> «الأيام» متابعات

 توفي والد النجم النيجيري (أحمد موسى) ، وهو في سن صغيرة للغاية ، وكان يعاني من كل شيء ، لكن والدته كانت حريصة للغاية على ألا يشعر بغياب والده ، لكنها فوجئت أنه هو من يعتني بالجميع.
 فقد أحمد موسى والده وهو في عمر الـ 7 ، وقرر ألا تشعر عائلته ، وخصوصاً والدته سارة موسيس برحيل والده الحاجي موسى.

 قرر الذهاب إلى العمل وأن يعيل أسرته بالكامل وهو في هذه السن ، خاصة وأن والده تزوج عدة مرات، لكن لا قلق عليهم ، فأحمد لديهم.
 وسط كل هذا كان أحمد موسى يعشق لعب كرة القدم ، واكتشف أنها متعة لا تضاهى ، ليس هذا فقط ، فقد قرر أن يصبح لاعباً محترفاً ليحصل على أموال تكفي لرعاية عائلته الكبيرة.
 إنضم إلى أكاديمية جي بي إس التي اعتنت به جيداً حتى أتى عام 2007 ، حينما سطع إسمه داخل نيجيريا.

 وقتها قالت الصحافة عنه أنه "موهبة لم تكتشف بعد ، لكنكم حينما تفعلون ستذهلون مما سترونه ، وما يمكنه فعله".
 في العام التالي لهذا المقال ، إنضم إلى نادي (جوث النيجيري) وتألق وهو في الـ 16 من عمره ، بعد ذلك في الموسم التالي أعير إلى نادي كانو بيلارز ، وخلاله تألق وقاد الفريق لوصافة الدوري.
 موسى في تلك الفترة إمتلك رقماً خاصاً به في الدوري النيجيري ، كأكثر لاعب سجل أهدافاً في موسم واحد بـ 18 هدفاً.

 في عمر الـ17 فاز موسى بلقب بطولة إفريقيا للشباب عام 2011 ووصل إلى ربع نهائي كأس العالم للشباب وبعد ذلك بأشهر قررت عدد من الأندية التقدم بعروض لضمه ولم ينجح في ذلك ، إلا نادي (في في في فينلو) الذي حصل على خدماته.
 حقق أحمد موسى الكثير في عمر الـ 19 حيث اعتاد أن يلعب هناك كجناح ، واستمر حتى عام 2012 ، قبل أن ينضم إلى النادي الذي صنع أسطورته .. إنه نادي (سيسكا موسكو) .. ومن هنا بدأت بعض الأمور تتطور لدى أحمد موسى ، سواء على صعيد الحياة الشخصية ، أو في الملعب.

 على صعيد الحياة الشخصية موسى كان مثل والده ، متعدد العلاقات وكثير الزواج ، وقد أنجب طفلاً في عام 2013.
 (ليونيد سلوتسكي) مدرب سيسكا كان يعلم جيداً قدر موهبة اللاعب أحمد موسى ، فقرر عزله عن كل شيء وقال عنه : "كان أحمد جناحاً ساذجاً لا يضغط على الخصم ، وكثيراً ما يهدر الفرص ، فعلمته أن يلعب بشكل أفضل .. ماذا يمكنني أن أسميه؟ إنه أذكى لاعب".

 سلوتسكي علم موسى أن يصبح أفضل في الملعب ، لا يهدر مجهوده بلا طائل ، أن يتحرك بذكاء ويتحكم في تحركات دفاعات خصمه .. إضافة للضغط الدائم على خطوط الدفاع.
 كان موسى مخلصاً للغاية لكرة القدم ، بعيداً عن زيجاته المتعددة ، فقد كان مدربه سلوتسكي قد نجح في تغيير طريقة تفكيره كثيراً .. ربما تطلب منه الأمر وقتاً .. لكنه نجح في النهاية.

 تلقى سيسكا موسكو ضربة قوية بإصابات سيدو دومبيا المتكررة ، فوجد المدرب سلوتسكي نفسه مجبراً على الدفع بموسى في مركز المهاجم ،  وإن كان جسده لم يكن قوياً كفاية لكن الدوري الروسي يعتمد كثيراً في ذلك المركز على القوة البدنية ، ووثق به نادي سيسكا على الرغم من أنه أهدر العديد من الفرص السهلة ، ولم تسر الأمور على ما يرام في البداية ، لكن بعد ذلك كان أحمد على قدر المهمة مما دفع فريقه لبيع دومبيا إلى روما في يناير 2014.

 اكتسب موسى الكثير من الخبرة مع المنتخب النيجيري ، لكنه في تلك الفترة ، لم ينظر إليه المنتخب على أنه النجم الأوحد ، إذ أن كل الأنظار كانت تتجه إلى جون أوبي ميكيل ، النجم الذي يلعب لتشيلسي، ويعرفه العالم أجمع .. أما بالنسبة لموسى فهو يلعب في دوري يصعب تتبعه ، ربما كان موهبة كبيرة ، لكن الإيمان لم يكن قوياً به.

 لعب أحمد موسى قبل كأس العالم 2014 دوراً حيوياً في فوز سيسكا بلقب الدوري عامين على التوالي حيث كان دائماً عنصراً حيوياً.
 في كأس العالم 2014 وفي الوقت الذي انتظر الجميع فيه تألق لاعب شاب يدعى أحمد موسى تألق بدلاً عنه نجم كبير كان يدعى ميكيل ، لكن فيما بعد انقلبت الآية تماماً ، وأصبح موسى النجم الأوحد.

 بعد ذلك وفي عام 2015 في الوقت الذي كان على أحمد موسى ، أن ينتبه أكثر ، لتقديم أداء مقنع ، من أجل الانضمام إلى ناد كبير ، بعدما قدم نفسه للعالم أجمع ، إنشغل موسى تماماً في مشكلة شخصية ، بعد ولادة طفله الثاني ، فقد كان هناك جدال أدى إلى مشكلة مع زوجته الأولى بسبب اتخاذه قراراً بالزواج للمرة الثانية.

 تطورت هذه المشكلة كثيراً ، حينما قرر موسى نشر صورة صديقته الجديدة والتي أصبحت، فيما بعد زوجته الثانية على مواقع التواصل الاجتماعي ، ليس هذا فقط ، بل وصفها بـ "ملكته".
 وسط كل هذه المشاكل ، إنضم أحمد موسى إلى نادي ليستر سيتي الإنجليزي ، في وقت لم يكن اللاعب ، في كامل تركيزه ، لأنه خلق لنفسه مشاكل أسرية كبيرة ، وليستر كان بحاجة للاستمرار في المنافسة ، والبقاء في القمة بعد موسم إعجازي ، لكن أحمد موسى تلاشى تماماً.

 زوجته الأولى إتصلت بالشرطة ، وقدمت شكوى ، تقول فيها إنه اعتدى عليها ، وتم القبض عليه ، ولكن تم إطلاق سراحه ، وانفصل الثنائي (الزوجان) عن بعضهما البعض في نفس الأسبوع.
 أتم موسى زيجته الثانية ، وكان بعيداً كل البعد عن التركيز في الملعب ، وكان ذلك في عام 2017 ، لأنه عاش في المشاكل لمدة عام كامل.

 عاد أحمد موسى في فترة إعارة قصيرة إلى ناديه سيسكا موسكو ، قبل كأس العالم 2018، بعدما شعر ليستر سيتي أنه يخسر نجمه النيجيري بسبب المشاكل الشخصية.
 في روسيا التي هي بالمناسبة ، تعتبر بيته الكبير ، أكد النجم أحمد موسى مراراً ، على أنه لا يتعرض فيها لأي مظاهر عنصرية ، عكس ما يحدث مع الأجانب الآخرين في الدوري.
 استعاد النجم النيجيري المتألق (أحمد موسى) جزءاً من بريقه مع ناديه المفضل ، ليعود بقوة مع المنتخب ويتألق.​