تردي المتنفسات ومضايقات مرتادي الشواطئ يُحرم الأسر فسحة العيد بعدن

> تقرير/ كيان علي شجون

> اتسم أهالي العاصمة عدن خلال أيام الأعياد والمناسبات بالذهاب إلى المتنزهات والمتنفسات لقضاء أجمل الأوقات فيها.
غير أن هذه العادة تغيرت وتبدلت في الفترة الأخيرة وحُرِم منها الكثيرون لأسباب كثيرة، أبرزها الارتفاع بقيمة تذاكر الدخول في المتنزهات الخاصة أو بعدم صلاحيتها وافتقار الحكومية منها لأبسط الخدمات، إلى جانب انتشار ظواهر سلبية من قبل مرتادي الشواطئ.

وأوضح مدير مكتب السياحة بمديرية صيرة أحمد السلامي أن «عدم تأهيل المتنزهات، وفي مقدمتها متنفس (هابي لاند) ذو الموقع الهام عائد للوضع المتدهور وغياب الاهتمام الحكومي».
وأشار في تصريحه لـ«الأيام» إلى أن «هناك مواقع ومعالم أثرية كثيرة تطل على مناظر رائعة وخلابة في عدن لم يتم استثمارها بعد في هذا المجال، منها موقع في المنطقة الحرة بالقرب من جولة كالتكس، والمعلم الأثري (السبعة الدروب) والمتواجد بالكسارات في منطقة الخساف بكريتر.. لا ننسى هنا بأن ما تعرضت له الأثار من خراب ودمار وفي مقدمتها ما طال معالم: قلعة صيرة، والمنارة، وصهاريج عدن تسبب أيضاً بشكل كبير في تردي وضع السياحة في العاصمة.

 أما فيما يخص المتنفسات وأماكن تواجدها ففي كريتر لا يوجد غير متنفسين اثنين ههما: فان سيتي، وهابي لاند، وهذا الأخير لم يتم إعادة تأهيله، إلى جانب ثلاث حدائق، والمسؤول عنها الأشغال العامة ولا تتبع وزارة السياحة، توجد واحدة منها في الوحدة السكنية بشارع أروى، والثانية بمنطقة الطويلة، والأخرى كانت في الصهاريج وتدهورت بسبب البناء العشوائي فيها، وقد طالبنا مراراً بإيقافه ولكن لم يُستجب لنا، وفي مديرية خور مكسر يوجد الكورنيش وهو الآخر يفتقر للخدمات، وفي مديرية الشيخ عثمان يوجد بستان كمسري، ومع هذا نؤكد بعدم وجود متنفسات مدمرة في المدينة، ومن المؤسف بأنه لا توجد لدينا في الوقت الحالي أي مشاريع استثمارية بسبب الوضع المتدهور وعدم استغلال التجار للإمكانات المتوفرة للعمل على إعادة تأهيلها وتحسينها.

 واجمالاً السياحة بشكل عام تحتاج إلى وضع أمني مستقر، وهذا ما نفتقده حاليا، إلى جانب غياب الدولة وعدم تواجد الوزراء الذين يفترض أن يتم مناقشة هذه الموضوعات معهم».
وأضاف: «صحيح هناك بعض المستثمرين يأتون للاستثمار ولكن ليس لديهم كوادر في مجال السياحة، الأمر الذي يجعلهم يستثمرون بطرق خارجة عن أسس السياحة، وهو ما خلق إشكالات معهم».

الافتقار للمتنفسات الحكومية
وأكد مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو بأنه «لم يتم إعادة تأهيل أي من المتنفسات القديمة، مع افتقار المديرية للرسمية منها باستثناء متنفس (هابي لاند) غير المؤهل منذ فترة ما قبل حرب 2015م».
ولفت في تصريحه لـ«الأيام» إلى «البدء ببناء مُتنفسات جديدة، واحد منها في المساحة الواقعة بين عدن مول وفندق ميركيور، وكذا متنفس (أبو ديست» بخلف حراج صيرة».

وعن الازدحام والمضايقات التي تتعرض لها العوائل في الشواطئ لاسيما في المناسبات قال: «نعم هي مشكلة ومنتشرة مع الأسف بعموم البلاد، ونحن لا نستطيع عمل أي إجراءات بهذا الصدد، ومن الصعب منع أي شخص بالذهاب للتخزين أو الجلوس فيها، كونها أماكن عامة ومفتوحة، وهذا لا يعني بأننا لا نؤدي واجبنا بل إننا نقوم بإجراءات واحتياطات أمنية، منها منع دخول الشباب الذين ليسوا مع عوائلهم في المتنفسات المختلطة في مواسم الأعياد مثل متنفس (فان سيتي)، ونتمني أن تكون هناك متنفسات خاصة بالعائلات فقط».

الافتقار للخدمات
وأوضح أمين عام المجلس المحلي بمديرية البريقة وليد الحاج علي أن «معظم المتنفسات الموجودة في المديرية هي مُتنفسات طبيعية على السواحل وتفتقر للكثير من الخدمات.
وأضاف لـ«الأيام»: «ونحن بدورنا حاولنا توفير بعض الخدمات كعمل مظلات في الشاطئ، أيضاً تواصلت مع المدير العام هاني اليزيدي ووكيل محافظة عدن رشاد شائع لإيجاد فريق إنقاذ مجهز بجميع الأدوات والإمكانات في السواحل من المواطنين، كون خفر السواحل لا يخضعون لنا وإنما لوزارة الداخلية، وليس لهم أي دور حالي في انتشال الجثث أو الإنقاذ من الغرق، ومن يقوم بهذا الدور حاليًا هم المواطنون أنفسهم، ونعمل بهذا من أول أيام العيد في سواحل البريقة، أما فيما يخص الحدائق فهناك حديقتان للأطفال والعائلات وأحدة في البريقة والأخرى في مدينة الشعب».

وحول الإجراءات المتخذة لحماية العائلات في المناسبات والتي ترتاد الساحل بكثرة قال: « هناك مبادرات قام بها مواطنون من الساكنين بالقرب من الشواطئ تمثلت بمراقبة الشواطئ العامة، وإذا ما شاهدوا أي تصرف غير أخلاقي يتم التواصل معنا وحينها يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبلنا».

غير صالحة للتنزه
وأوضحت المواطنة وديان محمد، من ساكني مديرية صيرة، أن «للعيد فرحة غير أنها أضحت مفقودة لدى أهالي عدن بعد أن أصبح العيد يمر عليهم كأي يوم عادي، نتيجة لعدم مقدرتهم غلى الخروج في أيام العيد مع أسرهم إلا ليوم واحد فقط بسبب ارتفاع أسعار سعر المواصلات، أما الجانب الترفيهي فللأسف قليل جدًا؛ لعدم توفر الحدائق والمنتزهات بالشكل الكافي في عدن، وإن وجدت تكون برسوم أو غير صالحة للتنزه فيها، وإذا ما ذهبت العوائل للشواطئ والتي تُعد المتنفس الوحيد للمواطن للترفيه عن نفسه وأفراد أسرته فيجدها في العادة مزدحمة بالشباب وخاصة الشواطئ المفتوحة كساحل أبين وجولد مور في أيام الأعياد».

قلة الحدائق
فيما لفتت المواطنة مها حسن إلى أنها «تقضي أيام العيد في المنزل، نتيجة الازدحام الذي تشهده المتنفسات في كريتر وقلتها مع ارتفاع سعر تذاكر الدخول وتذاكر الألعاب في المناسبات».
وأضافت: «أيضاً لا نستطيع الذهاب إلى البحر لكثرة مرتادي الشاطئ من المخزنين، وكذا المضايقات التي تتعرض لها العوائل»، متمنية «فتح أماكن خاصة بالعائلات، لاسيما بعد إغلاق شاطئ المرأة والذي كان المتنفس الوحيد للنساء».

أما عمار جلال، وهو من أبناء مديرية المعلا، فأوضح بأنه «يقضي أيام العيد في مطاعم الحمراء أو بالتجوال في الشارع الرئيس للمدينة، لعدم تمكنه من الدخول إلى الحدائق والمنتزهات والملاهي التي لا يسمح بالدخول إليها إلا بمعية العوائل»، مطالباً الجهات المعنية بـ«توفير متنفسات خاصة بالشباب أو أندية للترفيه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى