اغـتـيــال وطــــــن..!

> فارس حسين السقلدي

>
في ظل الظروف المأساوية التي نعيشها وتشهدها البلاد، والأوضاع الحرجة التي تمر بها، وغوغائية الواقع، وهوشلية الشارع التي نراها اليوم، وكل ما يحدث في واقعنا حالياً من تدني الأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية، بل والأخلاقية، وانحطاط القيم وضعف الوازع الديني، وعدم الشعور بالمسؤولية والوطنية وتجرد الشعور من الإنسانية والمجتمعية بشكل عام.. كل ذلك يأتي بناء على عدم الشعور والإلمام بما هو حاصل ويحصل على واقعنا وقلة الوعي والتفكير بما هو آت، والنظرة السياسية الضيقة والقاصرة المستقبلية البعيدة وفق ما تقتضية الحاجة والتغيرات السياسية الدولية، بما ذلك عدم وجود الرؤية الحقيقية وتقارب وجهات النظر وتقبل الرأي والرأي الآخر لمصلحة أهم وأكبر تتمثل باستعادة الدولة والهوية والتاريخ وبناء مستقبل الوطن القادم.

أصبحنا نعيش وكأننا أشبه بغابة تحكمها الوحوش المفترسة والجوارح الكاسرة، كمثل قطيع ترأسه مجموعة معينة، وتقوده إلى المجهول أو إلى ما لا نهايهة، أقرب منه واقعنا المعاش حالياً.
 ما نعانيه ونلمسه بأم أعيننا إنما يحصل اليوم من وقائع وأحداث ومسلسلات وأزمات مفتعلة تخضع لأهداف وأجندات معينة خارجة عن الشرائع والأديان السماوية وقوانين الأعراف المجتمعية والقبلية والاخلاقية بشكل عام منبوذة ودخيلة لا يقرها ولا يقبلها عقل ولا منطق ولا دين.

إن ما يحدث حاليا وبشبه يومي لأمر يندى له الجبين وتدمي له القلوب وتدمع له الأعين ويئن له الضمير، وتهتز له الأنفس والضمائر الحية واليقظة، فعودة مسلسل الاغتيالات لأئمة المساجد وللقيادات العسكريين والأمنية والنشطاء بطريقة مدروسة وممنهجة وبشعة تتبعها لعبة سياسية قذرة ومقيتة وشنيعة، تدار وتطبخ بمطابخ إجرامية هدفها التصفيات والانتقام والحقد السياسي المتغطرس، يتمثل بالقضاء على الوطن والدولة والتاريخ بما في ذلك المفكرون والمنظرون والطبقات النيرة والواعية والنخب السياسية البارزة التي تفضل الوطن وتجعله بالنظام فوق الجميع بعيدا عن المجاملات والأنانية وحب الذات، وهو ما لا يمكن السكوت والتغاضي عنه في أوضاع عصفت وتعصف بالبلاد والعباد والمجتمعات.

علينا الوقوف بحزم امام كل هذا العبث، بصدق وإخلاص ووطنية وحيادية تامة، ومعرفة دوافعه وأسبابه بالنظر بعمق إلى من يقف وراءه ويموله ويدعمه من أجل زعزعة الأمن وإقلاق السكنية العامة، ومقاضاة الأطراف التي تقف خلف ذلك العبث.
كما يجب الضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه عرقلة سير العملية الثورية والوطنية والمتمثلة باستعادة الدولة الجنوبية التي ضحى وسعى من أجل استعادتها أبناء الجنوب الأحرار، وقدمو لها آلاف الشهداء والجرحى، وبذلوا من أجل ذلك الغالي والنفيس. وعليه.. يلقى على عاتق الجميع الحس والشعور والمسؤولية الجسيمة في المحافظة على كل مكاسب الثورة، والسير قدما إلى الأمام في مواصلة النضال والتصعيد الثوري لاستعادة الحق المسلوب والمغتصب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى