سكان بالحديدة لـ«الأيام»: الحوثيون ينصبون المتارس وينشرون قناصة على المباني

> الحديدة «الأيام» خاص

>
 أنباء وتصريحات كثيرة متداولة باتت تؤكد أن القوات المشتركة التابعة للشرعية أضحت على مشارف مديرية الدريهمي القريبة من قلب محافظة الحديدة (غرب اليمن)، فيما يعيش  مسلحو الحوثي حالة ذعر وهستيريا غير عادية يكشفها جلياً الانتشار غير المسبوق لأفرادها خصوصاً المتخصصون بالقنص على أسطح المباني العالية وأبرزها مبنى الجامعة مع استبدالهم لحراسها بآخرين تابعين لها.

ويلاقي تقدم الجيش والمقاومة ترحيبًا أهليا واسعا من أبناء المحافظة الذين يعانون الأمرين من مسلحي الحوثي لِما يزيد عن ثلاث سنين.

وأكد مواطنون في أحاديث لـ«الأيام» أن هذا التقدم من شأنه أن يُحرر مدينتهم المغتصبة من قِبل الانقلابيين ويعيد الحياة فيها إلى طبيعتها.

وتسبب الحوثيون بموجة نزوح وتشريد للكثير من أهالي الحديدة إلى العديد من المناطق الآمنة والمحافظات المحررة كمحافظات عدن ولحج وأبين ومأرب وغيرها.

وقال تاجر لـ«الأيام» طلب عدم ذكر اسمه: «نحن نريد نخلص من هذه المعاناة، لقد تعبنا وأصبحنا نُعاني من كل شيء وأبرزها الكهرباء التي تحتاجها المدينة في هذه الفترة التي تشهد شهر الصيام في ظل صيف شديد الحرارة».
وأضاف: «لا خلاص لنا مما نقاسيه إلا بدخول الجيش، فكما يُقال (تعب يوم ولا كل يوم)».

والترحيب هذا هو لسان حال كل أبناء المحافظة الرافضين بشدة لتواجد مليشيات الحوثي والذين تتزايد جرائمهم باستمرار.

ويؤكد المواطنون في أحاديث لـ«الأيام» بأن لا مناصرين للحوثيين في الحديدة سوى اصحاب الشرائح المتعددي المصالح أو الجوعى الذين أغروهم بالمال والغذاء من الفقراء.
«متى ستصل قوات الجيش الوطني والتحالف لتخلصنا من هذا الظلم»، هذا ما قالته المواطنة فاطمة ويقوله السواد الأعظم من أبناء الحديدة.

فيما أكدت أم سلمة بأنه بمجرد تحرير المحافظة ستعود خدمتا الكهرباء والماء، وستنتهي كل المعاناة التي تسببتها المليشيات للمواطنين والتي يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي أصبحت تُباع في السوق السوداء، وكذا الغاز المنزلي.

نزوح وتشرد
كما تسبب مسلحو الحوثي بتشريد الكثير من الصحفيين والحقوقيين والناشطين من أبناء المحافظة المناهضين لسياستها، بينهم العديد من أنصار الرئيس السابق علي صالح خصوصاً بعد مقتله، تاركين خلفهم أطفالهم وزوجاتهم وكل ما يملكون، منتظرين بفارغ الصبر وصول الجيش الوطني والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتحرير المحافظة من بطش الحوثيين ليتمكنوا من العودة إلى ديارهم.

مجهود حربي
وأصبحت الجماعة الانقلابية تنهب ثروات الحديدة التي تورد عبر مينائها حوالي 70% من إيرادات الدولة إلى خزينة ما يسمى «المجهود الحربي»، وشملت عملية النهب هذه كل المؤسسات العاملة في المحافظة سواء أكانت حكومية أم خاصة لاسيما المؤسسات التابعة للأحزاب الأخرى، فضلاً عن نهبها للمساعدات المقدمة من قبل المنظمات الإغاثية الدولية والتي تصل للمحافظة عبر مينائها.

وأكد مواطنون لـ«الأيام» أن التفاوض مع هذه الجماعة ليس إلا مضيعة للوقت وإطالة لمعاناتهم جراء سلطة المليشيات الجائرة.

وقال أحمد عيسى بائع بسطة خاصة بالخضار في أحد أسواق المدينة: «الحوار والتفاوض لن يجدي نفعاً مع مليشيات تنقلب على الاتفاقات وتخترق الهدن ولا تؤمن بالحوار»، مؤكداً بأن «لا حل معها إلا بالقوة».
وما هو واضح من السلوكيات المتبعة من المليشيات في جميع المحافظات التي سيطروا عليها تكشف أنهم لن يستسلموا فيها بسهولة، ليس لشيء سوى لضمان استمرار سيطرتهم على ثرواتها التي باتوا يسيطرون عليها ويسطون عليها منذ انقلابهم على الشرعية الدستورية أواخر عام 2014م.

رقعة الفقر والمجاعة اتسعت بشكل كبير في أوساط أبناء محافظة الحديدة الذين باتوا بحاجة ماسية لمساعدات إغاثية عاجلة حسب منظمات الغذاء العالمي.
فيما وصفتها منظمة الصحة العالمية بأشد المناطق المنكوبة في اليمن بسبب ما خلفته الحرب فيها من أمراض متعددة.

وخلفت المليشيات الكثير من الخراب والدمار للبنية التحتية للمؤسسات والموافق الحكومية والخاصة، وفي مقدمتها مدينة عدن المحررة من قبل أفراد المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي.
وباتت المليشيات تدرك مدى السخط والغليان الأهلي تجاهها، كما تدرك موقف سكان الحديدة من سياستهم خصوصاً بعد التشرد والمجاعة والمعاناة التي تسببت بها لهم وهم المسالمون والباغضون للحرب، والذين لا مصدر لهم سوى أعمالهم اليومية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى