انتزعوا الشرعية

>
مازن الشحيري
مازن الشحيري
إلى متى سنستمر فقط بالانتقاد وإثبات فساد الشرعية؟ إلى متى سنستمر بهذه الدوامة؟ إلى متى سنستمر نعاني من نفس المشاكل المزمنة أو المفتعلة خاصة بالخدمات بمختلف أنواعها؟ إلى متى سنستمر بالسماح لهذا السلاح أن يسلط على رقابنا؟.. إلى متى سنستمر بالسماح باستغلال حقوقنا لتصفية حسابات سياسية قذرة؟ ألم يحن الوقت لأن نقول «كفاية»؟ ألم يحن الوقت لنقول كلمتنا؟ أم أننا لم نكتف إلى الان؟! رغم أن مقولة «التاريخ يعيد نفسه» تتكرر بعدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام منذ أكثر من ثلاث سنوات، محطمة الرقم القياسي بتكرار المشاكل نفسها وبكل تفاصيلها في كل المجالات، بل بعضها تزداد سوءا يوما بعد يوم، كما لا يحدث بأي مكان بالعالم.

 ولا أجد داعيا لتكرار تلك المشاكل والأزمات فقد تحدثنا فيها بما فيه الكفاية، ولا يوجد إنسان على قيد الحياة يعيش بيننا لا يعرفها ولا يعرف أسبابها.. لذلك سأطالب من هذه المنبر صحيفة «الأيام» الغراء صحيفة الشعب، بطلب وبحق من حقوق هذه الشعب ومن قانون وأنظمة أولئك الفاسدين حتى لا يكون لهم أي عذر مستغلين الشرعية شماعة إلى الأبد.. فبحسب القانون في الدستور ومخرجات الحوار بما يخص السلطات المحلية فإنه يحق للشعب- كلا في منطقته ابتداء من الحي مرورا بالمديرية انتهاءً بالمحافظة- أن ينتخبوا ممثلين عنهم.. ومن ثم، وبحسب نتيجة الانتخابات، يتم تشكيل المجلس المحلي للمحافظة من الأعضاء المنتخبين، ويتم انتخاب محافظين لكل محافظة محررة وتسليمهم السلطة الكاملة لإدارة مناطقهم بالنيابة عن الشعب الذي انتخبهم.

 لذلك نطالب بإجراء انتخابات محلية عامة فى مناطقنا التي حررناها بدمائنا وتسليم كافة الصلاحيات لهم لإدارة شؤوننا وخدماتنا ،وهم الممثل الشرعي لنا، وعلى حكومة الشرعية بعد ذلك التفرغ لتحرير باقي البلاد إن كان لديها النية في ذلك، وتركنا ندير شؤوننا بأنفسنا.. أما الاستمرار في استغلال هذه الحرب للابتزاز والمتاجرة على حساب تضحياتنا ودمائنا فإلى هنا وكفى، طبقوا القانون أو سنطبقه بأنفسنا، وعلى المجلس الانتقالي وقيادته، وبالتنسيق مع دول التحالف ومجلس الأمن ومع كل المنظمات الحقوقية في العالم، لضمان نزاهة الانتخابات في مناطقنا أن يتبنى هذا الأمر باعتباره ممثلا للجنوب وأبنائه، فهذا حق للشعب حتى نخرج من حالة الابتزاز السياسي الحاصل والذي أنهك الناس في الجنوب..

 عليكم تسليم السلطة للشعب وبالقانون، فهذه أول خطوة باعتقادي لقطع الطريق على الفاسدين والمفسدين، وعلى الشعب أن يدرك جيدا من يختار رغم أني مؤمن وواثق كل الثقة أن الشعب هذه المرة لن يخدع مرة أخرى بعد كل ما حدث ويحدث لنا.. وأيضاً على كل النخب السياسية والعسكرية أن تفرض هذه الشيء حتى نستطيع أن ننتزع الشرعية بشكل قانوني، وعليهم أن يثبتوا لشعبهم في الجنوب بخطوات عملية بما هو متاح على الأقل في الوقت الحالي.. فقد شبعنا شعارات! نريد خطوات عملية، وأولها انتزاع كامل صلاحيات الحكم المحلي بكل المحافظات الجنوبية وإعطائها غطاء قانونيا وشرعيا بالانتخابات، فهذا باعتقادي أول الطريق لاستعادة دولتنا، ومن جهة إعطاء مشروعية قانونية حتى للجهات التي ترغب فعلا أن تقف معنا بصدق، أما بغير خطوات مثل هذه فسيكون الكل تحت علامة استفهام وليست الشرعية بمفردها.

طبعا هذا الكلام يريد عملا وجهدا كبيرا من كل النخب لإعداد كشوفات انتخابية جديدة للمناطق الجنوبية لكل المناطق وآليات عمل قانونية بشكل عام وخاصة تحريم الترشح لأي شخص ينتمي للأحزاب السياسية التي تلطخت أيديها بدماء شهداء أبناء الجنوب.. وكلامي قد يكون فيه نقص كبير ويحتاج لبلورة من قبل أصحاب الاختصاص، وكما يقول الشاعر داوني بالتي كانت هي الداء.. حاربوهم بسلاحهم، فلكل مرحلة سلاحها المناسب لها، وهذه المرحلة تحتاج منا هذا السلاح فهو أقوى من كل الأسلحة.. انتزعوا الشرعية من الشرعية بشرعية.. ثم لكل حدث حديث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى