التحالف يجهز أكبر عملية إنسانية لإغاثة اليمنيين عبر الحديدة

> نيويورك «الأيام» استماع/ غرفة الأخبار

>
 قال المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة لدول اليمن والسعودية والإمارات اللتان تقودان تحالف دعم الشرعية في اليمن، إن العملية العسكرية لتحرير ميناء الحديدة ترافقها أكبر العمليات الإنسانية الإغاثية منذ بدء الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وأكد المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي أن العملية العسكرية التي ينفذها تحالف دعم الشرعية لتحرير ميناء الحديدة تترافق مع عملية لا سابق لها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع اليمنيين في كل المناطق، مؤكداً أنه ليس على الحوثيين إلا إلقاء أسلحتم ومغادرة المدينة، بينما حذرت نظيرته الإماراتية لانا نسيبة «مما لدى الحوثيين لتدمير الممر الحيوي للمساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين بينما أعد دول التحالف خططاً للرد على كل السيناريوهات المحتملة».

ولاحظ المندوب اليمني د.أحمد عوض بن مبارك، أن الخطاب الأخير لزعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي «وجّه رسائل سلبية للغاية» رداً على اقتراحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن جريفيثس.
وفي مؤتمر صحافي مشترك قال المندوب السعودي إنها «ربما المرة الأولى في التاريخ التي تترافق فيها عملية عسكرية مع جهد مكثف موازٍ حيال الجانب الإنساني».

وأضاف «إن دول التحالف تحرك مواردها داخل اليمن وخارجه حيث توجد فرق على أهبة الاستعداد في السعودية والإمارات للمساعدة في التوزيع والتصليح وإعادة الإعمار لمنشآت الميناء إذا لحق بها ضرر لأي سبب كان».
وأكد أن العملية العسكرية «تنفذ بعناية فائقة من أجل سلامة السكان المدنيين اليمنيين» بل أيضاً «إلى حد ما باهتمام بالقوى المعارضة لأننا سمحنا بطرق هروب لهم، وبأن يتخلوا عن أسلحتهم ويغادروا»..موضحاً أن الخيار لا يزال أمامهم على الطاولة.

وأفاد أن هذه العملية تتضمن «اهتمامات إنسانية في صلب العملية العسكرية. وقال «هناك تقدماً يحرز بطريقة سلسة، وبالطبع ليس من دون صعاب»، مشيراً إلى أن «الحوثيين زرعوا آلاف الألغام على الطرق وفي الموانئ البحرية، والكثير من الأماكن الأخرى، فضلاً عن أنهم «يستخدمون المباني المدنية منصاتٍ لمدفعيتهم»، مؤكداً أن التحالف «يتعامل مع كل هذه التحديات بطريقة حذرة وواعية، وبما يحقق نتائج بأقل خسائر ممكنة لكل الأطراف». ولذلك «هذه العملية فريدة من نوعها».

وقال بن مبارك إن «الحوثيين يستخدمون الحديدة وأناسها رهائن. يستخدمونها في دعايتهم»، مضيفاً إن «الموضوع بالنسبة إلينا ليس تحرير أرض الحديدة، بل أرواح الناس». وأوضح أن «ميناء الحديدة ممر لأكثر من 80 في المائة من المساعدات الدولية لكن الناس في الحديدة يعانون أكثر من أي مدينة أخرى».

وكشف عن أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس قدم في 21 مايو اقتراحاً من أربع نقاط يتضمن «الانسحاب التام للحوثيين من ميناء الحديدة البحري، واستخدام موارد ميناء الحديدة لوضعها في المصرف المركزي في الحديدة كمساهمة في ميزانية الرواتب، وانتشار عناصر من الشرطة اليمنية لتأمين ميناء الحديدة، وأخيراً نشر مراقبين دوليين». وعبّر عن أسفه لأننا «لم نسمع حتى الآن أي رد».
وأكد أن الخطاب الأخير لعبد الملك الحوثي «وجه رسائل سلبية للغاية» رداً على اقتراحات جريفيثس ونداءات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

ومن جهتها أفادت المندوبة الاماراتية بأن الحوثيين «يتخذون إجراءات متعمدة لإحداث أزمة إنسانية وتصعيد النزاع إجمالاً»، كاشفة عن أنهم «يمنعون إفراغ السفن في ميناء الحديدة بالإضافة إلى أنهم يرغمون منظمات الإغاثة على إزالة كاميرات المراقبة في المستودعات، لتشجيع الحوثيين على سرقة الإمدادات الغذائية وتهريبها، فضلاً عن أنهم يدمرون شبكات المياه والصرف الصحي عن طريق الحفر العميق لبناء السواتر للدبابات والمدفعية التي وضعت في الأحياء السكنية».

وأوضحت نسيبة أن الحوثيين قطعوا المياه وشبكات الصرف وهو ما يزيد بشكل كبير من احتمال تفشي وباء الكوليرا. وأكدت أيضا أنهم «يزرعون الألغام الأرضية والعبوات البدائية بشكل عشوائي على طول الطرق وفي الأحياء بالإضافة إلى وضع الألغام البحرية والمتفجرات حول الميناء لتدمير البنى التحتية التابعة لها، مع وضع القناصة والأسلحة الثقيلة في الأحياء السكنية».

وقالت: «ستكون كارثية من الناحية الإنسانية إذا اعتقد الحوثيون أنهم يستطيعون كسب النفوذ في المفاوضات السياسية من خلال تدمير الميناء»، مضيفة أنه «يجب ألا يكافأ الحوثيون من المجتمع الدولي إذا قرروا تنفيذ استراتيجية الأرض المحروقة».
وشددت على أن «أي أعمال حوثية ضد البنية التحتية الإنسانية تحتاج إلى إدانة بأقوى العبارات الممكنة»، مؤكدة أن «التحالف يخطط لجميع السيناريوهات».

وسئل المعلمي عن مهمة جريفيثس فأجاب بأنه «يحرز تقدماً بطيئاً». وقال: «للأسف مع الحوثيين لا يمكن الوثوق بالوعود التي يقطعونها لأنهم نكثوا بوعودهم مراراً وتكراراً».. مضيفاً أن «التقدم الذي يحرز لا يمكن حسبانه إلا إذا جرى تطبيقه على الأرض».
وأشار إلى أن «هناك عرضاً أمام الحوثيين بأن يسلموا أسلحتهم إلى الحكومة اليمنية وأن يغادروا بسلام وأن يقدموا معلومات حول أماكن الألغام والمتفجرات».

وتوقع السفير اليمني أن يتوجه المبعوث الدولي إلى عدن للاجتماع مع الرئيس عبد ربه منصور هادي في إطار المشاورات الجارية لإعادة إطلاق العملية السياسية في اليمن.
وبسؤاله عما تفعله دول التحالف لمعالجة الشواغل الإنسانية لدى أطراف المجتمع الدولي أوضح المعلمي لصحيفة الشرق الأوسط قائلا: «لا أتذكر حملة عسكرية في العالم صحبت بحملة إنسانية مثلما يحدث الآن وبخاصة بما يتعلق بمدينة الحديدة» موضحاً أن العمل العسكري القائم حالياً «لا يتجزأ من حملة كاملة لمراعاة الحاجات الإنسانية للشعب اليمني بشكل عام، ولأهالي مدينة الحديدة بشكل خاص».

وأضاف أن «قوات التحالف تقوم بخطوات مدروسة في التقدم نحو الحديدة. لا نريد سياسة الأرض المحروقة. ولا نريد سياسة الاقتحام والاجتياح، وإنما نريد أن نتقدم بطريقة منطقية عقلانية تقلل إلى أدنى حد ممكن عدد الضحايا من كل الأطراف».
ونبّه المعلمي إلى أنه «لا يمكننا أن نسيطر على تصرفات الحوثيين الذين يستخدمون الحديدة رهينة». ولفت إلى أن «المجتمع الدولي أصبح يدرك الآن أن مخاوفه مما يمكن أن يحدث في الحديدة لن يكون لها أساس فيما يتعلق بجانب التحالف»، مشدداً على أن «الضغط والنداءات ينبغي أن توجه إلى الجانب الحوثي».

وقال «الحل بالنسبة لهم سريع وبسيط. ما عليهم إلا أن يلقوا أسلحتهم ويتركوا المدينة ويتركوا المدينة لأهاليها والحكومة الشرعية».
وقال السفير بن مبارك: «موقفنا واضح في الحكومة اليمنية وفي التحالف، وهو التفاعل بشكل إيجابي مع كل الجهود التي تقودها الأمم المتحدة ما دامت استندت إلى المرجعيات الثلاث»، مضيفاً إنه أكان فيما يتعلق بميناء الحديدة أو بالإطار العام الذي قدمه مارتن جريفيثس «نحن تجاوبنا وتعاملنا بشكل إيجابي. وقدمنا ملاحظات». مؤكدا أنه «لا نريد أن نستعجل فيما قد يقود إلى نتائج سلبية».

وعلق نائب مساعد وزير التنمية الدولية الإماراتي سلطان الشامسي، بأن الخطة الإنسانية شاملة لكل اليمن، وهدفها الوصول إلى جميع المناطق لضمان دخول المساعدات والبضائع التجارية.
وتحدث د.سامر الجطيلي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إن المركز يقدم 50 في المائة من إجمالي المساعدات التي ترسل إلى اليمن موضحا حجم انفاق المركز منذ عام 2015 وحتى الآن يصل إلى 10.9 مليار دولار موزعة على 262 مشروعاً ومع 80 شريكاً من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمنظمات غير الحكومية.

وأفادت سارة العسيري من مركز إسناد العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن بأن المساعدات إلى اليمنيين ازدادت بطريقة مطردة في الآونة الأخيرة لمعالجة الهواجس التي يجري الحديث عنها في أوساط المجتمع الدولي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى