> حسين فروي
واقع ملموس يعلمه القاصي والداني، حقائق لا تخفى على أحد، والمسؤول الاول غائب في ظل تردي الخدمات وارتفاع الاسعار وانعدام الوقود وتصاعد لغة التهديد والبسط على اراضي الدولة والمواطنين، فمنذ انتهاء الحرب الغاشمة على عدن وحتى يومنا هذا يواجه كل محافظ جلس على كرسي المسؤلية مشاكل وعثرات لا حصر لها، حتى وصل الأمر للاغتيال، كما حدث للمحافظ السابق بعدن الشهيد جعفر محمد سعد.
لذا نتساءل: لماذا يريدون ابقاء كرسي محافظ عدن شاغراً، من المستفيد من ذلك، وهل يستطيع المواطن البسيط في عدن تحمل كل هذا العناء، للأسف الشديد ان هناك جماعات تريد بقاء كرسي قيادة السلطة المحلية في عدن شاغراً، وهذه الجهات لها مآرب ومصالح سياسية وتجارية بنفس الوقت، لانها خليط عجيب من سياسيين وتجار ومن جهات سياسية مختلفة يجمع فيهم المال والتجارة غير المشروعة، ولا شك بأن هؤلاء هم المستفيد الاول من بقاء كرسي المحافظ شاغراً، فغياب ودور وصلاحيات المحافظ يبقي هؤلاء في منأى من المساءلة القانونية وضمان استمرارية تجارتهم المشبوهة، بالاضافة إلى انهم يرون بأن ذلك قد يساعدهم على تنفيذ مشاريعهم السياسية المستقبلية.
لقد بات المواطن في عدن البسيط مثقلاً بالاوجاع والهموم، فهو يعاني من الكثير من المشكلات التي باتت تثقل كاهله نتيجة صراعه المستمر مع الأزمات المتكررة والمتلاحقة التي تفتعلها تلك الجهات، فإذا نظرنا إلى أن المحافظ يعتبر الحاكم في محافظته، فلماذا محافظو المحافظات المحررة الاخرى لا يجري مضايقتهم او رفضهم او افتعال المشاكل لهم؟! أوليس أولئك المحافظون حكاما في محافظاتهم، أيضاً الجواب يا إخوتي هو اهمية المحافظة وموقعها، فعدن عاصمة دولة سابقة وحالية، وموقعها استراتيجي عالمي، وخيرها نابع من موقعها كميناء ومطار، والسياسة تهتم بذلك، لهذا فإن لم يكن المحافظ تابعاً لاصحاب النفوذ والقوة، فلن يسلم ولا يسمح جلوسه على كرسي السلطة المحلية، لان ذلك ليس من مصلحة الفاسدين في قيادة البلاد، ولأنها عدن فلن يدعوا أهلها ينعمون بالراحة.
وعملياً عدن هي المحافظة الوحيدة المحررة التي يتمسك بها كل أبناء الجنوب ويحمونها بأرواحهم، وكل يحبها على طريقته وهدفه، وهناك من يستفيد من العواطف المتضاربة في هذا تجاه عدن، لكن الأهم من كل ذلك أن قيادة الحكومة الشرعية تعتبر نفسها الحاكم الأوحد لعدن، وأي خير لها وحدها فقط، لهذا لن يكون هناك محافظا لعدن، فالمحافظ هو الحاكم، والحكومة لا تريد حاكماً يشاركها في خير عدن او السيطرة عليها، رغم وجود فاسدين فيها.
ويكفي عدن معاناة وألما وعذاباً لعقود مضت من الزمن.
إن صبر أهل عدن على فساد الحكومة وصراع الاحزاب للسيطرة على عدن لن يدوم طويلاً في ظل تدهور الاوضاع الخدماتية والاقتصادية والتي أوشكت السقوط في الهاوية.