«الايام» تكشف نقاط الإطار التفاوضي للحل السياسي

> تقرير/ ذويزن مخشف

>
بدء العد التنازلي لإعلان جريفيثس خطة «الإطار التفاوضي» 
 بدأ العد التنازلي لاقتراب المبعوث الأممي مارتن جريفيثس من إعلان خطته «الإطار التفاوضي» التي سيقدمها إلى مجلس الأمن الدولي في 18 يونيو الجاري، في مسعى لوضع أوزار الحرب اليمنية والتي دخلت عامها الرابع وسط مزيد من الدماء والدمار.
وبدأ جريفيثس هذا الأسبوع جولته الثانية لمشاورات إحياء جهود السلام عقب لقائه الرئيس هادي في الرياض نهاية الأسبوع الفائت، وخلصت نتائج اجتماعه إلى طريق مسدود، بحسب مصادر «الأيام»، لتشبث الرئيس بالمرجعيات الثلاث التي كان المبعوث الأممي تجاهل ذكرها خلال إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن في أبريل الماضي.

تقول مصادر مطلعة إن الوسيط الدولي أعد رؤية خاصة به لاستئناف مباحثات السلام التي علقت في أبريل 2016 لأسباب مختلفة.

وتبدو ملامح خطة جريفيثس تتجه إلى مسار تفاوضات جديدة لا تبدأ من حيث توقفت عندها جهود المبعوث السابق الموريتاني ولد الشيخ أحمد في آخر المباحثات التي تمت في الكويت، ولذا فإن أهم الخطوط العريضة لإطلاق جريفيثس جولة المباحثات المرتقبة هي إشراكه لأطراف ساسية أخرى أصبحت اليوم تلعب دورا محوريا ولا يمكن بأي حال من الاحوال إهمالها أو نكران قبضتها على الساحة السياسية والعسكرية، وهو الأمر الذي يدركه المبعوث الأممي جريفيثس الإنجليزي الجنسية، خاصة القوى في الجنوب.

وخلال جولات الحوار السابقة التي أدارها الرجل الأممي حينها ولد الشيخ اصطدم كثيرا بعقبات طرفي النزاع بشكل سلمي على الطاولة (الحوثيون والحكومة الشرعية) في عدم تقديم كل طرف تنازلات لمصلحة المسار التفاوضي السياسي لإنهاء النزاع العسكري.

ومشاورات جريفيثس الحالية في صنعاء ضمن جولته الثانية والأخيرة التي تمهد لوضع الإطار العام لمفاوضات السلام التي تدفع الأطراف الدولية والإقليمية إلى استئنافها بين الحوثيين والحكومة الشرعية كمرحلة اولى. ولايزال مكان استضافة تلك المفاوضات غير محدد بعد.

وقالت مصادر دبلوماسية أمس لـ«الأيام» إن جريفيثس حصل قبيل بدء جولته هذه على ضوء أخضر من الدول الكبرى بمجلس الأمن»لإنهاء الأزمة اليمنية ووقف الحرب.. ضوء أخضر صريح لإيجاد تسوية سياسية خلال أقل من شهرين تدعمها دول التحالف العربي لدعم الشرعية وبرعاية من أميركا وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا».

كانت «الأيام» نشرت في عددها الصادر أمس عن مصادر سياسية أن الرؤية التي يحملها جريفيثس ستشمل حل القضية الجنوبية، التي قال حولها في إحاطته الأولى بمجلس الأمن إن حل الأزمة اليمنية لا يمكن وجودها دون الاستماع إلى أصوات الجنوبيين.

وأبلغ مصدر سياسي «الأيام» أن خارطة الحل لدى جريفيثس تشمل تعيين نائب للرئيس ورئيس الحكومة بصلاحيات رئيس الجمهورية في وقت يشارك الرئيس (هادي) في توقيع الاتفاق بصفته الرئيس الحالي، لكن سينقل صلاحياته إلى نائبه والذي تدرس الدول الكبرى حاليا عدة أسماء حوله من جميع الأطراف، أبرزهم الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد، خالد بحاح نائب الرئيس السابق، محافظ مأرب سلطان العرادة، والزعيم القبلي والسياسي محمد أبولحوم رئيس حزب العدالة والتنمية، والقائد العسكري الجنوبي عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الجنوبي واخيرا سفير اليمن سابقا أحمد علي، نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.

كما تشمل خطة جريفيثس تشكيل مجلس رئاسي انتقالي.
 وبدأ بالفعل سفراء الدول الخمس مناقشات حول الأسماء المقترحة وكذا أسماء جديدة تزدهر بهم الساحة السياسية اليمنية سواء في الجنوب أو الشمال.

وأمس الإثنين، قالت مصادر مقربة من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس إنه كثف أمس مشاورات استكمال رؤيته حول الملف اليمني والإيفاء بتعهداته التي قطعها لمجلس الأمن الدولي والخاصة بتقديم «إطار عام لمفاوضات السلام» بين الأطراف اليمنية في إحاطته التي سيقدمها للمجلس خلال الشهر الجاري.

وذكرت مصادر «الأيام» أن جريفيثس التقى مساء أمس الأول الأحد في صنعاء هشام شرف (حزب المؤتمر) وزير الخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، ونائبه القيادي الحوثي حسين العزي.
وقال مصدر إن اللقاء «أثري بمناقشات البحث في الحلول السلمية وليست العسكرية للأزمة اليمنية كخيار وحيد والذي سيسهم في إنهاء الكارثة الإنسانية التي تعاني منها البلاد».

وأفادت المصادر أن قادة الجماعة يكثفون المساعي لدى المبعوث الأممي من أجل «هدنة يأمنون فيها على حياتهم» في وقت أصبحوا هدفا لمقاتلات التحالف.
جريفيثس خلال لقائه بأنصار الله
جريفيثس خلال لقائه بأنصار الله

وقالت تقاير إعلامية أمس إن قيادات جماعة الحوثي تسعى إلى انتزاع موقف من جريفيثس يدين مقتل رئيس المجلس السياسي السابق صالح الصماد قبيل الاتفاق على أي تفاهمات معه.

وجاء لقاء المبعوث الأممي بهشام شرف - رغم اعتراض الحوثيين - في سياق «وضع ملامح خطة عمل متكاملة للتسوية السياسية السلمية في اليمن، ويأمل بدءها في القريب العاجل بخاصة أن هناك تفهما إقليميا ودوليا بأن الحل للمعضلة اليمنية ممكن جداً ولن يكون إلا عبر الحل السياسي».

وفي الوقت الراهن يتصدر ملف (الحديدة) جدول أعمال المبعوث الأممي في لقاءاته بالحوثيين الذين أبدوا مرونة أكبر فيما يتعلق بإحياء المبادرة التي تقدم بها المبعوث الأممي السابق ولد الشيخ والمتعلقة بتحييد ميناء الحديدة وتسليم إدارته لطرف ثالث، وهي المبادرة التي رفضها الحوثيون آنذاك.

وتكشف مصادر موافقة مبدئية للحوثيين لتسليم إدارة ميناء الحديدة للأمم المتحدة للإشراف عليه، لكنها اشترطت في المقابل إنهاء ضربات التحالف العربي والعمليات العسكرية في محيط مدينة الحديدة التي تخوضها قوات ألوية العمالقة الجنوبية، وطالبت بالإبقاء على وجود لها داخل المدينة ولو بصورة محدودة، إلا أن المبعوث الأممي- بحسب المصادر- اعتبر ذلك «تنازلا غير كاف للتوصل إلى تسوية حول وضع الحديدة ومينائها الاستراتيجي في ظل التحولات على الأرض والتي تؤكد نجاح القوات التابعة للشرعية في الدخول الى الحديدة، حيث بات أمرا محسوما وفقا للمعايير العسكرية وخارطة الانتشار والسيطرة الميدانية في محيط المدينة».

تحرير الحديدة سيرتب لاتفاقات حقيقية
في الأثناء، اعتبر القيادي في حزب المؤتمر الشعبي عادل الشجاع «زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء على صلة وثيقة بالتحولات الكبيرة في المسار العسكري، حيث رفض الحوثيون استقبال جريفيثس في الشهر الماضي، حين كانوا في نشوة القوة، ولما بدأت قواهم تنهار وأدركوا أن الحديدة ستسقط سمحوا له بالقدوم، بل وعرضوا عليه تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة مقابل عدول القوات اليمنية عن دخول المدينة».

واستدرك الشجاع في تصريح نشرته صحيفة «العرب» أمس قائلا: «الحديدة ستتحرر بعيدا عن أي اتفاق وتحريرها سيرتب لاتفاقات حقيقية».

ويسعى الحوثيون لكسب المزيد من الوقت عبر الإيحاء برغبتهم في الانخراط في مفاوضات حول وضع ميناء الحديدة حتى يتمكنوا من تجميع صفوفهم وكسر حالة الزخم العسكري للقوات التي تشارك في معركة تحرير الحديدة.
وقال مصدر حكومي أمس إن أي حل لا يشتمل على انسحاب الحوثيين من الحديدة وتسليمها للحكومة بهدف تجنيب المدينة وسكانها تداعيات وآثار الحرب «لن يكون مجديا ولن يؤدي بالتالي إلى إيقاف العمليات العسكرية التي أصبحت نتائجها في حكم المحسومة».

وأرجع مراقبون سبب تأخر اتخاذ القرار في الجماعة الحوثية تجاه مثل هذه الملفات شديدة الحساسية يعود إلى تعدد القيادات وتغييب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي المعزول في صعدة عن حقيقة ما يجري على الأرض، وإيهامه من قبل القادة الميدانيين بأن مجريات المعارك تحت سيطرة قواته، إضافة إلى دخول عوامل خارجية على الخط ومن بينها التدخل الإيراني في اتخاذ القرارات الاستراتيجية للحوثيين ورغبة طهران في ربط مثل هذه القرارات بمصالحها الإقليمية والدولية كما هو الحال مع تلميحها بدفع الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن في مقابل مرونة دولية أكبر تجاه ملفها النووي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى