كسوة العيد بمسيمر لحج.. اتحداك تلبسني

> تقرير/ هشام عطيري

>
تُعد المسيمير بلحج من أشد مديريات المحافظة فقرًا، إذ يعتمد معظم سكانها على الزراعة ورعي الأغنام كمصدر رئيس في حياتهم، وقليل منهم من ينتسبون للمرافق الحكومية.

ولأبناء المديرية طقوسهم الخاصة في شهر الصيام كغيرهم من أبناء البلاد، كما أن للمناسبات الدينهم لديهم وقعها الخاص، وفي مقدمتها عادات شهر رمضان الذي أوشكت أيامه على الانقضاء ولم يتبقَ منها سوى أيام معدودة، ليستقبلوا بعدها عيد الفطر الفضيل الذي حلّ في ظل ظروف مادية صعبة وارتفاع غير عادي في قيمة الملابس.

يقول المواطن أنيس حسن قائد، وهو أحد أبناء وادي الفقير في بالمسيمير: «على الرغم من أن سكان المديرية يعيشون ظروفًا مادية صعبة، ويعانون من ارتفاع الأسعار، وعدم توفر كثير من الخدمات إلا أنهم مازالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة من الأجداد في هذا الشهر، فتجد الأهالي يتجمعون بعد صلاة العصر على شكل مجموعات في الأماكن العامة لتبادل الأحاديث، سواء أكانت في القضايا العامة أم الخاصة، إضافة إلى إقامة مآدب الإفطار الجماعي للرجال في المساجد، وتبادل الزيارات بعد انقضاء الصلوات بين الأهل والأقارب والأصدقاء، كما يتجمع الرجال والشباب في الليل بمنزل أحد الشيوخ أو شخصية اجتماعية في الحارة أو القرية للنقاش في بعض الأمور وتبادل المعلومات المختلفة، وكذا زيارة المرضى والأشد فقراً بتقديم العون لهم بحسب إمكانيات كل شخص».
أجواء خاصة 
فيما أكد المواطن محمد أحمد محسن السيد أن «استقبال المناسبات الدينية من قِبل أبناء المديرية لا يختلف كثيرًا عن بقية مناطق المحافظة والبلاد عمومًا، فتجد المواطنين فيها يستقبلون مختلف المناسبات الدينية باستعدادات خاصة تُسهم في إدخال البهجة والسرور في نفوس الجميع صغارًا وكبارًا، وخاصة في شهر الصيام بعادات وتقاليد مختلفة، وأبرز ما يميز هذا الشهر من تكافل اجتماعي بين الأسر، وتتجلى بتبادل وجبات الإفطار بين الجيران ومواساة الفقراء، فيما تقام بعد الصلوات الحلقات الدينية وأثناء السمر، بالإضافة إلى تأدية صلاة التراويح جماعيا، أما الأطفال فلهم أيضاً أجواؤهم الخاص في شهر الصيام، حيث يلتقون ويؤدون العديد من الألعاب الشعبية المتوارثة أباً عن جد».

وأوضح السيد في حديثه لـ«الأيام» بأن «زيارات الأقارب والسمر أثناء الليل تتواصل خلال هذا الشهر الفضيل، وكذا استمرار عادة إيقاظ المواطنين في وقت السحور من قبل البعض، وهي عادة اختفت في كثير من مناطق المحافظة».

ويضيف: «مع قرب عيد الفطر تبدأ الأسر بشراء ملابس العيد للأطفال على الرغم من ارتفاع أسعارها، وذلك بعد أن تكون قد بذلت جهوداً كبيرة في تجميع المبالغ الخاصة بها، وأخرى من خلال بيع بعض المواشي (الأغنام) كانت قد ربتها للغرض ذاته، وهذه طريقة يتبعها السواد الأعظم في المديرية للتغلب على ظروفهم الاقتصادية الصعبة».
تجاوز المنغصات
وقال الشيخ فضل عيسى حيدرة: «برغم من قساوة الحياة وتفاقم الأوضاع في البلاد جراء الحرب إلا أن الناس في رمضان يتسمون بحب الخير والتسامح وتناسي الخصومات والتكافل فيما بينهم، ويلتقي فيه الأهالي والمواطنون والأصحاب، لاسيما الذي يعودون لقضاء أيام هذا الشهر في مناطقهم، وأبرز ما يسود فيه التآلف وتبادل الفطور والزيارات فيما بين الأهالي، ومواساة الأسر الفقيرة، متناسين في ذلك كل ما ينغص ويعكر صفو حياتهم وروحانية الصيام، والتي يأتي في مقدمتها غياب خدمة التيار الكهربائي وشحة المياه، وتدهور الوضع الاقتصادي، وعدم انتظام صرف المرتبات للموظفين، وارتفاع الأسعار، فضلاً عن فقدان الكثير من الأسر لأحد أفرادها أو معيلها».

حرمان من الدعم
وأوضح المواطن شمسان فضل أحمد لـ«الأيام» عن وجود العديد من الأسر الفقيرة لم يصلها الدعم والمساعدة خلال هذا الشهر الفضيل كغيرها من الأسر.
وقال: «إننا نعيش العشر الأواخر من رمضان، وما يقوم به المواطن من أعمال خيرية يجب أن تستمر طوال العام ولا تقتصر على هذا الشهر فقط».

وتشهد ملابس العيد في المديرية ارتفاعا مضاعفا عن سعره خلال السنوات الماضية، الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين الذين يعتمدون بدرجة رئيسة على محصولهم الرزاعي وثروتهم الحيوانية التي هي الأخرى تضررت نتجة لشحة المياه خلال العام الماضي.

وبات الغلاء الجنوني في الأسعار الحديث الأبرز لدى العامة من أبناء المسيمير، وهو يؤكد أن هذا الارتفاع سيسرق فرحة العيد من السواد الأعظم من الأطفال في المديرية كما صادر من قبل روحانية الشهر من نفوس الكثير من آبائهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى