> لاهاي «الأيام» أ ف ب
يسعى المجتمع الدولي إلى القيام بخطوة تاريخية الأسبوع المقبل في التصدي لخطر الأسلحة الكيميائية عبر منح الهيئة الرقابية الدولية المتخصصة في هذا المجال سلطة جديدة تمكنها من تحديد الجهة المسؤولة عن شن هجمات من هذا النوع.
وبينما اعتبرت محرمة بشكل واسع منذ استخدامها في ساحات المعارك خلال الحرب العالمية الأولى، أثار استخدام الغازات السامة في نزاعات سوريا والعراق وتنفيذ عملية اغتيال ومحاولة اغتيال باستخدام غازات للأعصاب في كوالالمبور ومدينة سالزبري البريطانية قلقا دوليا.
ورغم الغضب الواسع جراء الصور القاسية لأطفال يجهدون لالتقاط أنفاسهم في سوريا، فشل المجتمع الدولي حتى الآن في الاتفاق على أي تحرك عقابي ضد الجهات التي يعتقد أنها مسؤولة عن ارتكاب الهجمات في ظل خلاف بين روسيا والدول الغربية في الأمم المتحدة.
- "خبرة" منظمة حظر الأسلحة الكيميائية - بدعم من 11 دولة حليفة، دعت لندن لجلسة خاصة في لاهاي الى "مؤتمر الدول الأطراف" التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمسؤول عن وضع سياساتها. وستسعى هذه الدول إلى تفويض الهيئة لتتمكن من العمل لتحديد الجهة المسؤولة عن أي هجمات بالأسلحة الكيميائية.
وأضاف "نظرا لخبرتها المثبتة في ما يتعلق بالأسلحة الكيميائية تعد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الهيئة المناسبة لتحديد الجهة التي تقف خلف أي هجوم".
ودمرت المنظمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام نحو 96 بالمئة من مخزونات العالم المعلنة من الأسلحة السامة في حين من المتوقع تدمير الكمية المتبقية والتي بحوزة الولايات المتحدة بحلول العام 2023.
وقال الدبلوماسي الفرنسي نيكولا روش لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن هذا الأسبوع إن "هذه ليست مشكلة الأسلحة الكيميائية ذاتها التي واجهناها خلال الحرب الباردة مثلا".
- خلافات - ووسط الخلافات السياسية الحادة بشأن الحرب في سوريا والانقسامات بين روسيا والغرب، يمكن أن تشهد المحادثات في لاهاي توترات.
وذكرت المنظمة على موقعها الالكتروني أن ما كان مخططا له ليكون اجتماعا ليومين قد يمدد ليوم ثالث حتى الخميس. وقال مدير عام المنظمة أحمد أوزومجو خلال ندوة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "نحن على مفترق طرق".
لكن روسيا، الحليف الأبرز للنظام السوري والتي اتهمتها لندن بتسميم سكريبال، نددت بالمحادثات.
- انتهاء آلية التحقيق المشتركة -استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لانهاء مهمة لجنة سابقة مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تهدف لتحديد الجهات المسؤولة عن الهجمات في سوريا.
ويتوقع أن تكشف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قريبا عن نتائج التحقيق الذي أجرته عن هجوم مفترض بغازي السارين والكلور وقع في السابع من ابريل واستهدف مدينة دوما التي كانت خاضعة آنذاك لسيطرة المعارضة السورية.
لكن المختبرات التي حددتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تقوم بتحليل العينات التي تم إحضارها من دوما كدماء وتربة.
وحذر من مخاطر عدم التحرك مؤكدا انه "لا يمكن السماح باستمرار ثقافة الإفلات من العقاب في ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية".