الساقي تصدر رواية «وحي» لـحبيب عبدالرب سروري

> عدن «الأيام» خاص

>  صدر عن دار الساقي للروائي اليمني حبيب عبد الربّ سروري، الرواية التاسعة الموسومة بـ«وحي»، في 255 صفحة من القطع المتوسط.
تتحدث الرواية عن الأوضاع العصيبة التي آلت إليها اليمن، وحال مدنها الجريحة، عبر السرد عن الشخصية المحورية «غسان العثماني»، الذي ترد إليه رسالة مجهولة تدفعه إلى إعادة ترتيب أفكاره ونبش ذاكرته منذ حادثة «جامع العيدروس» في قريته في اليمن، وخروجه من القرية إلى عدن وسنوات الدراسة والعمل الحزبي، وتاريخ علاقته بالإيمان والوحي، وسقوط المسلمات الدينية لديه، وتتوالى الرسائل من ثم ليغدو العثماني أسير شخص غامض ينبش ذاكرته القديمة، عبر علاقة شائكة يسرد الراوي لمخاطبة المجهول الأوضاع التي آلت إليها اليمن ومدنها الجريحة، باحثاً عن أسباب هذا الخراب وجذوره في الفلسفة والتاريخ. ويبوح له بأهم أسرار ومغامرات حياته.

ويقود الشغف غسان العثماني إلى موعد مع مراسله المجهول، منساقاً خلف سحره الغامض، دون أن يدرك حجم المفاجأة التي تنتظره.
جدير بالذكر أن لسروري روايات وقصص بالعربية أو مترجمة من الفرنسية إليها، وتخوض كلها في مناقشة الوضع والظروف الراهنة اليمنية وإشكالياته الفكرية والسياسية بشكل موغل في الترميز.

من أجواء الرواية:«أيْ نَعَم، أضحى كل شيءٍ في حياتنا اليوم رقميّاً، ينسابُ في الألياف الضوئيةللإنترنت: الغزل والعشق، الثورات والحروب، الاكتئاب والانتحار، ألْفِيّة ابن مالك والفتاوى “أون لاين”، أوجه القتلى والموتى الذين نضعهم على الشبكات الاجتماعية دون استئذان، وأيامنا التي تسيل بين أصابعنا ونحن نراكم صورَها، ننشرها، نبعثها للأصدقاء، نمسحها، نؤرشفها، نُضِيعها، ننساها… دون أن نحياها بحقٍّ فعلاً.

كل شيء، بما في ذلك الوحي (أقول هذا وقد رمقتُ على شاشة هاتفي الجوّال رسالةً إلكترونيةً طازجة، عنوانها كلمة مغرية غاوية، تجعلني أفزّ فزّاً: “وحي”)!».
من أجواء الرواية «وفْق الحلم، يلزمه أن يذبح طفله بالساطور الإبراهيمي، وليس بمسدس، وأن يبيع مسدسه بعد ذلك لِشراء ثمن قبر ابنه، وأن يدفنه بيديه مع الساطور، حينئذ، وحينئذ فقط، ستنتهي الحرب والعنف في هذا العالَم. انتظرَ نهاية الأذان مباشرة. حربٌ أهليّةٌ جديدة تتفجّر في جوفِه وبين أضلعه. كلّ أفاعي العالَم تلتفّ على بعضها في صدره.

من أجواء الرواية «سيكون، أستاذنا، جميلاً الحفرُ في الطبقات الأكثر عمقا لجيولوجيا علاقتك بالإيمان والوحي. يبدو لي أن هذه العلاقة مفصليّة جداً، تفرِّق بين نوعين متباعدين من البشر، في قطبين تفصلهما كلّ المسافات.
عندما تؤمن بحقيقةٍ قِيلَ أنها هبطت لإنسان، بواسطة وحي سماوي، فأنت تنظر باتجاهٍ أنبوبيّ، تفكِّر انطلاقاً من مسلّمةٍ غير مبرهنة (قد تكون حقيقة، وقد تكون دجلاً لا غير) وتعيش على نحو مقنَّنٍ وموجَّه، شعارُه: في البدء كان ساعي البريد، تقرير الهدهد، جبريل الذي يهبط من السماء السابعة.

وعندما لا تؤمن إلا بالحقيقةِ النابعة من التفاعل ومرور التيار بين قطبٍ من الأسئلة، وقطبٍ معاكسٍ آخر، الحقيقةِ المبرهنة علمياً (بالتجربة المختبرية أوبالدليل الرياضي، بالكربون 14 أو بحمض الـDNA، بالتحليل اللغوي للنصوص أو بالنقد التاريخي…)، فأنت تنظر وتفكِّر وتعيش في عالَمٍ آخر، في الجهة المعاكسة للعالَم الأول، شعارُه: في البدء كان الثقب الذي يسمح بالرؤية، في البدء كان التساؤل والشك والجدل والبرهان.
أليس كذلك، عزيزي الغالي؟».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى