أبا نشوان.. أنت طود تحيط به الأحزان

> نجيب محمد يابلي​

> أحمد سالم عبيد دخل التاريخ من أوسع أبوابه مناضلا وسياسيا وشاعراً وأكاديميا عسكرياً (خريجا ومدرسا وقائداً)، ومبدئياً في علاقته ونقياً في تعامله مع المال العام والهم العام ووزيرا وسفيراً.
أحمد سالم عبيد من مواليد الوهط عام 1939م وتلقى دراسته في لحج العبدلية وقاهرة المعز فهو عسكري اكاديمي بامتياز ومقاتل من الدرجة الأولى، أي أنه فارس واذا صادف وجوده في أحد المجالس في جلسة مقيل مثلاً نجده فارساً في الحديث والنقاش، ومع استراحة الموسيقى لأحد أساطين لحج نجده فارسا لا يبارى ولا يجارى في الشرح اللحجي.

الوظيفة لا تعني له شيئاً إذا طرأ حدث تطلب منه موقفه ولا يكون موقفه الا مبدئياً. كان قائداً للكلية العسكرية في عدن ثم نائباً لوزير الدفاع ثم وزيرا للإعلام ثم سفيرا في أثيوبيا، وتجلت نزاهته عندما سلم مندوب المنتصر عندما كان سفيرا في أديس أبابا كل ما في عهدته.. ولماذا كل هذا يا ابا نشوان؟! قال: حتى لا يقال لأولادي أبوكم سارق.. واعترف بك العدو قبل الصديق انك نقي وطاهر ونظيف في واقع يسوده الفساد من كل الجهات الأصلية والفرعية، ولذلك كنت من اقرب الناس إلى قلب القائد سالم ربيع علي ومن بعده الرجل الطيب الرئيس علي ناصر محمد.

قدرك يا أبا نشوان أنك دافع ضرائب فادحة لأن حياتك تشاطرها المد والجزر، وإذا قيل (وهو صحيح) إن وراء عظيم امرأة لقلت وقال معي كل شهود الحق بأنها الأخت المناضلة والتربوية الجليلة سعود مهدي المنتصر، أم أوسان ونشوان وطارق وعصم الله قلبيكما بالصبر.
أيها الطود واجهت ما واجهت وبرزت طوداً وشجاعاً وأشوساً ودعنا نذكر يوم 18 فبراير 2004م
عندما خرجت من منزلك عصراً متوجها إلى النادي اليمني ولم تعد إلى بيتك وتحرك الرأي العام في مصر والجنوب وعواصم اخرى حيث أصدقاؤه وأقام ابنه نشوان (عضو جمعية المهندسين اليمنيين في عدن) وعميدها الباش مهندس عبدالرحمن البصري، (أطال الله عمره ومتعه بالصحة) الدنيا ولم يقعدها، وكانت «الأيام» خط الدفاع من أحمد سالم عبيد وانبرت أقلام محبي عبيد ومنظمات المجتمع المدني في كل من القاهرة وعدن وصب كل هؤلاء جام غضبهم على السلطات المصرية، وحمل نشوان السلطات في كل من صنعاء والقاهرة المسؤولية عما حدث لوالده ومن ضمن ما قاله نشوان «على الحكومة أن تطالب مصر بالبحث عن مصير والدي رسميا».

وأضاف نشوان «الحكومة المصرية مسؤولة باعتباره اختفى على اراضيها»، وقال نشوان «كانت لوالدي اتصالات بالرئيس في القاهرة (وكان صالح هو المبادر دائماً بالاتصال)، وشكل الجميع قوة ضاغطة ارعبت كلا من القاهرة وصنعاء وأطلق على إثرها سراح الفارس أحمد سالم عبيد.

ايها الطود كم صمدت في وجه النائبات التي شكلت في فصولها وصفحاتها ملحمة تعادل في قوتها «إلياذة» هوميروس الأغريقي، ونذكر الصفحات الاخيرة منها:
- ديسمبر 2015 كان استشهاد الشاب الأشوس طارق احمد سالم عبيد، وكان في موكب اللواء جعفر محمد سعد، قائد تحرير عدن.

- ديسمبر 2016 انزلق الطود عبيد وتضررت قدمه وحوضه وأدخل المستشفى اليمني الكوبي وزرته في جمعة 30 ديسمبر 2016.
- بعد عام من ذلك فلذة الكبد أوسان أحمد سالم عبيد يلقى ربه في الهند وكان في رحلة علاجية.

نشوان يطوي ملحمة والده يوم الاربعاء 20 يونيو 2018 عندما فاضت روحه الطاهرة في أحد المشافي المصرية.
أقول لأخي أحمد سالم عبيد وأختي سعود مهدي المنتصر عصم الله قلبيكما بالصبر ورقابنا سدادة لكما من الألف إلى الياء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى