> دمشق «الأيام» أ ف ب
هدد الرئيس السوري بشار الأسد باللجوء الى القوة لاستعادة مناطق واسعة من البلاد تسيطر عليها قوات سوريا الديموقرطية المدعومة أميركياً، في حال فشل خيار المفاوضات معها حول تسليم هذه المناطق.
وتعد قوات سوريا الديموقراطية القوة العسكرية الثانية الأكثر نفوذاً بعد القوات الحكومية، اذ تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، وقد خاضت المعارك الاقسى ضد تنظيم الدولة الاسلامية في عدد من هذه المناطق لا سيما الرقة، وتمكنت من طرده منها بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية الذي يوفر الغطاء الجوي لعملياتها ويدعمها بالتدريب والسلاح.
وقال الأسد "سنتعامل معها (قوات سوريا الديموقراطية) عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين (..). إذا لم يحدث ذلك، سنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم".
واضاف "لا يوجد أي مفاوضات مع النظام من طرف قوات سوريا الديموقراطية".
وأثبتت قوات سوريا الديموقراطية التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري فعالية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية خلال السنوات الأخيرة. وهي تنفذ حاليا هجوما على الضفاف الشرقية لنهر الفرات ضد التنظيم لطرده من آخر الجيوب التي يتحصن فيها. ويتزامن ذلك مع هجوم مماثل تقوده القوات الحكومية بدعم روسي على الضفاف الغربية للفرات الذي يقسم محافظة دير الزور (شرق) الى جزءين.
وقال لفرانس برس أمس الخميس "قامت قوات سوريا الديموقراطية بعمل رائع عبر المساهمة في دحر داعش من ميدان المعركة ويجب الاشادة بهم وليس تهديدهم".
وحققت القوات الحكومية خلال العامين الأخيرين تقدماً ميدانياً كبيراً وتمكن الجيش الشهر الماضي من السيطرة بشكل كامل على الغوطة الشرقية التي شكلت منذ العام 2012 أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق. كما استعاد السيطرة على أحياء في جنوب العاصمة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية منذ العام 2015.
وقال إن على "الأميركيين أن يغادروا (سوريا) وسيغادرون بشكل ما".
على صعيد آخر، قال الاسد "كنا قريبين من حدوث صراع مباشر بين القوات الروسية والقوات الأميركية (في سوريا). ولحسن الحظ تم تحاشي ذلك الصراع (..) بفضل حكمة القيادة الروسية لأنه ليس من مصلحة أحد في هذا العالم، وبالدرجة الأولى السوريين، حدوث مثل هذا الصراع".
وشنت واشنطن مع باريس ولندن الشهر الماضي ضربات جوية على مواقع عسكرية في سوريا، على خلفية اتهام دمشق بتنفيذ هجوم كيميائي مفترض في الغوطة الشرقية قرب دمشق، نفى الاسد مسؤوليته عنه بالكامل. وأثار هذا التصعيد خشية من تصعيد مع روسيا، أبرز داعمي الأسد.
ونفى وجود قوات ايرانية في سوريا، متحدثاً عن "ضباط ايرانيين يساعدون الجيش السوري لكن ليست لديهم قوات".
وخلال الأسابيع الماضية، استهدفت إسرائيل مرات عدة مواقع عسكرية في سوريا أبرزها ليلة التاسع والعاشر من مايو، عندما أعلنت قصف عشرات الأهداف "الإيرانية" رداً على هجوم صاروخي قالت إنه "إيراني" على الجولان المحتل. وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان حينها مقتل 23 مقاتلاً على الأقل بينهم ايرانيون جراء تلك الضربات.