لماذا يتأخر الحسم بالحديدة؟!

> اللواء طيار / عبدالله غانم القحطاني*

> يعلم الكثير مدى صعوبة القتال البري بأرض اليمن حتى بالمناطق المفتوحة، والأسباب المعيقة لسرعة أي إنجاز عسكري ضد الحوثي مختلفة ومتشعبة تبعاً للبيئة المحلية المتناقضة. وأهم صعوبة تواجهك باليمن هو التفاهم مع الأخوة اليمنيين بشكل عام.
إن التعامل مع الأشقاء باليمن صعب للغاية. ويمكنك التفاهم مع العدو الإسرائيلي وقد تضمن شيئا من مصداقيته. لكن مع أهلنا بالسعيدة هذا ضرب من الخيال. والشواهد لا حصر لها ويكفي دليل على ذلك غدر وخيانة علي عبدالله صالح لأهله ووطنه وقوميته ودينه. وما خفي كان أعظم.

 والعارفون باليمن يدركون لماذا هو كدولة يصنف من أفقر الدول!. ليس لأنه فعلاً فقير. ولكن لأن كل ثرواته ومداخيله وميزانياته سُخرت لجلب الأسلحة والذخائر على مدى خمسين عاما! وهي التي تربع عليها الغادر علي عبدالله صالح لثلاثة عقود. ثم سلمها لمندوب إيران الإرهابي عبدالملك الحوثي ولمستشاري الحرس الثوري الإيراني وهي التي يقاتلون بها الآن ضد الشرعية والشعب اليمني. هذه هي الحقيقة.

وحتى بعد زوال الحوثي وعودة الشرعية سيبقى باليمن ما يكفي لحرب أهلية لمدة عقدين من الزمن دون الحاجة لاستيراد أي وسيلة للدمار والقتل والتفجير والتلغيم. هذه هي الحقيقة.
ومعركة استعادة الحديدة وتحرير مينائها البحري والجوي تتطلب تضحيات كبرى وخسائر متوقعة.  والحسم على محور الحديدة وخاصة تحرير الميناء البحري هو ضرورة استراتيجية قصوى للتحالف وبأسرع وقت وبأي ثمن. وأي تأخير أو تقهقر لأي سبب سيكون مدعاة لضغوط دولية قادمة ومؤلمة. وسيكون مشجعا لثورة إيران باستغلال ذلك.

والضرورات تبيح المحظورات. ولا محظور يجب أن يكون في معركة استعادة الحديدة وصعدة. ويعتبر تحرير الميناء البحري وقطع مواصلات العدو ضرورة قصوى يجب إنهاؤها خلال أيام قليلة جداً وفي شهر رمضان المبارك. وتقديم أي تضحية كثمن لذلك. وبغير هذا ستكون هناك نتائج مدمرة سياسياً وعسكرياً ومعنوياً.

 ولا يجب من قيادة التحالف إعطاء أي فرصة لحدوث أي خلل متعمد أو بسوء تخطيط من جيش الشرعية المحترم. ولا يجب السكوت عن أي مجموعة ميدانية وقياداتها أو من يؤثر عليها إذا تسببت بأي إعاقة للتقدم العسكري لقوات الشرعية على أي محور.
ومن حق قيادة التحالف قصف وتدمير أي جهة أو وحدة يمنية تظهر الولاء للشرعية لكنها ضمناً تعرقل سير العمل لصالح العدو. والحل الجيد لمنع ذلك وما شابهه هو بتوجيه ضربات قاتلة من الجو أو بأي سلاح آخر ضد أي غادر أو متآمر أو متواطئ وإنهاء حياته فوراً وتركه مع معداته في مكانه ليكون عبرة لغيره.

لا بد من استخدام القوة الميدانية المميتة الفورية ضد كل من يقوم بأي عمل من شأنه تأخير نجاح قوات الشرعية بالحديدة وصعدة لمصلحة الحوثي وحرس إيران. والتحالف من حقه فعل ذلك مباشرة.
* عن جريدة (الرأي) السعودية​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى