تواصل ألوية العمالقة الجنوبية بمحافظة الحديدة معاركها لتحرير عمق المدينة والميناء من قوات الحوثي بعد تمكنها من تحرير المطار وساحة العروض بالمدينة، إثر معارك شرسة بدأت منذ انطلاقتها بأواخر شهر رمضان الفضيل وماتزال مستمرة.
«الأيام» تواجدت بأرض المعركة منذ انطلاقتها ورصد أحداثها أولاً بأول.
بدء المعركة
في صباح يوم الـ28 من شهر رمضان انطلقت القوة المشاركة في المعركة صوب أرض المعركة، بقواتها المكونة من ألوية العمالقة: الأول، والثاني، والثالث، وبدأت المعركة بخوض أفراد للواء الأول عمالقة والذي يقوده العميد رائد الحبهي بخوض معارك شرسة مع قوات الحوثي بمزارع منطقة الفازة، والتي كانت تصل نيرانهم إلى الطريق الأسفلتي، تكبد خلالها الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح، فيما تمكن آخرون من الفرار نحو مدينة زبيد.

وفي ظهر ذات اليوم انطلقت المعركة بشكل أوسع بعد انتهاء المهلة التي حددها التحالف للحوثيين بتسليم أنفسهم.
وفيها قسمت المعركة إلى ثلاثة محاور ومهام، تولى مهام وقيادة المحور الأولى اللواء الثاني عمالقة والذي يقوده القائد حمدي شكري بتحرير منتزهات مديرية الدريهمي، وبدأت قوات الحوثي بالتقهقر والفرار إلى أراضي الصحراء والتي قد ملأتها بالألغام والعبوات الناسفة بشكل كبير جدا.

وما إن وصل منتسبو اللواء إلى منطقة الطائف اندلعت معركة قوية، حيث زج الانقلابيون بمقاتلين سقط خلالها عشرات القتلى في صفوفهم وأسر آخرون، فيما تمكن البقية من الفرار.
ودارة المواجهات بالتزامن بتنفيذ الفرق الهندسية الخاصة بنزع الألغام والعبوات الناسفة، وتفجير أخرى مما يصعب نزعها.
وتوقفت العمليات العسكرية للواء الثاني عمالقة بعد تحرير منطقة الطائف بالكامل بمغرب ذلك اليوم.

وعند حلول المغرب توقفت العملية العسكرية للواء الثاني عمالقة، وذلك بعد تحرير منطقة الطائف بالكامل.
وفي صباح الـ29 من رمضان انطلقت مهمة تحرير منطقة النخيلة بقيادة عبدلرحمن اللحجي، قائد اللواء الثالث عمالقة.
وشهدت المنطقة ذات لكثافة الكبيرة بشجر النخيل معركة شرسة لوقوع مدخل المنطقة بين تبتين رمليتين كبيرتين جداً، فضلاً عن حفر الحوثيين لخنادق كبيرة ومخفية وقصفها بصواريخ الكورنيت الموجهة بشكل مكثف.

وتمكن منتسبو اللواء خلال المعركة وتسللهم إلى التباب من قتل وأسر العديد من المقاتلين والقناصة كان يتعلى بعضهم أشجار النخيل، وفي المقابل سقط العديد من أفراد اللواء بين شهيد وجريح.
وأوكلت المهمة الثالثة بعد تحرير منقطة النخيلة إلى اللواء الأول عمالقة بقيادة العميد رائد الحبهي وذلك بالدخول إلى نقطة مفرق الدريهمي ودوار الحديدة، وفيها تم اقتحام المدخل الرئيس للمدينة بكل سهولة، فيما كانت المعركة الفاصلة أمام دوار الحديدة الرئيسي، والذي يُعد بداية المدينة حيث نشر الانقلابيون عناصر القناصين بشكل كبير على أسطح المنازل والمباني، وشهدت المعركة استماتة من الحوثيين، والذي سبقوا المعركة أيضاً بقطع الطريق بالحواجز الأسمنتية وحفر الخنادق وزرع العبوات والألغام لإعاقة تقدم أفراد اللواء، وفيه استمرت المعركة لساعتين، حيث تمكن اللواء الأول عمالقة من اقتحام الدوار والوصول إلى حرم مطار الحديدة، تكبد خلالها الحوثيون خسائر كبيرة في الأرواح فضلاً عن الجرحى والأسرى.
اقتحام المطار وساحة العروض
بعد السيطرة على دوار الحديدة بدأت القوة معركتها لاقتحام المطار، فيما حاول الحوثيون إعاقة التقدم بقطع خط الإمداد بمنقطة الفازة التي شهدت من خلال عمليات تسلل للعديد من عناصره.
وفي اليوم الخامس من عيد الفطر المبارك انطلقت عملية اقتحام المطار من قِبل الثلاثة الألوية عبر ثلاثة محاور  تولى لواء منهم مهمة تحرير ميمنة المطار، فيما تولى الثاني تحرير جهة الوسط، والأخير قاد مهمة التحرير في  الجهة الشمال من المطار وساحة العروض.

ونفذت المعركة والتي لم تستمر طويلاً بالرغم من شدتها وخطورتها بسبب كثافة القصف من قبل الانقلابيين وانتشار الألغام والعبوات بكثرة، وعمليات القنص من كل ناحية، وتمكن منتسبو ألوية العملاقة من التقدم حتى الوصول إلى سور المطار وساحة العروض واقتحامها بنجاح.

وهي تحاول جاهدة في الأثناء الوصول إلى مبنى المطار والمدرج والصالات الخاصة به، فيما تبذل الفرق الهندسية بانتزاع واستخراج العبوبات والألغام التي زرعها الحوثيون لإعاقة وتأخير تقدمهم. كما تجري استعدادات كبيرة من هذه الألوية لتحرير كامل المدينة والتي أضحت واقعة تحت القصف الناري، والتقدم نحو الميناء والذي يبعد عن المدينة نحو عشرة كيلو مترات فقط.
ويعد ميناء الحديدة هو الشريان الأساسي الذي بات يغذي الحوثيين بالمال، وكذا السلاح الإيراني، والسيطرة على المعونات ولإغاثات المقدمة من قبل المنظمات الدولية.