الجنوبيون.. جمهوريون في النهار و الليل

>
علي راوح
علي راوح
ها هم أبناء الجنوب، نراهم اليوم يسطرون الملاحم البطولية ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل تحرير الوطن اليمني، ودحر المشروع الإيراني الصفوي المتحالف مع الإخوان المسلمين، ومع راعية الإرهاب دولة قطر، ومن ورائها تركية.. وهذا ما يثبت بالدليل القاطع من أحرار الجنوب، وعلى مدى مراحل متعاقبة هم مع الحق وضد الباطل، هم عشاق الحرية والكرامة، وما يعتمل اليوم  من معارك في الساحل الغربي يخوض غمارها أبناء الجنوب، بعد أن حرروا مساحات واسعة من عدن إلى باب المندب، ثم تحرير المخا وتحرير العديد من المناطق منها معسكر خالد، وتحرير البرح والوازعية وموزع، فضلاً عن مشاركة أبناء الجنوب في معارك صعدة والمناطق المحيطة بهاء..

 ها هي اليوم المقاومة الجنوبية تحرر الدريهمي ومناطق زبيد وتتجه بمعية القوات الإماراتية والألوية التهامية لتحرير ميناء ومدينة الحديدة التي بتحريرها ستقطع الشريان المغذي للمليشيات الانقلابية.. فميناء الحديدة يعد منفذا استراتيجيا ويشرف على العديد من الجزر التي استغلتها إيران في تهريب الأسلحة والصواريخ إلى المليشيات الحوثية.. ويبلغ الشريط البحري للحديدة نحو (300 كيلو متر)، فيما يعد ميناؤها ثاني أهم ميناء في البلاد بعد ميناء عدن، ويتميز بقربة من خطوط الملاحة الدولية. ها هم أبناء الجنوب يقتربون من تحرير الحديدة بدعم من القوات الإماراتية والألوية التهامية..

هذه المعارك التي يخوضها أبناء الجنوب اليوم، وهذا الموقف الوطني يعيدنا إلى تذكر الماضي قبل نحو (50 عاماً) عندما حاصرت القوى الظلامية مدينة صنعاء في العام 1968م بهدف القضاء على النظام الجمهوري وهو ما سمي بـ «حصار السبعين»، حينها هب أبناء الجنوب من مختلف مناطق الجنوب لكسر حصار صنعاء وقدموا عشرات الشهداء في سبيل دحر القوى الظلامية الرجعية في نقيل يسلح وغيرها.. وبالمقابل كانت هناك قوى محسوبة على الجمهورية تتآمر على الجمهورية ويقدمون للملكيين المعلومات الاستخباراتية، وتأمروا كذلك على قوات المقاومة الجنوبية، حتى أطلق عليهم أنهم (جمهوريون في النهار، ملكيون في الليل).

 وتلك المعطيات والأحداث تذكرنا اليوم بما هو حاصل في الحرب الحالية، فبينما تخوض المقاومة الجنوبية المعارك الشرسة في الساحل الغربي وتحقق انتصارات ثمينة معمدة بالدماء الزكية، نجد هناك في بعض الجبهات الشمالية مثل جبهة نهم يتمركز فيها ستة ألوية بعتادها المتكامل وكذا في جبهة خولان التي تفيد المعلومات ان فيها أيضا ستة ألوية عسكرية، ولكننا للأسف نجد أن هذه القوة تقف مواقف مخذلة بل مخزية، وإلا ما الذي يمنعها من التقدم نحو الأهداف العسكرية للمليشيات الانقلابية وتضييق الخناق عليها بما من شأنه مساندة جبهة الساحل الغربي وتحرير الحديدة، حيث تفيد المعلومات أن الحوثيين سحبوا قواتهم من صنعاء وعززوا بها معركتهم في الساحل الغربي، فماذا يعني هذا؟، هذا الأمر يعني أن هناك تفاهمات تفضي إلى عدن تقدم قوات الشرعية المرابطة في نهم وخولان نحو صنعاء. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى