كأس رينيه مجنونة

> عمرو السخياني

>
 لا أظن أن أفضل أحلام المحامي الفرنسي رينيه مخترع كأس العالم التي انطلقت في 1930 ، قد احتوت على هذا القدر من الجنون الذي تعيشه اللعبة في أوج عصورها على الإطلاق ، فكرة القدم التي تبدو كالنار في اتساع رقعة محبيها وعشاقها لم تعد تعترف بالأسماء الكبيرة للمنتخبات ولا تعير للتاريخ أي اعتبار ، لا يهم هذه الكرة الدائرية إسم راكلها بقدر ما يهمها إلى أين وكيف يركلها؟.

 كأس عالم تبدو وكأنه لم يمر على اختراعها قرابة 100 عام ، وكأن جميع المنتخبات تشترك للمرة الأولى فأصبح ضرباً من المستحيل أن تتوقع المنتخب الأقوى أو الأكثر حظاً للتأهل .. لا أظن مثلا أن أكثر المتشائمين في المانيا توقع خروج منتخب المانشافت من الدور الأول وبموقع هو الأسوأ في تاريخه على الإطلاق وبأداء هو الأسوأ أيضاً ، وأظنك تتفق معي في أنها كأس العالم الأولى التي لا يمكنك التنبؤ بطرفي النهائي فيها ، فها هي الارجنتين والبرتغال تغادران معلنتين عن آخر كأس عالم لأسطورتي كرة القدم الحالية، الرجلان اللذين لطالما أعطيا هذه الكرة حبهما وشغفهما لم يشفع لهما ذلك عند الكرة حين لم يلعبا كأنهما جزء من الفريق .. فهي قررت منذ هذه الكأس ألا تعترف بالأسماء.

 وكانت آمال العرب كبيرة خصوصاً انها البطولة الأولى التي يتأهل فيها هذا العدد الكبير من المنتخبات العربية إلى النهائيات ، الأمر الذي عوضناه بالخروج جميعاً من الباب الضيق وبنتائج هزيلة رغم الأفضلية على الميدان ، فلازلنا بعيدون كل البعد عن التنافسية العالمية والشخصية القوية التي نحتاجها على أرضية الملعب ، فجميع المنتخبات باستثناء المغرب ربما والتي يشفع لها أداؤها أمام أفضل المنتخبات قدمت مباريات قوية لكن دون فاعلية لأن الكرة لا تعترف إلا بالأهداف.

 قررت أيضا كرة القدم أن تعترف باللعب النظيف ، لهذا كانت اليابان هي المتأهل الأول في تاريخ النهائيات تصل إلى الدور التالي بفارق اللعب النظيف والكروت الصفراء على السنغال.
 إذا أي كأس عالم أكثر جنوناً من هذه التي لم يتأهل إليها أعتى المنتخبات وإيطاليا وهولندا ، ثم تساقط الكبار فيها واحداً تلو الآخر مثل : المانيا ، البرتغال والأرجنتين ثم إسبانيا.

 إنها كرة الغدر التي قررت أن تدور هذه المرة لتمنح - ربما - حبها لأحد لم يسبق له أن فاز بها من قبل.
إننا نشهد مخاض كأس عالم جديدة ، إلا إن كان لراقصي السامبا رأي آخر.
 الرأي الذي سيصطدم أولا بالديوك الفرنسية التي تبدو أكثر المنتخبات اتزاناً في صفوفها وقد تحلق بعيداً في المونديال .. وكما قالوا قديماً : كذب المنجمون ولو صدقوا !!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى