قـصـة شهـيـد "جمال عبدالله حنش" (التفاني والإخلاص)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
ترعرعا سوياً ولم يفترقا في حياتهما أو في موتهما، وكانت صداقتهما أقوى من أي شيء آخر.. هما الصديقان الشهيدان جمال عبدالله حنش وسالم محمد حنش، اللذان استشهدا سويا في 19 أغسطس 2015م في جبهة مكيراس بمحافظة أبين بعد أن سطرا أروع الملاحم البطولية في ميادين الشرف والبطولة أثناء تصديهما لهجمات المليشيات الحوثية الانقلابية وقوات الرئيس السابق الهالك «صالح»، في الحرب الغاشمة التي شنتها تلك العصابات الوحشية التابعة لإيران على المحافظات الجنوبية في 2015.

أثناء توجه تلك المليشيات البربرية نحو المحافظات الجنوبية لاجتياحها في مارس 2015 التحق جمال عبدالله حنش بصفوف المقاومة الجنوبية في مكيراس والتي تشكلت للتصدي لجبروت قوى الانقلاب الحوثية والعفاشية، وشارك هو ورفيق عمره «سالم محمد حنش» في عدة مواجهات مصيرية ضد العدوان الحوثي مع شباب المقاومة الجنوبية بمكيراس الذين قدموا كغيرهم من أبطال الجنوب أروع الملاحم البطولية وسطروا بدمائهم الزكية أنصع صفحات التاريخ في دفاعهم عن عزة الدين وكرامة الأرض والعرض، رغم افتقارهم للأسلحة المتنوعة والذخيرة الكافية، فقد كان سلاحهم القوي الذي تمكنوا من خلاله هزيمة العدو الغاشم هو الحق المبين والعزيمة الفولاذية والمعنويات المرتفعة.

خاض جمال عبدالله حنش، رحمه الله،  مع زملائه معارك طاحنة دارت رحاها في مكيراس الصمود، فعلى الرغم من عدم تكافؤ القوة بين الطرفين إلا أن رجال المقاومة الجنوبية كانوا بالمرصاد لكل تلك الهجمات العنيفة التي شنتها آنذاك المليشيات الغازية والتي استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة.. وقد نفذ جمال عبدالله حنش وصديقه الصدوق سالم محمد حنش وزملاؤهم في المقاومة هجمات نوعية على مواقع المليشيات الحوثية الغاشمة في مكيراس، وتمكنوا من قتل وجرح وأسر الكثير من عناصرها وتدمير وإعطاب العديد من آلياتها الحربية، حينها جن جنون المليشيات وقامت بقصف مدينة مكيراس والقرى المجاورة لها بالسلاح الثقيل مما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين ونزوح الأغلبية إلى قرى آمنة.

لم يثن كل ذلك جمال عبدالله حنش وصديقه الذي كان يلازمه في كل مواقع الشرف والبطولة والكرامة من تنفيذ الهجمات وإشعال الجبهات في مكيراس الأبية، حتى جاءت ساعة استشهاد الصديقين المخلصين في إحدى المعارك الضارية في جبهة مكيراس في تاريخ 19 أغسطس 2015م، ليرويا بدميهما تربة الجنوب الطاهرة.. عاشا معا واستشهدا معا، فرحمة الله عليهما وعلى جميع شهداء الجنوب الأبطال.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى