الصبيحة ودعوة الانسحاب المشبوه

>
عبدالله مجيد
عبدالله مجيد
حينما اجتاحت مليشيات الحوثي وقوات الهالك علي عبدالله صالح الجنوب، مبتدئة بمناطق الصبيحة بكرش، على الحدود مع محافظة تعز، في 23 مارس 2015م، مواصلة طريقها إلى المناطق الأخرى في لحج والعاصمة عدن.. لم يكن حينها لِمن يُنادون اليوم أبناء الصبيحة بالانسحاب من جبهات القتال والعودة إلى ديارهم دور في التصدي لتلك المليشيات الغازية، بل لم نسمع لهم رِكزًا، على الرغم من الجرائم التي ارتكبتها تلك المليشيات بحق أبناء تلك المناطق وأبناء الجنوب عامة.

بالأمس صمتوا ولم ينصروا أبناء الصبيحة، واليوم بعد ما حرروا أرضهم وتوغلوا لتحرير المحافظات الحدودية لهم، حتى لا يظلوا على تخوفٍ من الموت الساقط كِسفًا من السماء، ينادونهم أن ارجعوا.
للداعين لهذا الانسحاب المشبوه نقول: مناطق الصبيحة حدودية، وترك القتال في الساحل الغربي والحديدة والقبيطة وتعز، يعني تمكين الغازي من العودة مجددًا.. والعودة تعني مزيدًا من الانتهاكات والقتل للأطفال، والقنص للنساء، والقتل والأسْر للرجال، في الوقت الذي مازالت فيه جِراحنا غائرة ودماء أحرارنا تنزف، وأراضينا ما برحت تتفجر ألغامًا وعبوات ناسفة على كل من مرّ بها.

لم نسمع، فيما مضى، لمن ينادون اليوم أبناء الصبيحة للانسحاب أي دعوة لنصرتنا ضد عدونا، ولم يكن لهم أي موقف مُشرّف يذكر تجاه جرحانا أو أُسرنا التي ماتزال كثيرة منها مشردة إلى يومنا هذا.
يا هؤلاء.. نحن أمام عدوٍ متجرد من الإنسانية، ولا يُفرّق بين كبيرٍ أو صغير، وإذا ما مكناه من العودة فلن يرحم أحدا، وسيبطش بطش الجبارين. والمؤسف حينها أنكم ستعودون إلى صمتكم المريب، ولن نجد منكم نجدة ولو بالنطق ببنت شفة.

إن المُتمعن لهذه الدعوة، والتي أتت في هذا الوقت بالتحديد الذي يخوض فيه أبناء الصبيحة بمعية أبناء الجنوب معارك مفصلية وحاسمة في أكثر من جبهة، سيُدرك- بما لا يدع مجالاً للشك- أن الهدف من ورائها هو تخفيف الضغط عن العدو، لتمكينه من استعادة قوته مرة أخرى ليس إلا.
علينا أن نرفض هذه الدعوة بشدة وحزم، وأن يكون لسان حالنا جميعًا “أبناء الصبيحة ليسوا للتوظيف السياسي”.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى