> جمال مسعود
حاشانا نحن المعلمين أساتذتكم، سيدي الرئيس السادة الوزراء، أن نقف حجر عثرة في طريقكم، نعرقل جهودكم ونقلل من دوركم الكبير وعظم المهام المنوطة بكم، وكلنا أسى وحسرة على ما أقض مضاجعكم وأرهق كاهلكم وأثقل حملكم مما وصلت اليه الاوضاع العامة في بلادنا جراء الحرب العبثية الظالمة التي جرتنا إليها كرها عصابة ظلامية ألفت حياة الحروب والموت، فخطفت بلدنا وشعبنا وساقته إلى طريق هي اختارته وفرضته علينا ودمرت حياتنا في كل شيء، ولا ينكر ذلك إلا متواطئ أو صاحب مشروع غير وطني.
إننا أيها السادة الكرام الأفاضل بعد التحرير وعودة الأمن والاستقرار إلى مدننا ربطنا معكم الحزام على بطوننا وشددنا اللجام على أفواهنا وأسكتنا أطفالنا وأرغمناهم على الصبر والتحمل عاما بعد عام، ونحن معلمون لا يجب أن ننكسر أو نضعف ونحني جباهنا خجلا أو ضعفا وعجزا. وأنتم سيدي الرئيس، السادة الوزراء، أكثر من يعلم ذلك وأضراره على المجتمع.
إن المسؤولية جد عظيمة وملقاة على عاتقكم وأمانة في أعناقكم أنتم أولا قبل غيركم.. لابد من المسارعة في إيجاد حل كريم وجهد عظيم وصدق حميم.. فالمعلم الأستاذ الذي تتلمذتم على يديه سيدي الرئيس السادة الوزراء الكرام لا ولم ولن يستجدي أو يتسول أمام أبوابكم لينتظر موعدا لمقابلتكم في مكاتبكم يطلب حقه، أو ينتظر ردكم بالفضل والمنة عليه.. حاشاه أن يفعل ذلك وحاشاكم سادتنا الأفاضل أن تجروه إلى ذلك، ولكن اضطربت المعادلة وصارت غير موزونة، فالمعيشة صعبة والدخل محدود والمطالب عظيمة والرسالة جسيمة.
سأقف غدا في بداية العام الدراسي القادم في صفي الدراسي بين أبنائي الطلبة وبناتي الطالبات مكلوم الفؤاد شارد الذهن رث الثياب خاوي البطن ذليل الكبرياء مديون، هذا يطاردني وذاك يلاحقني إلى مدرستي، فسأنكسر بين طلابي وطالباتي، ويذهب عني ماء وجهي بين يدي الناس.. فيهان المعلم ويصير ذليلا فتحل على الجميع لعنة الزمان الذي أهان فيه شعب المعلم والتعليم وقد كرمه الله وكرمه التاريخ، فكاد المعلم أن يكون رسولا.
عافاكم الله، أيدكم الله، نصركم الله، وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد.