيادة السعودية، وبديت أفكر الآن كيف أتعامل مع الموقع عندنا وكيف ننفذ الأمر السامي الكريم، وبنفس الوقت كيف نحافظ على سلامة السفارة، وأول ما طرأ ببالي أنه كيف لو عرف الحوثيون أن علي محسن عندي أو علي عبدالله صالح، سيقتحمون السفارة تحت حجة البحث عن علي محسن، وأن أنتو اللي جبتوا علي محسن، وانتو جزء من المعركة، ونحن مالنا علاقة، وعلي محسن لجأ إلينا بهدف رئيسي نبيل وهو إيقاف الدماء».
السفير السعودي ألبس أحد الجنود قبعة محسن والتحرك بموكبه لإيهام الحوثيين بأن الرجل غادر السفارة
يتابع السفير قائلا: «قررت وضع خطة سريعة وعاجلة فكلفت الأمن الدبلوماسي بالتمركز في المراكز المعينة لهم، سواء لحماية السفارة أو القناصين أو مراكز حماية السفارة، وتعزيز السفارة وعدم الدخول، وبنفس الوقت وضعت خطة بخروج عربات علي محسن والمصفحات كامل خارج السفارة تحت غطاء أنه علي محسن زار السفير والتقى فيه وأعطاه رسالة وخرج، فبالفعل مسكت جماعة علي محسن وقلت له أعطيني أقرب واحد لك تثق فيه، فأعطاني عسكري السائق الخاص به ومرافق له، وقال هؤلاء أثق بهم، فمسكته وألبسته قبعة علي محسن وقربت السيارة لحد باب السفارة، وبلغت الضباط السعوديين والدبلوماسيين السعوديين الذين كانوا في الخارج أنه مجرد ودع عليكم تقولوا مع السلامة يا فندم مع السلامة، الفندم الذي يسمونه في اليمن علي محسن، ودعت المرافق هذا وعلى أنه علي محسن، وركب وحركنا السيارات دفعة واحدة، خرجت جميع المصفحات ولم يبقَ إلا علي محسن وتسعة من المرافقين الخاصين به، أثناء خروج العربات أمرت ضابط الأمن الدبلوماسي بالحديث مع الموظفين غير السعوديين في السفارة أنه سلموهم جوالاتهم واشكروهم، وأنه عليهم الخروج، ثم بلغت القائم بالأعمال والقسم الإعلامي وبلغت الإعلاميين وقسمناهم ثلاثة أقسام: علي محسن غادر مأرب، علي محسن غادر تعز، وعلي محسن غادر الحديدة.. وبالفعل خرج هو أمام الملأ بسيارات مصفحة تحركت أمام الملأ من السفارة تجاه منزله، وبلغت المرافق له أنه يدخل القصر حق علي محسن، وفي الفلة الداخلية يسلم السيارة عشان ما يدخل العساكر الآخرون ويشوفوا علي محسن مش موجود، لأن السيارة مظللة، وبالفعل نجحت الخطة وانتشر في المواقع الإلكترونية أن علي محسن خرج من السفارة وهرب إلى الحديدة وإلى تعز ومأرب، وأنه سيقيم معسكرات جديدة لمواجهة الحوثيين في هذه المناطق، هذه الجزئية نجحنا فيها وبقى كيف نخرجه من العاصمة صنعاء، خاصة مع اقتراب الليل واقترب دخول الحوثيين من المنطقة التي نحن فيها، ودار الرئاسة والسفارة قريبة من ميدان السبعين ومن دار الرئاسة التي يقيم فيها الرئيس، وتواصلت مع فخامة الرئيس وبلغته أن خادم الحرمين أمر بأن يكون علي محسن في وجهه وأنه نحتاج مساعدته ويجب أن أذهب إليه بعلي محسن، وكلما كانت العملية أسرع كلما كانت السلامة والأمان أكثر، تواصلت مع الرئيس وخرجت بسيارات حماية من فخامة الرئيس، قلت له إننا نحتاج سيارات مصفحة والأكثر مدرعة، وأنا هدفي غير أنها مدرعة سيكون معاه فصيل حماية، وبالتالي إذا شافته المليشيات يشتبكون مع الفصيل ما يشتبكون مع السيارات إللي فيها مصفحة والمكان قريب، وبالفعل جاتنا سيارات الرئيس ودخلنا دار الرئاسة، هذه المرحلة الثانية نقلته من السفارة لدار الرئاسة ثم وجهت زملائي في السفارة اللي بعدي قلت افتحوا الأبواب وخففوا الإجراءات الأمنية عشان ما يشعر الحوثيون أن هناك شيء، وإذا حد بغى يجي ويدخل دخلوه قولوا له ادخل الله يحييك السفير في زيارة بيجيك الحين».
واستطرد سفير السعودية لدى اليمن عن تفاصيل إخراج علي محسن إلى دار الرئاسة قائلا: «رحنا دار الرئاسة ودخلنا عند الرئيس كنا نبغى طائرة هيلوكبتر، قالوا الطائرات الهيلوكبتر اليمنية لا تقلع في الليل، ولا تقلع إلا في النهار، طبعاً أنا ما أدري المعلومة صحيحة أو ما هي صحيحة، فاتصلت على القوات الجوية ولقيت شخص لي عليه معروف شخصي من 2010م، وكان رجل من عائلة وقبيلة محترمة في اليمن ويقدر الوفاء، فقلت له أنا في دار الرئاسة، وطلبنا طائرة هيلوكبتر، وقالوا ما تجي في الليل، قال صحيح وعندي بلاغ وهي باتجي بكرة، قلت ترى اللي في الطيارة زوجتي وأولادي الستة، وكانت غايتي الحقيقية هي التمويه عليه ما أدري هو يعرف علي محسن؟، هو مع علي محسن؟ هو يدري الحوثيون؟ أو ما يدري الحوثيون؟، فقلت أموّه على هذه الغاية، وهو ما جاوبني، وما قال شيء، وقال أبشر عائلتك عائلتنا وأهلك أهلنا ونحنا جاهزين، وأنا كنت الحقيقة مستعد أسوي أي شيء في سبيل إخراج علي محسن لأجل وجه الملك عبدالله والقيادة الرشيدة، وقال أبشر اطلع لك الطيارة، الساعة ست الصباح جاء بيقلع طائرة من مطار صنعاء للقاعدة العسكرية، الحوثيون رفضوا إقلاعها، رجعت قلت تكفى ما ينفع دبرني، قال أبشر أنا باكلم لك قاعدة العند، وفيها طيارتان، وفعلا كلم قاعدة العند وجاء طيار، والساعة تسع إلا ربع نزلت في مكان هبوطها في دار الرئاسة، دخلت الطيارة، سألت عن اسم الطيار تأكد لي أنه ليس من المقربين أو الموالين للحوثيين أو لعلي عبدالله صالح، وطلعت علي محسن وزملاءه التسعة اللي معاه وودعتهم في الطائرة ونزلت من الطيارة، وعندما أقلعت الطائرة وتعدت ثلاثمائة متر تقريبا شعرت بفرح كبير وفخر جميل وسعادة جميلة جداً لم تكتمل إلا بعد أن تأكد لي أنه وصل إلى جيزان واستقبل داخل الأراضي العربية السعودية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى