رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. كابتن عبدالله عبده علي: برز بصمت ورحل بصمت والتاريخ شاهده

> نجيب محمد يابلي

>  أسرة علي أحمد ومربع القطيع
حي القطيع (أو حافة القطيع) شأنه كشأن سائر أحياء كريتر سكنته أسر عدنية عريقة، وتميز حي القطيع بملاعب كرة القدم والهوكي والكريكيت والتنس الأرضي والكرة الطائرة وكرة الطاولة والريشة.. وفي هذا المحيط والمناخ الرياضيين نشأ الفرسان عبده علي أحمد وأحمد علي أحمد وعبد المجيد علي أحمد، وهم من
أبناء حي القطيع.
نشرت «الأيام» في عددها الصادر في 23 أكتوبر 2005م ما كتبته في حلقة رجال في ذاكرة التاريخ:
1 - عبده علي أحمد.. الفارس الذي أهّل عدن لعضوية الفيفا عام 1966.
2 - أحمد علي أحمد.. صاحب أعرق تجربة برلمانية في الجزيرة العربية.
3 -  عبد المجيد علي أحمد.. الفارس الكبير الذي زامل ياسر عرفات في كلية الهندسة.
الوالد عبده علي أحمد من مواليد القطيع (كريتر) في 8 يناير 1920م وانتقل إلى رحمته تعالى في 19 مارس 2006م، وخلف وراءه سجلاً ناصعاً راصعاً بالأعمال الكبيرة وسيرة حسنة و (11) ولداً و (21) حفيداً، والأولاد هم: 1 - محمد 2 - م.عبداللطيف 3 - الأكاديمي فيصل 4 - طارق  5 - د.وليد 6 - م.عصام 7 - سميرة 8 - أمل 9 - إيمان، دكتورة صيدلانية 10 - شفيقة (أرملة الراحل الكبير محمود عراسي (أبو عبدالله)، وكابتن عبدالله عبده علي وترتيبه الثاني بين إخوته..
من يقف أمام مسيرة الفرسان الثلاثة عبده علي أحمد وأحمد علي أحمد وعبد المجيد علي أحمد وأولادهم سيطلع على تفاصيل عظمة عدن والقضية العادلة لأبنائها.
الميلاد والنشأة
كابتن عبدالله عبده علي أحمد من مواليد حي القطيع (كريتر) يوم 16 يونيو 1940م في وسط أسري مشبع بحب التعليم والرياضة، وتلقى مراحل دراسته في عدن بدءاً من مدرسة السيلة الابتدائية (الإقامة Residency آنذاك) وانتهاء بالمعهد التجاري العدني العريق لصاحبه الحاج ياسين راجمنار وعميده الأستاذ مصطفى عبدالكريم بازرعة، وبرز كابتن عبدالله عبده في المعهد كلاعب كرة قدم والهوكي وحقق المعهد نتائج طيبة في المسابقات المدرسية بفضل كابتن عبدالله وزملائه الطيبي الذكر نديم حزام والشهيد محمد الحبيشي وعبدالرحمن عبدالستار وخوشدل ومحمود شيكو..
أول المشوار في سجن عدن المركزي
بعد تخرجه من المعهد التجاري العدني (ACI) عام 1960م التحق كابتن عبدالله عبده بسجن عدن المركزي بكريتر حيث تعين ضابطاً وتواصلت خدمته حتى الفترة اللاحقة للاستقلال عندما تعين بمدرسة تدريب الشرطة وكان مديرها الرجل الكبير الأستاذ عبدالله سالم الخضر، حيث أسسا المدرسة بمنطقة الفتح بالتواهي..
التحق كابتن عبدالله عبده علي بعد ذلك بمصلحة ميناء عدن وكان ذلك بفضل خطوة نوعية قام بها وزير النقل آنذاك الأخ أنيس حسن يحيى، حيث أوصى بقوة بضرورة الالتحاق بالمصلحة.
مثلث: عبدالله الخضر/ عبدالله عبده/ علي مصطفى
شهد العام 1977م نقلة نوعية في حياة الطيبين عبدالله سالم الخضر وعبدالله عبده علي وعلي مصطفى عيسى عندما انتقل المذكورون من مربع الأمن إلى مربع الغرفة التجارية الصناعية - عدن، وذلك عندما صدر قرار بتعيين الأستاذ عبدالله سالم الخضر مديرا عاماً للغرفة، وانتقل الآخران إلى الغرفة بحكم معرفة الأستاذ الخضر وثقته بالزميلين عبدالله عبده علي، الذي شغل منصب نائب المدير، وعلي مصطفى الذي شغل منصب رئيس أحد الأقسام.
اتسمت علاقة عبدالله عبده بموظفي وعاملي الغرفة من الجنسين بالطيبة، ويرفع اقتراحاته وتوصياته بخصوصهم إلى الأستاذ عبدالله سالم الخضر، مدير عام الغرفة قبل الوحدة، وظل كذلك بعد الوحدة مع شغله منصب رئيس مجلس إدارة الغرفة، وكان الخضر منسجماً مع عبدالله عبده وكان الكل يتعامل معهما ويخاطبهما «أبو يحيى» (عبدالله الخضر) و «أبو كميل» (عبدالله عبده)، وكان الأستاذ الخضر يلبي كل اقتراحات وتوصيات الكابتن عبدالله..
بعد انتصار الطرف الشمالي على الطرف الجنوبي في الحرب، استأثر المنتصر بغنائم الحرب ومنها المناصب العليا وكانت من نصيب شركائه في الحرب (حزب الإصلاح)، إلا أن الكابتن عبدالله عبده كان صاحب حق لأنه مضى عليه نائباً للمدير العام أكثر من 17 عاماً وبات أحق من غيره في منصب المدير العام، فطلب إحالته إلى التقاعد حفاظاً على ماء وجهه..
كابتن عبدالله عبده صاحب ريادة
دخل كابتن عبدالله عبده علي التاريخ باعتباره أول عدني يأخذ دورة تدريبية في مجال تدريب كرة القدم في بريطانيا عام 1961م، كما أخذ دورة تدريبية في المركز الأولمبي بالهند خلال الفترة 3/18 أبريل 1984 وهي دورة متقدمة لمدربين من القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية تحت إشراف وزير الرياضة الهندي..
أشادت اللجنة المنظمة للدورة باليمن الديمقراطية لأنها أرسلت خبيرا رياضيا في مجال التدريب الرياضي.. كما أخذ كابتن عبدالله عبده دورة رياضية في المملكة العربية السعودية بإشراف الاتحاد العربي لكرة القدم، وأخذ أيضا دورة متقدمة في تشيكوسلوفاكيا CSSR خلال الفترة من 19 نوفمبر حتى 12 ديسمبر 1989م.
كابتن عبدالله عبده في ذاكرة أندية عدن ولحج
سكن كابتن عبدالله عبده علي ذاكرة الأندية الرياضية في عدن ولحج وبكل اقتدار، حيث كان أول مدرب رياضي يدرب خارج محافظة عدن، حيث درب فريق الشرارة بمحافظة لحج.
دخل كابتن عبدالله عبده سجل التدريب الكروي لفرق أندية عدن قبل وبعد استقلال الجنوب، وكان أول مشواره مدربا لفريق نادي التضامن المحمدي بكريتر ومدربا لفريق نادي الشبيبة المتحدة (الواي) ثم نادي الفيحاء ونادي الشعلة ثم نادي الميناء ثم نادي شمسان، أي أنه طاف بكريتر والشيخ عثمان والبريقة والتواهي والمعلا.
كابتن عبدالله عبده في بطولة الكؤوس
دخل كابتن عبدالله عبده علي تاريخ الحركة الرياضية العطرة في عدن من عدة أبواب منها باب بطولة الكؤوس ومنها بطولة كأس كيكي منشرجي حيث سجل هدفي الفوز في مباراة ضد الخساف من ركلات ركنية مباشرة.
كما شارك في مسابقة كأس الملكة في 29 أكتوبر 1961، وفاز القطيعي على شباب التواهي في 16 مايو 1963، وفاز القطيعي في مباراته تلك في مسابقة كأس بردجستون، كما فاز القطيعي على الشباب الرياضي، وكمنت أهمية المباراة في تنفيذ قرار اللعب بالأحذية وهي خطوة نوعية متقدمة.
كابتن عبدالله عبده مع خليفة عبدالله خليفة
اكتسب كابتن عبدالله عبده موقعا متقدماً في نادية (القطيعي)، حيث شغل منصب السكرتير الرياضي للنادي، كما شارك كابتن عبدالله مع منتخب كرة القدم لمدينة كريتر في عدد من المباريات ضد الفرق الزائرة ومنها مباراة المنتخب في عام 1961، وكان بقيادة الشخصية الوطنية والاجتماعية والرياضية الكبيرة خليفة عبدالله حسن خليفة (والمنتخب هنا هو منتخب فريق كريتر)، وشارك فيها اللاعب الكبير علي محمد الفقيه وسجل الفريق (المنتخب الكريتري) خمسة أهداف ضد الفريق الخصم، وسجل منها كابتن عبدالله هدفين.
اختير كابتن عبدالله عبده ضمن لاعبي منتخب عدن في الزمن الجميل ضد فريق الموردة السوداني في يناير 1963م.
لا تفوتنا الإشارة في سياق ذاكرة بطولة الكؤوس إلى مسابقة كأس ارامكو، حيث لعب فريق القطيعي ضد فريق الجمهور في الشيخ عثمان وأحرز القطيعي فوزاً بثلاثة أهداف كان نصيب كابتن عبدالله هدفا واحداً منها.
كابتن عبدالله عبده وأسرة «مدي» العدنية العريقة
الظاهرة اللافتة في عدن هي أنها مدينة كيبلات Cables City، حيث نجد كل أسرة عدنية تداخلت كيبلاتها مع كيبلات أسرة عدنية أخرى، ولكل أسرة عدة كيبلات ممتدة مع أسر أخرى ومنها كيبل ربط أسرة عبده علي أحمد بأسرة «مدي» العدنية العريقة، حيث اقترن كابتن عبدالله عبده بالسيدة الفاضلة هدى محسن مدي وأنجبا: 1 - كميل، ويعمل مرشدا بحريا في موانئ الإمارات.
2 - راسيل، خريج هندسة، مغترب في الولايات المتحدة الأمريكية.
3 - شيماء، خريجة هندسة تعمل مدرسة في أبو ظبي.
هل صدر كتاب عن الكابتن عبدالله عبده؟
انتقل كابتن عبدالله عبده علي إلى جوار ربه يوم 26 سبتمبر 2006م عن ستة وستين عاماً.. رحل هذا الفارس بصمت كما أعطى في حياته في صمت أو العطاء الحيوي الصامت.
هل صدر كتاب عن سيرة هذا الفارس؟.. هل قال فرسان الرياضة كلمتهم في زميلهم عبدالله عبده علي؟.. هل سلطت الأضواء على مختلف محطات حياة هذا الرجل، هل أشارت الكتابات إلى عمله مترجما في كل الدورات التدريبية لكل الفئات من: A إلى C؟.. هل أشارت الكتابات إلى تحمله عدة مهام منها مدرب منتخب عدن ثم المدرس المساعد للفريق الوطني؟
إن لم يصدر الكتاب فعلينا أن نراجع أنفسنا ونشمر عن سواعدنا لتأليفه!!
أسجل شكري وتقديري للعزيزين كابتن محمود عبيد وفيصل عبده علي أحمد لتعاونهما معي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى