القضية الجنوبية بحاجة إلى مهاتير جنوبي مخضرم

> حسين العجيلي

>
على الجميع أن يدرك وأن يفهم بأن القضية الجنوبية ليست مغنما أو مكسبا أو إرثا عائليا.. القضية الجنوبية  سياسية واجتماعية وثقافية بحتة ولا تحتاج الى تنظير لا شرقي ولا غربي، لها أصولها ولها تاريخها وتواجدها في خارطة العالم كله الخارجي والاقليمي، وعروقها متشعبة في باطن واعماق الارض الجنوبية من حيث  الهوية الجنوبية والثروة الجنوبية وحتى في الجغرافيا الجنوبية، ولا يمكن لأيّ كان في الاقليم او في العالم شطب أو طمس اسمها  من قائمة الدول، أو ان يتملك احد منا لها او يقول انها حق خاص به، لأنها وطن وملك  لجميع ابناء الجنوب من المهرة وحتى رأس باب المندب من حيث كل المقاييس والخرائط والمواصغات .

 لكن وللاسف الشديد من اضاع هذه الرقعة والبقعة الهامة وهذه الجوهرة الثمينة والاستراتيجية في خارطة المصالح الدولية شرقا وغربا برا وبحرا وجوا كي يضمن حالة بقاء او أن يستولي على اليمن كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وفق اهواء وتطلعات وطموحات  سياسية همجية فاشلة أو اطماع  لوجستية مغلقة.. ومهما كان نوع هذا التفكير أو عظمته على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية لم يحقق شيء لأنه تفكير من نسيج الخيال، ومن هنا كان السبب في التهاون ورهن ارض الجنوب بقرار نزقي متهور  ومستعجل باسم الوحدة والوطنية والثورة والعدالة والديمقراطية الهشة،  ومن ادخل الجنوب في نفق المراهنات والهرطقات المقيتة والاقتتال المدمر للجنوب وشارك وساهم في اطلاق آخر رصاصة على رأس الجنوب وشعبه دون مراعاة لمشاعر اهله او الحصول على اذن من مكوناته وفئاته السياسية والعمرية ومن قاد مسيرة جنازة الجنوب الاخيرة الى مقبرة خزيمة في عاصمة المكر والنكران للجميل.

 هم اليوم من يعرقلون توجهات  العالم للوصول الى حلول والذي من اهدافه ان يخرج الجنوب من الازمة والمشكلة ووفق تسويات واتفاقات استراتيجية كبرى تضبط ايقاع لعبة مصالح العالم في  المنطقة، تأتي مرة اخرى نفس هذه القوى المتآمرة وتحشد كل قواها كي تقف حائلا في طريق التسويات  والاهتمامات لمساعي العالم الذي ينوي انهاء الخلاف والنزاع السياسي والعسكري وثم ترفع شعارات قديمة مصدية فشلت في عقر دارها دون خوف ولا خجل ولا انطلاق من ضمير انساني ولا من لعنة الله عليهم، ثم تضع  العراقيل والسياجات الفولاذية المتينة والقوية كدائرة حماية على  مصالحهم وخوفا على كساد تجارتهم في سوق المهانة والانبطاح والرضوخ والخنوع لضغوط اعداء الجنوب المحليين والخارجيين وفي الاقليم والعالم، وهناك من يغطي هذه التحركات المشبوهة بالمال والمواقف السياسية والتأثيرات الاعلامية وتوجيه المسارات  الخلفية والجانبية لغرض في نفس يعقوب..

هنا ونحن اليوم في الجنوب بحاجة الى مهاتير جنوبي مخضرم يقود مسيرة التغييرات في الجنوب ووفقا لمصالح الوطن المرتبطة  بمصالح الاخرين، وتقديم كل المخالفين  للقانون والنظام واللعب بهما الى القضاء العادل، واستعادة هيبة الدول الجنوبية وبناء مستقبل الاجيال حاضرا ومستقبلا، وقطع أيادي العبث بمقدرات الجنوب مهما كانت سطوتها أو مواقعها في اماكن الفساد والافساد. يمكن من زاوية هذه الخارطة للجنوب ان يعود شامخا وقويا وسط الأمم وفي المحافل الدولية ومشاركا فاعلا في المنظمات الانسانية الجماهيرية  على مستوى الكرة الارضية.

متى يحدث هذا ونرى رؤوس الخبث والخيانة والعبث بحقوق الوطن والمواطن تتساقط أمام ارادة شعب الجنوب، ويصبح الدينار ينافس كل العملات في العالم، والاقتصاد يصارع وينافس اقتصاديات العالم، ويكون لهذا الجنوب الصوت الصادح في فضاءات الكون والكلمة المسموعة. جنوبنا غني وثرواتنا تفرضنا على كل المجتمعات والشعوب في الارص من حيث التعامل سياسيا واقتصاديا وعلميا.. نتمنى أن تكون صرختنا وطنية قومية صحيحة نعلو مع الحق إلى الأعلى وندوس على الباطل وأعوانه، وهنا الشعوب لا تتقدم إلا عندما تسيطر على ثرواتها وقرار سيادتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى