الحوثيون يستنجدون بروسيا والصين لوقف معركة الحديدة

> «الأيام» خاص / غرفة الأخبار

>
 على وقع التحركات السياسية والجهود الأممية التي أفضت إلى هدنة مؤقتة في الحديدة دون اقتحامها.. يتحرك الحوثيون دبلوماسيا وسياسيا لخلق حضور قوي في المفاوضات القادمة من جهة ولكسب مزيد من الوقت قبل استئناف العملية العسكرية التي يؤمل عليها التحالف في السيطرة على ميناء الحديدة من جهة ثانية.

رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط بعث في غضون 48 ساعة الماضية رسالتين لكل من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين والصيني شي جي بينغ في محاولة من الجماعة لبناء تحالف تكتيكي يناهض الدور الأمريكي في اليمن والمنطقة العربية.
الرسالتان حاولتا إظهار الوضع في اليمن وفي الحديدة على وجهة الخصوص بأنه نفوذ أمريكي للسيطرة على البحر الأحمر وممرات الملاحة الدولية والتجارة العالمية، متوددة في الوقت ذاته للروس وقرنائهم الصينيين بأن يكون لهم حضور تعتقد الجماعة الحوثية أنه سيكون دورا رادعا لأهداف التحالف العربي المدعومة أمريّكا وغربيا.

وقال المشاط إن معركة الساحل الغربي التي تقودها الإمارات للسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة «ما هي إلا جزء من المؤامرة التي تُحاك لليمن ولدول المنطقة، لإحكام السيطرة على الجزر والمنافذ والممرات البحرية الحيوية في العالم وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة أمريكية بامتياز يمكن من خلالها التحكم في جزء من حركة التجارة العالمية وخطوط نقل الطاقة».

الدول الكبرى والمنظمات الدولية أبدت خشتيها من عواقب وصول المعارك إلى ميناء الحديدة وتوقف الإمدادات التي يستفيد منها أكثر من 70 بالمائة من السكان، ما يهدد بأزمة إنسانية مضاعفة.. ولذا حدث الضغط على التحالف لوقف عملية الحديدة.
وقام مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن جريفيثس، بتحركات لوقف العملية العسكرية، على أمل الحيلولة دون مزيد من الضرر للمدنيين وإمكانية إعادة كافة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات.

وفي مسعى تضليلي من قبل المشاط وجماعته، وعبر طريق القفز المفضوح على الإجماع الدولي والأممي الرافض لانقلاب الميليشيات، زعمت الرسالتان أن الحرب التي تقودها الشرعية بدعم من التحالف لإنهاء الانقلاب غير مبررة، وأنها تتعارض مع مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، والسيادة اليمنية، كما أنها تهدد العالم والإقليم، طبقا لما أورته النسخة الحوثية من وكالة «سبأ».

ومن اللافت أن الجماعة تستخدم مصطلحات كمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، والسيادة اليمنية، وهي تخترق كل ما ذكرته في رسالتها.
وبينما حاول رئيس المجلس السياسي أن يستدر العطف الروسي، بتضخيم الحديث عن تدهور الأوضاع الإنسانية، وبمزاعم الحصار البري والجوي والبحري، وتصاعد أعداد الضحايا المدنيين، حاول التركيز على تباين المواقف الروسية والغربية، بشأن ملفات المنطقة، مدعياً أن عمليات التحرير التي تقودها الشرعية اليمنية والتحالف تقف خلفها الولايات المتحدة للسيطرة على المنطقة وإضعاف دولها، والإيحاء أن ذلك سيحجم الدور الروسي.

وتطرقت الجماعة في رسالتها إلى تقديم النصح إلى بوتين عبر زعمها أن عملية تحرير الحديدة والساحل الغربي ستقود إلى تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة أميركية، وستجعل واشنطن هي المتحكمة في طرق التجارة وخطوط نقل الطاقة لجهة تحكّمها في ممر مضيق باب المندب والجزر اليمنية.

وادعت الرسالتان أن الجماعة تطمح إلى وجود دور روسي بارز بحكم موقع موسكو وتأثيرها الدولي، لوقف عمليات التحرير التي تقودها الشرعية والتحالف، ودعم تحقيق تسوية سياسية شاملة، على النحو الذي يحقق تطلعات الجماعة في تثبيت وجودها في الحكم وبقاء سلاحها مسلطاً على أرواح اليمنيين وخادماً للمشروع الإيراني عبر تهديد الجوار اليمني.

ورغم أن مساعي الجماعة الحوثية لاختراق الإجماع الدولي، قوبلت بالصد، غير مرة، من قبل الصينيين والروس، لكن كما يبدو، أن اليأس لم يساور الميليشيات بعد، خصوصاً بعد أن بدأ تركيزها على استثمار الجانب الإنساني والمتاجرة به يؤتي أكله إلى حد ما لدى الدوائر الغربية والمنظمات الإنسانية، إلى جانب ما بات يحدثه العزف الحوثي على هذا الوتر، من اختراقات للدبلوماسية الغربية، التي صارت في الآونة الأخيرة لا ترى غضاضة في التواصل المباشر مع قادة الجماعة وعبر القنوات الدبلوماسية الرسمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى