في لقائه بالشخصيات الاجتماعية والسياسية والوجاهات وممثلي الشباب والمرأة بعدن، قبل أيام، أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي، أنه قريباً سيتم تعيين (محافظً لعدن) من أبنائها. ولأول مرة يصرح الرئيس هادي علانية عن هذا الأمر.. خاصة وإنه قد تعالت الأصوات كثيراً في عدن - بعد استقالة المحافظ المفلحي من (عامين) - للمطالبة بتعيين محافظ بديل لهذه المحافظة المنكوبة منذ ما يزيد على (خمسة عقود) من الزمان، وأن يكون المحافظ هذه المرة، من أبنائها الذين ظلموا كثيراً وهمشوا، ولم يصغ لهم أحد من كل السلطات المتعاقبة.. فحان الوقت لأن تعطى لأبناء عدن الفرصة والثقة وهم أهل لها في إدارة شؤونهم بأنفسهم، ليس من خلال (كرسي المحافظ) فحسب، ولكن أيضاً في تحملهم المسؤوليات التنفيذية في المرافق السيادية، ومؤسسات الدولة المهمة، وفي قطاع الأمن والدفاع بعدن، وهذي أمور غاية في الأهمية، وخاصة وأن أبناء عدن قد حرموا منها كثيراً ولعقود طويلة، وآن الأوان أن يديروا شؤونهم بأنفسهم، بدلاً من القادمين من وراء الشمس..!

لقد هاجرت على مدى (الخمسة العقود) الماضية - مرغمة - كثير من العقول والأدمغة العدنية، المشهود لها بالكفاءة والنزاهة، إلى أرض الله الواسعة، ومنها ممن لايزال في الاغتراب بسبب تأميم مسؤولياتهم ووظائفهم ومصادرتها، من قبل الأنظمة الشمولية، التي سادت منذ الاستقلال وما بعده، لصالح (أهل الثقة) وليس لصالح (أهل الكفاءة)! فخسرت عدن من لحظة استقلال الجنوب أهم مواردها البشرية وكوادرها المؤهلة ذات الخبرة والكفاءة العالية، التي استفادت منها دول الجوار خاصة، وبالمجان..

فحينما تذهب إلى أي بلد من بلاد الدنيا الواسعة تجد أمامك (العدنيين) وهم يحتلون ويتبؤون أرفع المسؤوليات، وقد مضت لهم سنوات طويلة في أرض المهجر، لكنهم لم ييأسوا من العودة متى ما أحسوا أنهم سيعيشون في بلادهم معززين مكرمين ومرفوعي الرأس والهامات، وأن عقولهم وكفاءاتهم تحترم، وأنه لم يعد هناك من ينافسهم على الوظيفة والإدارة والسلطة والسكن والتعليم، ولقمة العيش أيضاً..!