أمن الوطن مسئولية تشاركية، فلا تقع على عاتق الأجهزة الأمنية وحدها.. ولو كان الأمر كذلك لكان لكل دولة جهاز أمن داخلي بواقع شرطي أو رجل أمن لكل مواطن، ولهذا لا يمكن ان يكون هذا واقعياً، وبالتالي فإن مسؤولية الأمن تشاركية تساهم بها المؤسسات الأمنية والمواطن ومنظمات المجتمع المدني والأسر المنتجة والمدارس والجامعات والمنابر الإعلامية والدينية والثقافية والاجتماعية...إلخ.
والأمن ليس عسكرياً فحسب فهو ايضا يدخل في ابواب السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية والفكر وكل جوانب وقطاعات الحياة، وكلّ يجب ان يؤطر مسئولياته الملقاة على عاتقه ومن جانبه بموجب مواطنته لغايات حل المشاكل والتحديات التي تواجه المواطن والوطن، فالمنابر الإعلامية والدينية دورها فاعل لتهدئة كل الناس وتوجيههم لخدمة الوطن وتوجيه الناس لفكر وسطي معتدل في خضم ما تعيشه بلادنا وبعض بلدان العالم العربي من تطرف وغلو وإرهاب.. أيضاً كل القطاعات وكل المواطنين مسئولون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبمشاركة قصيرة أو طويلة الأمد للحفاظ على الأمن الوطني وللمساهمة في مساعدة الأجهزة الأمنية لتتولى إدارة المسئولية التشاركية والسياسات على أرض الواقع.
لا يمكن لعاقل أن يصدق بأن أمن الوطن لا يمر بهذه الظروف العصيبة ضمن المنطقة العربية الملتهبة في البعض منها وفي ظل تنامي الحركات الإرهابية والمتطرفة وحتى الفتن الداخلية في المنطقة بمؤامرات داخلية ربما من قبل خلايا نائمة أو خارجية تهدف لإشعال نار الفتن، ما ظهر منها وما بطن، باستخدام شتى السبل والوسائل من خلال خلق بؤر انشطارية فوضوية لخلق سياسات الفوضى هنا وهناك واستخدام المواطنين بل واستغلال بعضهم وبسذاجة ليشعلوا نار الفوضى بشتى الوسائل سواء من خلال المطالبة بحرية التعبير أو حركات العنف المجتمعي، أو تصدير الأزمات من الدول التي تسعى للخراب والفوضى كإيران مثلاً أو كمظاهر احتجاجية لدس السم بالدسم أو حرق الإطارات أو الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ودعوات الفوضى والعزف على أوتار الفتنة والمغالات في الاعتصامات وغيرها.
وبالطبع نثق كل الثقة بأجهزتنا الأمنية البطلة وجيشنا البطل الشجاع.. وأؤكد على ضرورة رص الصفوف وتمتين الأوضاع الامنية الداخلية والحفاظ على وحدتنا الوطنية والالتفاف حول قيادة البلاد السياسية والحفاظ على وحدتنا الوطنية والالتفاف حول قيادة البلاد السياسية والعسكرية والأمنية لأنها الضامن الأساسي في الحفاظ على منظومة أمننا واستقرارنا..