غياب المتنفسات بلحج صادر فرحة الأطفال بالعيد

> تقرير/ هشام عطيري

> كعادته في كل مناسبة عيدية يخرج المواطن سعيد، من أبناء مدينة الحوطة بلحج، مع أطفاله الثلاثة إلى موقع قريب من حارة الجامع (سوق الجبالية) كما كان يُسمى قديما، حيث توجد مساحة خالية تتحوّل خلال عيد الفطر المبارك إلى منطقة تمتلئ بالمئات من الأطفال للعب فيها لساعات معدودات على ألعاب محلية الصنع رغم خطورتها عليهم، علّها تعوضهم غياب المُتنفسات والمساحات الخضراء.
فيما ذهبت بعض العوائل والأسر الميسورة إلى مدينة عدن لقضاء أيام العيد أو لبعض المحافظات الساحلية ومنها حضرموت.
وأصبح غياب المتنفسات ومواقع الاستجمام وقضاء الإجازات والأعياد هما يؤرق أهالي لحج الذين لم يجدوا من السلطات المتعاقبة على المحافظة أي حلول حتى اللحظة رغم الأحاديث المتكررة للعديد من المسؤولين على عزمهم بإنشاء المتنفسات في المدينة وضواحيها.

ألعاب محلية الصنع
ما إن أوشك شهر رمضان الفضيل على الانتهاء حتى بدأ بعض المواطنين بنصب الألعاب المحلية في العديد من المساحات الخالية في بعض الحارات كوسيلة لكسب المال أثناء أيام عيد الفطر المبارك وتوفير تكاليف قيمة الألعاب المصنوعة بإحدى ورش الحديد.

وهي ألعاب خطرة على سلامة الأطفال وتتسبب في بعض الأحيان بتعرضهم للكثير من الأضرار.
ويضطر الأهالي بإحضار أولادهم إلى هذه الأماكن، نتيجة لغياب المتنفسات الحكومية في المدينة.

وكانت لحج تُعد في الماضي إحدى المحافظات التي تشتهر بالزراعة والمساحات الخضراء، فيما كان بستان الحسيني يُمثل الواجهة الرئيسة للأهالي، وكذلك الزائرين من مختلف المحافظات، وإحدى المتنفسات الطبيعية المشهورة، غير أنه خلال السنوات الماضية ونتيجة للإهمال تحول إلى أرض عادية قليلة الأشجار بعد أن كان ممتلئا بأشجار متنوعة الثمار وارفة الظلال مكسو بالخضرة الآسِرة للناظرين.

وعبّر مواطنون لـ«الأيام» عن اسفهم لغياب المتنفسات وعدم وجود الخطط لدى السلطات المحلية، التي من شأنها أن تُسهم بحل مُشكلة الأهالي في الأعياد والمناسبات.
وقال المواطن محسن أحمد إنه: “يحاول أن يسعد أطفاله في العيد من خلال الذهاب بهم إلى أحد المواقع في المدينة التي تضم عددا من الألعاب المحلية».

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: “غياب الأمكان المناسبة هو من أجبرنا للجوء إلى هذه الألعاب رغم خطورتها».
وشهدت مدينة الحوطة خلال عيد الفطر المبارك إنشاء أربعة مواقع مختلفة للأطفال من قبل بعض المواطنين الذين استغلوا بعض المساحات الواسعة في حارات: القصر، النخارة، الجامع، وحارة الكرود، ونصبوا فيها ألعابهم المختلفة للأطفال والتي تنتهي بانتهاء احتفالات العيد في المدينة.

فيما تحولت آلة الحرب لدى الكثير من الأطفال إلى لعبة بعد أن ينقسموا إلى فريقين متحاربين في محاكات لما تشهده البلاد من حروب مع قوات الحوثي وكذا لما يشاهدونه من أخبار في شاشات التلفزيون.
وتُعد ألعاب السلاح الخاصة بالأطفال من أكثر المبيعات بالمدينة في هذه المناسبات.

وقال المواطن محمد: “إن هذا الأمر تحول إلى ظاهرة بعد تحرير مدينة الحوطة من قوات الحوثي وصالح، وانتشار المسلسلات وأفلام الآكشن التي شدت انتباه الأطفال وتحولت إلى واقع يومي يعيشونه ويطبقونه، لاسيما خلال العيد، الأمر قد يعرضهم للكثير من الأضرار، نتيجة لخطورة بعض الألعاب والتي تتطلب التنبه من الآباء والأمهات نحوها».
جذب المستثمرين
ويتوجب من السلطة المحلية في المحافظة جذب المستثمرين وتوفير لهم كافة التسهيلات لإقامة مثل هكذا مشاريع تفتقرها لحج.
وشهدت المحافظة الكثير من التحركات السابقة في هذا المجال إلا أنه شابها الفشل بسبب التخبط والعشوائية وعدم معالجة القضايا بالوقت المناسب، والتي كان من أبرزها موقع مشروع المتنفس في منطقة «جلاجل» والذي مر عليه عقود دون أن تُحرك الجهات ذات العلاقة ساكنا تجاهه، نتيجة للعديد من الإشكاليات من قبل مدعي الملكية والمستثمرين وتأخر البت في القضية وحلها الحل النهائي من الجهات المختصة.

ويُعد غياب المتنفسات في لمحافظة مشكلة يُعاني منها الأهالي منذ زمن طويل دن أن تلوح في الأفق حتى اليوم أي بارقة أمل أو تحرك جاد من السلطات بشكل جدي لوضع هذا المشروع موضوع التنفيذ.. وعلى الرغم مما تمتاز به لحج من أراض زراعية واسعة إلا أنها لم تنعم بأي متنفس طبيعي للأهالي، الأمر الذي يستدعي التحرك الجاد من قيادة المحافظة لوضع مشروع المتنفس والحديقة ضمن اهتماماتهم الأساسية خلال المرحلة القادمة وإيجاد التمويل اللازم أو المستثمر الجاد لإقامة مثل هذه المشاريع.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى