> عصام عبدالله مسعد
لمعرفة حل قضية ومسألة من المسائل العالقة والتي اصبح حلها أمرا صعبا، لابد من الرجوع إلى الاسباب التي ادت إلى وقوع هذه المشكلة والمعضلة التي أعيى حلها العقلاء والمسؤولين والمختصين، فلربما العودة إلى الجذور لهذه المشكلة ومعرفة الفتيل الذي اشعل كل تلك النيران يكون هو المخرج والحل.
هناك مشكلة أصبحت هم الشارع وخاصة في المحافظات الجنوبية والتي تفاقمت وربما السكوت عليها قد يوصل الأمور إلى ما هو أسوأ وأفظع مما هو عليه الآن، لأن السكوت على الخطأ والعيب يزيد الخطأ أخطاء، والعيب عيوبا ويصعب الوصول إلى الحل أو أن الحل يتأخر.
مشكلة الكهرباء دائماً ينظر اليها من زاوية واحدة وهي ان ادارة الكهرباء هي الطرف الملام وحده، وهي جانب التقصير، وهي التي تتحمل الأوزار فقط.
مشكلة السيدة كهرباء، مشكلة عويصة تكشفت انها كانت اخر اهتمامات الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال في الشطرين ثم بعد الوحدة ثم الحكومات السفري القائمة على ادارة البلاد وكذا حتى اشراف دول الجوار على البلاد بعد حرب الحوثيين، وان كل الكلام على الكهرباء هو مجرد اوراق سياسية تستغل لكسب ود المواطن، عندما تكون الحاجة إليه لكسب ورقة الانتخابات او كسب تأييد او حتى لمجرد اللعب بمشاعر المواطن.. ومن الواضح انها ليست كهرباء مولدة إلا من المحطة البخارية بالحسوة، لانه بمجرد العطب في المحطة تصبح عدن في غياهب الظلام.
الأمر الاخر، ان المحطة سالفة الذكر لم تخضع لإصلاحات حقيقية غير الترقيع الآني والوقتي الذي زاد من تهالك المحطة وأدى إلى انهيارها، ولم يتم الاستفادة من الرسوم التي كان يدفعها المواطن إلى ما قبل عام 2011م وكذا تسديده للفواتير التي لو تم الاستفادة منها ليتم إنشاء محطات جديدة وتحسين شبكات الكهرباء المتهالكة، لكن توريد حصيلة الفواتير في تلك الفترات ورسوم الخدمات يذهب علاوات، وطرق لا يعود منها لمصلحة تطوير الكهرباء.
من الاسباب التي جعلت المواطن يعزف عن تسديد الفواتير، عجز الدولة وحالة الوهن التي وصلت اليها بعد ثورة الربيع العربي في البلاد، وهناك أسباب اخرى ان المواطن لمس عدم اهتمام الدولة ورعايتها لانتاج الكهرباء، وانها مجرد محصل جبايات من المواطنين لا شيء يذهب منها في تحسين الكهرباء، فقد تحمل المواطن الكثير من الاعباء وهو يسدد فواتير الكهرباء، ولكنه لم يلحظ ادنى تحسن، وان ما يدفعه يذهب إلى جيوب من يعتبرون الدولة ومواردها ملك لهم، دون أن يضعوا في اعتبارهم مصالح المواطنين ولو في آخر الدرجات.
الجميع محتاج للكهرباء، وهي مطلب حياتي وخاصة في فصل الصيف، ولهذا سيلجأ المواطن إلى سرقة التيار بطرق مختلفة، لأن الدولة وضعته بين مطرقة حاجته للكهرباء وسندان عدم قدرته على دفع قيمة الفواتير التي قد تقترب من دخله، فكيف يعمل؟.. يدبر أمر اللقمة أم يدفع فواتير الكهرباء.
لهذا فالغلط واقع من جميع الأطراف ولا يوجد طرف منهم معذور، ولابد من تصحيح الأسباب التي قادت إلى هذا التردي والانهيار لهذه الخدمة التي هي عنوان النهضة.