نبوءة صالح تتحقق..!!

> زكريا محمد محسن

>
 عندما كان الشارع الجنوبي يغلي كالمرجل وصيحاته الثورية تعانق عنان السماء وقنابل غضبه الانشطارية تمزق جدار الخوف كان الهالك علي عبد الله صالح يطل علينا متحدياً بخطاباته الاستفزازية التي كانت بمثابة الشرارة التي توجج نار الغضب في صدور الجنوبيين وتوغرها، مما يدفعهم ويحمسهم لمقاومة الاحتلال ومقارعته أكثر فأكثر، والخروج بتظاهرات ومليونيات حاشدة دون أن ترهبه الآلة العسكرية الوحشية القمعية التي كان نظام صالح يتمترس خلفها..

ولكن لم نكن نتصور مطلقاً أن تتسارع الأحداث بتلك الصورة الدراماتيكية الخطيرة لتحقق نبوءة صالح – إن جاز لي التعبير – التي لطالما سخرنا منها وهو يرددها بكل ثقة في أكثر من خطاب؟!!.. وحقيقة كنا نظنها تخرسات وهلوسات سيطويها الزمن ولم نكن نتوقع ألبتة أنها ستصير في يوم من الأيام واقعاً ماثلاً أمام ناظرينا يفاخر به الثوار الجنوبيون الذين أفنوا حياتهم في السعي الحثيث لتحقيق التحرير والاستقلال..!!..

نعم قالها صالح ذات يوم بكل ثقة ووضوح وفي بعض الأحيان كان يرددها بكبر وتعال أمام أتباعه من الجنوبيين الذين قد أصبحوا اليوم بقدرة يقودون دفة الثورة الجنوبية ويتصدرون المشهد ويدعون الحق المطلق بتمثيل الجنوب: لا خوف على الوحدة «مطلجاً» لأن الجنوبيين هم أول من سيهب للدفاع عنها..!! فلم يكذب صالح في هذا؛ فهاهم الجنوبيون اليوم يخوضون المعارك في شمال الشمال ويقاتلون في خندق واحد مع طارق عفاش ويأتمرون بإمرته..!!.. وبالطبع تخطي الجنوبيين وتجاوزهم للمناطق الحدودية الشمالية والعمق الاستراتيجي للجنوب وقتالهم في أقصى الشمال وتبعيتهم لطارق بصورة عمياء في الوقت الذي لا تزال فيه مناطق جنوبية كثيرة حساسة واستراتيجية خارج السيطرة الجنوبية، يعد خدمة مجانية لـ«حراس الجمهورية» وتشييع مشروع استعادة الدولة الجنوبية إلى مثواه الأخير..!!.

أخيراً يؤسفني أن أقول إن إصرار الجنوبيين على تجريب المجرب مع ناكثي المواثيق والعهود وناقضي الاتفاقيات والوعود – الذين لا يؤمن جانبهم لأن الغدر والخيانة من شيمهم وطباعهم وسجاياهم ونقضهم وانقلابهم على اتفاقيات الوحدة، وكذا وثيقة العهد والاتفاق خير شاهد – سيجعلهم يُلْدغون من جحر صنعاء مرات ومرات إلى أن يقضي سمها الزعاف على هدفهم التحرري نهائياً وسيرمى بهم بعدها على هامش التاريخ غير مأسوف عليهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى