هشام باشراحيل.. رمز الحرية والفداء

> علي عبدالله الدويلة​

>
يعد الناشر الصحفي رئيس تحرير صحيفة «الأيام» المستقلة هشام باشراحيل رحمه الله من المبدعين القلائل والمفكرين المثقفين، وواحد من رواد الحركة الإعلامية الذين أفنوا حياتهم في نشر العديد من الكتابات والمقالات الأدبية والعلمية عبر صحيفته التي تتناول الكثير من الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المحاولات الأخرى التي تتمحور في جوهر القضية الجنوبية الوطنية وتتجسد من خلال الأفكار والآراء الإنسانية بما تحمله الكلمة من معاني سامية بكل أبعادها السياسية والثقافية في نشر المعرفة والثقافة وفي ترسيخ المفاهيم والقيم والمثل العليا والسلوكيات الأخلاقية وغرسها في نفوس القراء.

تميزت شخصية هشام باشراحيل بخلفيته الثقافية وطرحه الهادف وبانطباعاته الوجدانية الفنية وبالعطاء والنهوض الفكري الثقافي وبهدؤه وطيبته والابتسامة التي لا تفارقه وحبه لكافة الناس.
حيث كانت صحيفته بمثابة المنبر الذي يعبر من خلاله الكتاب والصحفيون عن ثقافة المجتمع الإنساني، وحمل طموحه بحجم حريته الشخصية،، وأفرد مساحة واسعة لنشر معاناة المواطن من ضغوط الحياة المعيشية القاسية، وتعرية الأوضاع المتردية وكل أشكال وأنواع الفساد الإداري والمالي والرشوة والاختلاسات والمحسوبية.

وتعرض هشام للمطاردة والتنكيل من قبل سلطات صنعاء بأجهزتها القمعية لإسكاته ومهاجمة داره ومقر صحيفته مستخدمة كافة الأسلحة المتوسطة وقذائف الـ «آر بي جي» واعتقاله مع نجليه، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية بسبب ما عاناه من ضغوطات نتيجة الأحداث التي مرت بها الصحيفة حتى إغلاقها بسبب رفضه للمساومة وانحراف خط توجهات صحيفته.

كان هشام- رحمه الله- ضحية لنزوات وتغطرس سلطات نظام صنعاء التي تتشدق بحماية الديمقراطية والحريات والحقوق المدنية.
لعبت صحيفة «الأيام» من خلال ناشرها هشام باشراحيل دورا حقيقيا في انتزاع حقوق المظلومين بنشر الحقائق بكل جرأة، وهذا في الحقيقة يدل على مدى حنكته ومواقفه الصلبة.
رحل فقيدنا هشام باشراحيل المدافع عن الحرية والفداء تاركا هذا الإرث لسلفه.. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى