هارب من حتفه

> همام عبدالرحمن باعباد

> كعادتي في كل مساء أخرج إلى السوق لأجلب حاجات البيت، لفت نظري أمر ما واستحوذ على تفكيري، فلم يكن انعدام الإنارة أو قلة مرتادي السوق وضعف القوة الشرائية التي صارت ظاهرة بادية للعيان، بعد أن فعلت الظروف المعيشية القاسية فعلتها، وصارت الأسر تحجم عن شراء الحد الأدنى من الكماليات، وأصبح اهتمامها منصب في توفير الأساسيات، بل كان بعيدا من ذلك، كان هناك كلب بدا منزويا على نفسه ومتضايقا وكأن جبلا من الحزن جاثم على صدره.. فدرت بخيالي: هل الأمر متعلق بمضايقات ما تعرض لها خصوصا من جانب صغار السن الذين يبالغون في أذية الحيوانات؟.. وبعد مدة تفكير تذكرت أن في صباح اليوم نفسه كانت حملة لتسميم الكلاب، وهذا من القلة الناجية وربما يعيش الوحدة بعد فقدانه أقرانه، فوجد في صخب السوق مسليا مما نزل به من كربات في ليلة عاشت فيها المدينة بأحيائها وقراها المجاورة في هدوء وطمأنينة من الكلاب التي أرعبت الأطفال وأذعرت البهائم وعمّ أذاها الجميع حتى أتت هذه المبادرة الشبابية لتفعل ما ظل هاجسا يؤرق الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى