121 ألفا نزحوا منذ مطلع يونيو والتحالف يقيم 300 خيمة إيواء في الخوخة

> عدن «الأيام» محمد الغباري

>  كانت أمل تسرع بإبعاد أطفالها الأربعة عن النوافذ في كل مرة تهاجم فيها طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي القناصة الموجودين على أسطح المنازل في الحي الذي تقطنه جنوبي مدينة الحديدة اليمنية.
ظلت أمل تفعل ذلك لعدة أيام لكن عندما احتدم القتال فرت الأسرة من منطقة التحيتا بحثا عن مأوى بوسط المدينة شديد التحصين.

وأمل، التي طلبت عدم ذكر اسمها بالكامل، واحدة من بين آلاف من النازحين اليمنيين بسبب هجوم شنه التحالف بقيادة السعودية في 12 يونيو، لانتزاع السيطرة على المدينة المطلة على البحر الأحمر من يد الحوثيين.
وقالت لرويترز عبر الهاتف «الصواريخ تسقط باستمرار... أغلب الأسر تركت منازلها لأنها تخشى الموت... مقاتلو الحوثيين على أسطح المباني وفي الأزقة وطائرات الهليكوبتر التابعة للتحالف تهاجمهم».

وتخشى الأمم المتحدة من أن الهجوم على مدينة وميناء الحديدة، الذي يعد شريان حياة لملايين اليمنيين، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية حيث يعتقد أن نحو 8.4 مليون شخص على شفا المجاعة.
يقول كثير من اليمنيين الذين فروا من منازلهم ومزارعهم في الحديدة ومحيطها وتوجهوا شمالا إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون أو إلى مناطق أكثر أمنا على الساحل الغربي وفي مدينة عدن الجنوبية إنهم يواجهون صعوبات جمة من أجل البقاء.

ولم تتمكن بعض الأسر التي فرت من الحديدة إلى صنعاء من العثور على مأوى لها سوى غرف إسمنتية صغيرة متداعية ليس بها مصدر للمياه ولا أثاث وليس لدى تلك الأسر مصدر للدخل أيضا.
وقالت خيرية «حالنا سيء هنا... ليس لدى رجالنا عمل ولا يمكنهم الحصول على وظيفة».

وتحلقت نسوة حول نار في الخارج لغلي الحليب وطبخ جلود الدجاج في حين كان الأطفال يلهون. وداخل الغرف تجلس أسر بكاملها على حشية واحدة أو أغطية بسطت على الأرض.

وقال عبد الرحمن فارع وهو نازح من الحديدة «وصلنا إلى هنا ولا حصلنا حاجة ولا حصلنا شيء، ولا منظمات ولا حاجة، ولا حصلنا الأخ هذا أبو الرجال (صديق) وهو قام معنا بالواجب وأسعفنا (ساعدنا) ووصلنا للبيت هذا، المهم أنه سترنا أرحم الراحمين».
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في تقرير عن الوضع في الحديدة، نشر في الرابع من يوليو، إن أكثر من 121 ألفا نزحوا منذ الأول من يونيو.

 ظروف صعبة
أقامت قوات التحالف أكثر من 300 خيمة لإيواء النازحين في ميناء الخوخة على الساحل الغربي. وتستخدم النساء سعف النخيل في توفير بعض الخصوصية لأسرهن فيما لعب الأطفال في الخارج تحت الشمس الحارقة.
وقال علي «المساعدة التي نتلقاها ليست كافية. معنا مسنون وهم أناس لهم احتياجات خاصة لكن العلاج غير متوفر... لم يكن لدينا خيار سوى ترك منازلنا ونأمل في أن تنتهي الحرب لنتمكن من العودة».
وقال طارق جاسرفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في إفادة في الأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء الماضي «إن محافظة الحديدة بها واحد من أعلى معدلات سوء التغذية في البلاد إضافة إلى المخاوف من انتشار الكوليرا والدفتريا».
وتدخل التحالف المدعوم من الغرب في الحرب الأهلية اليمنية في 2015 لطرد الحوثيين الذين يسيطرون على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في البلاد وإعادة السلطة ليد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي تعمل من السعودية ولها وجود في عدن.

وتعهد التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات بشن هجوم سريع للسيطرة على الميناءين الجوي والبحري في الحديدة دون دخول وسط المدينة في محاولة لقطع خط الإمداد الرئيسي للحوثيين وإجبار الحركة على الجلوس على مائدة التفاوض.
لكن التحالف لم يحقق تقدما يذكر في الهجوم وأعلن أنه أوقف عملياته العسكرية لإتاحة الفرصة أمام جهود الأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام.

وقدم وزير الخارجية اليمني رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الأربعاء الماضي اطلعت رويترز على نسخة منها ليطلب من المنظمة الدولية إدانة أفعال الحوثيين في الحديدة.
واتهم خالد اليماني الحوثيين بزرع الألغام ونشر أسلحة ثقيلة وقناصة في مناطق سكنية.

وانتقدت منظمات إغاثة وجماعات معنية بحقوق الإنسان طرفي الصراع في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات وأسفرت عن مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص.
وتعرض التحالف أيضا للتدقيق فيما يتعلق بالضربات الجوية التي عادة ما ضربت أهدافا في مناطق مدنية على الرغم من نفي التحالف تعمد ذلك.
وينتظر رجل يعيش في منطقة زبيد جنوبي الحديدة انتهاء القتال وقال «لا نعتقد أننا يمكننا تحمل الأوضاع هنا لكن ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى