(مراد شطارة) .. التاريخ يتألم ..!

> محمد العولقي

>
* يؤلمني ما يحدث للهامة الرياضية والعسكرية والاجتماعية (مراد شطارة) من تهميش وتجاهل لحالته الصحية الصعبة.
* مؤلم جداً ما يتعرض له (مراد شطارة) من عزلة حكومية ، وهو الرجل الذي يتكئ على تاريخ رياضي وعسكري واجتماعي حافل بالبطولات الخالدة والمآثر الرائدة.
* ليس هناك ما هو أشد وطأة على القلب أن نشاهد (الطحالب) الفاترة وهي تلعب بفلوس الرياضيين لعباً ، في وقت يتلوى موسوعة الرياضة الإدارية (مراد شطارة) على فراشه ، ولا مسؤول أو (مسعول) يسأل عن وضعه الصحي الصعب.
* صبراً يا معلم الأجيال الفذ (مراد شطارة) ، أنت الخبير الذي يعلم أننا نعيش في زمن النفاق ، زمن من تبرقعوا أثناء الغزو (الحوثي عفاشي) وهربوا مع (ورور) ، زمن من لعبوا بالبيضة والحجر مستغلين حالة الفوضى السياسية العاصفة.
* مثل هؤلاء الذين تخلوا عن (عدن) في شدتها ومحنتها عادوا اليوم يتغنون بحزبهم مستندين على (طبول) تضرب للكذب وتروج للافتراء.
* حسناً عزيزي (مراد شطارة) ، نحن تلاميذك نهرع زرافات نحو منزلك في (الخساف) ، نشاطرك آلام الجسد التي لا ترحم ، نتقاسم معك مرارة ظلم (ذوي القربى) ، نتحمل معك تبعات خذلان من خذلوك ويضغطون على أنفاسك ، معك أيها القامة والمقامة الخالدة نبكي ليلاً ، ونتجهم قهراً في النهار.
* سيأتونك من يدعون الفضل ويتصورون معك ، ثم يتاجرون بألمك ومعاناتك وحاجتك للنجدة ، سيطلقون (بوق) الداعية ، وسيكسبون من التقاط الصور مع حضرتك الكثير من الزيف والنفاق والخرط الاعلامي ، سيتركون لك المعاناة والدموع ، وسيكسبون من زياراتهم خبراً ترويجياً محملاً بتوابل ضحكاتهم الصفراء الفاقعة.
* نفس الوجوه الفسفورية التي تاجرت بمعاناة (سعيد دعاله) و (ناصر هادي) و (عبدالله هرر) ستنتهز فرصة مرضك وعلتك كما كان ينتهز (عدنان سبوع) أنصاف الفرص أمام المرمى ، سيتسابقون على زيارتك وضبط مقاسات (الزوم) ، وسيغرقون فراشك وجسدك المسجى بلا حراك بوميض (جولات) الزينة ، سيطعمونك كلاماً ووعوداً ، وسيبيعون صور معاناتك ﻷول شامت في (الفيس بوك) ، سترتج جدران غرفتك من دق صدورهم ووعودهم العرقوبية ، وما إن يغادروا فراشك حتى يطلقوا العنان لنرجسيتهم ونزعاتهم المريضة ، إنهم يا أستاذنا الفاضل قطيع من بشر يتاجرون بمعاناة القامات الرياضية السامقة.
* تعرف لماذا استوطن هذا المرض في نفوسهم ؟ .. لأنهم يا مربي كل الأجيال يعانون من عقدة النجومية ، ولأنهم يغارون من تاريخك ، ولأنهم أمامك (أقزام) بحكيمهم الذي علمهم هتك سمعة النجوم الرياضية الجنوبية ، يرون فيك بؤسهم في الماضي ، الرجل الذي يذكرهم بتاريخه أنهم (نكرة) ودخلاء (حطهم السيل من عل).
* يسكن (مراد شطارة) جسد الرياضة الجنوبية ، فهو قلبها النابض بالعطاء ، لما يزيد عن نصف قرن ، وهو محركها الأول الذي تبوأ مناصب إدارية مرموقة ، يكفي أنه أول من سكب في عيون الجماهير الجنوبية كحله (الأحمر) ، عندما قاد (التلال) رئيساً ، وجعل من العمل الإداري خلية نحل تطرح عسلاً صافياً مستساغاً ، وصنع من (التلال) غولاً لا يشبع بطولات ، ويكفي أنه تحمل قيادة اتحاد كرة القدم في الجنوب ، وخلصه من (لمزات) الشياطين ، حين جعل الولاء للكرة الجنوبية دون سواها ، ثم هل هناك رياضي عسكري ينكر الدور الفاعل الذي ضخ في عروق الرياضة العسكرية لترات من دماء العمل العسكري المنظم والمدروس القائم على أسس ومعايير علمية بحتة ..؟
* يبرز (مراد شطارة) بتاريخه الحافل بين أهم ثلاث شخصيات جنوب ، رفعت راية الوطن عالياً في المحافل الدولية والخارجية فقد ظل أنموذجاً فريداً في كيفية تطوير العمل الإداري وتحريره من عقلية (التلسط) والهواة وربطه بمفاهيم علمية ارتقت بكرة القدم الجنوبية إلى القمة.
* ولأن (مراد شطارة) يرتكز على أرشيف عسكري كبير ، ويتكئ على بطولات لا حصر لها ، فلا بأس من تصدي وزارة الداخلية لعملية إنقاذ حياة (مرادنا الشاطر) ، فبصماته العسكرية تتكلم وتصرخ وتستنجد بضرورة تكريم هذا الرجل في محنته المرضية الصعبة.
* إنني بإسم كل الرياضيين الجنوبيين نتوجه بمناداة الأخ (أحمد الميسري) وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء بسرعة التحرك الحكومي ، لإنقاذ حياة الرياضي العسكري (مراد شطارة) ، وعندما أخاطب وزير الداخلية ، وهو رجل رياضي يعرف قيمة رياضي عملاق مثل (مراد شطارة) ، فأنا على ثقة أن الفضل يأتي من أهل الفضل ، فتلك طبائع الأشياء كما يقول مثل قديم حكيم.
* لاحظوا أنني لم أقحم وزارة الشباب والرياضة في الموضوع ، مع أنه من صلب مهامها ، هذا لأنني حتى الآن لم أتلق (جواباً) على فحوى سؤال كل الرياضيين : أين تذهب الخمسين مليون الشهرية عائدات صندوق النشء والشباب ..؟
* و يا معلمنا وملهمنا الرياضي الرصين خلقاً وأدباً (مراد شطارة) لا تبتئس من جفاء من كانوا يتمنون التقاط صورة معك عندما كنت تهز الدنيا هزاً ، عليك أن تضع هذه الحكمة في أذنيك : إن يأتي العيب من أهل العيب فلا غرابة كون الأشياء من معادنها لا تستغرب ..!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى