جريفيثس غادر صنعاء خالي الوفاض والتحالف يستأنف غاراته في الحديدة

> صنعاء «الأيام» خاص

>
 غادر المبعوث الدولي الى اليمن مارتن جريفيثس صنعاء أمس الجمعة مستاءً بعدما وصلت مشاوراته مع الحوثيين مجددا إلى طريق مسدود، في وقت استأنف التحالف العربي غاراته على مدينة الحديدة الاستراتيجية التي تحاصرها قوات الشرعية منذ نحو شهرين وأرجأت اقتحامها عدة مرات بضغط دولي لإفساح المجال أمام حل سلمي لتسليمها.

وفشل جريفيثس خلال زيارته الجديدة الى صنعاء، وهي الخامسة منذ توليه مهمته رسميا في مارس الماضي، في عملية دفع الحوثيين نحو استئناف مفاوضات التسوية السياسية الشاملة وقبول بحل سلمي يجنب مدينة وميناء الحديدة القتال.
يقول مسؤولون في صنعاء وعدن مطلعون على المحادثات إن الحوثيين رفضوا التعاطي مع خطة المبعوث الأممي «لإحياء مشاورات السلام» وكذا خطته «تجنيب ميناء ومدينة الحديدة القتال لتحريرهما».

وسلط الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون على ناقلتي نفط سعوديتين أثناء إبحارهما في البحر الأحمر الأربعاء الماضي عقب ساعات من وصول جريفيثس إلى صنعاء، الضوء ليغير الحوثيون موقفهم ويبدأون تراجعا خطوات إلى الوراء.
وعلى الرغم من الأضرار الخفيفة التي أصابت ناقلتي النفط السعوديتين إلا أن ذلك على ما يبدو دفع الحوثيين الى الغرور والعودة الى مربع التشنج ورفض الخطط والمقترحات الدولية والتعنت المسبق رفضا لأي حلول تأتي عبر طاولة المحادثات.
جريفيثس غادر صنعاء أمس رافضا الإدلاء بأي تصريحات لوسائل الإعلام في المطار كما جرت العادة عقب كل زيارة له إلى صنعاء، ومنع حتى الصحفيين من الاقتراب منه لسؤاله.

وخلال اليومين الماضيين عقد جريفيثس لقاءات مطولة مع قادة جماعة الحوثي وعلى رأسهم زعيم الحركة عبدالملك الحوثي، إلا أنها كما يبدو لم تحقق غاية طموحاته وغادر صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان خالي الوفاض.
وأعلن الحوثيون رسميا مغادرة المبعوث الدولي صنعاء أمس وقالوا إنهم ناقشوا معه «الأوضاع الإنسانية المتفاقمة بمحافظة الحديدة، وجهود الأمم المتحدة في رفع المعاناة عن الشعب اليمني، بالإضافة إلى استئناف المفاوضات لإحلال السلام».

وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام إن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي خلال لقائه جريفيثس أكد على «موقفنا الإيجابي تجاه مساعي المبعوث الأممي لوقف العدوان على اليمن والوصول لحل سلمي شامل».
وأضاف بأن الحوثي «أشار إلى أن المشكلة التي تعرقل المفاوضات هي تعنت الطرف الآخر ورفضهم للحلول السياسية الشاملة، ولهذا فإن توفر الإرادة والمصداقية وجدية دول التحالف في التوجه نحو السلام أمر لابد منه لنجاح أي جولة مشاورات سياسية».

وقال «نوه السيد إلى أهمية البدء بالخطوات ذات الطابع الإنساني وأهميتها في المساعدة على الحل كملف الأسرى والمعتقلين وغيرها من القضايا التي تمس حياة الشعب اليمني الذي يتعرض لحصار شامل على مدى سنوات وما ترتب عليها من آثار إنسانية مؤلمة».
وحسب عبدالسلام، فقد أكد الحوثي على أهمية أن «تحافظ الأمم المتحدة على توازنها وتعاطيها المسؤول، وأن تقوم بدورها وفقا لمواثيقها الأممية بعيدا عن أي انحياز».

وكان جريفيثس وصل صنعاء الأربعاء قادما من العاصمة السعودية الرياض بعد لقائه برئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر الذي سلمه رد الحكومة الشرعية على مقترحاته وخطة الإطار التفاوضي لحل الأزمة وإنهاء الحرب.
وفيما يبدو أنه استئناف للعمليات العسكرية لمعركة تحرير الحديدة ومينائها، شهدت الحديدة خلال الساعات الماضية غارات جوية كثيفة لأول مرة تشهدها المدينة على مواقع المليشيات الحوثية بعد توقف دام أسابيع.

وقال سكان إن طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية قصفت منتصف ليلة أمس الجمعة مواقع عسكرية للحوثيين وسط مدينة الحديدة وأخرى في منطقتي زبيد والتحيتا جنوب المدينة.
وقال تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين في تغريدات على صفحته في تويتر إن الغارات استهدفت محطة إذاعية في المدينة ومرفأ لصيد الأسماك.

ولم ترد على الفور معلومات حول سقوط ضحايا في تلك الغارات.
وبينما لم تصدر الحكومة اليمنية أي موقف عن فشل زيارة جريفيثس أعلن وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أن الحكومة الشرعية «ستتحرك وبشكل عاجل لمواجهة الأعمال الإجرامية التي تنفذها الميليشيات الانقلابية في الساحل الغربي وتهدد سلامة وأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أن مندوبي اليمن في مجلس الأمن «سيتحركون بالتنسيق مع البعثة الكويتية الممثل العربي الوحيد في مجلس الأمن، لرفع شكوى مباشرة حول استهداف الحوثيين للسفن التجارية مما يهدد أمن وسلامة الملاحة الدولية».
وقال اليماني في تصريحات نشرتها صحيفة (الشرق الأوسط) أمس أنه «لا يمكن الحديث عن السلام لأي طرف قبل الخروج الكامل وغير المشروط للانقلابيين من الساحل الغربي وعلى رأسها الحديدة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى