مجتمعنا.. استفق!

>
علاء حنش
علاء حنش
تفشت في الآونة الأخيرة مصطلحات خطيرة بين أوساط شباب مجتمعنا الجنوبي، خصوصا بين الشباب اليافعين، الذين يُأمل منهم خيرًا في قادم الوقت في إخراج البلاد مما هي فيه من أوضاع مأساوية، وأخذ تناول هذه المصطلحات وتداولها يزداد يومًا بعد يوم، فنرى مجتمعنا يهوي إلى حضيض خطير، ويسير إلى الهاوية بلا أدنى ريب، لا سيما في ظل الصمت المريب من قبل أولياء الأمور وأئمة المساجد والمثقفين والأكاديميين تجاه ممارسات أغلب شبابنا غير المسؤولة، والأدهى من ذلك إبداء بعض أولياء الأمور والمثقفين والأكاديميين رضاهم لتصرفات شبابنا وممارساتهم السيئة، وعدم التفكير في ردعهم بالطرائق الحسنة، ومحاولة توجيههم للطريق الصحيح، وتذكيرهم بصفات وتعاملات رسولنا الحبيب، وأصحابه العظام، وشرح كيف كان يتعاملون مع بعضهم البعض، بل كيف كانوا يتعاملون مع كفار قريش في بداية الدعوة للإسلام، وكيف كانوا ذا صفات وأخلاق حميدة.

لقد أصبح شباب مجتمعنا، وبكل أسف، يخلطون في كثير من المصطلحات، ويظنون، أو يأكدون أن الرجولة معناها أن تحمل سلاحا (آليا أو مسدسا أو خنجرا)، ويعتبر ذلك جزءا لا يتجزء من الرجولة، إضافة إلى أنهُم يعتقدون أن رفع الصوت، والتهجم بالألفاظ البذيئة والمنحطة نوعا من أنواع إثبات الرجولة.!

وأصبح كل ذلك سلوكا يمارسه شباب مجتمعنا بكل فخر، وهو انحطاط فضيع قد يلقي بظلالة الداكنة على الأجيال القادمة.
نعم، هكذا أصبح مجتمعنا يتعاطى مع من يظنهم رجالا دون انتقادهم، وأصبح الشخص الهادئ، الذي لا يتلفظ بالألفاظ البذيئة، والذي لا يرفع صوته بالضعيف، وظنهم هذا خاطئ بكل معاني الكلمة، فهم لا يعلمون أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس تواضعا وأبعدهم عن الكبر وعن سوء الأخلاق، ولم يكن يحقر فقيرا لفقره، أو يجازي بالسيئة السيئة، وكان يعفو ويصفح ويحب المساكين ويجالسهم، ولم يكن فاحشا ولا صخابا في الأسواق.

وليس معنى كلامي أنه موجه لجميع شباب المجتمع، بل لمن يمارس ذلك السلوك ويتعامل بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب السيئ.
أخيرًا.. أود القول لشباب المجتمع الذين مازالوا متمسكين بالأخلاق والصفات الحميدة، والإنسانية المجيدة، ومبادئ وتعاليم ديننا الإسلامي ألا ينجروا خلف من ضلوا الطريق، وأن يصمدوا في لجة الضياع الذي أصاب أغلب شبابنا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى