الموت في الغربة!

> علي عبدالله مغلس

>
لم يكف اليمنيون الاغتراب لطلب العيش، بعد ان ضاق بهم الحال وضاقت عليهم السبل، والكل يعرف، القاصي والداني، أن النظام السابق في اليمن خرّب وأمعن في التخريب، في كل المجالات المعيشية، وفتح ابواب الفساد على مصراعيها، وقتل كل ما كان جميل في حياة اليمنيين، وجعل اليمن من أفقر الدول، وجعلها ممدودة اليدين للتسول، رغم كل الخيرات الموجودة في البلاد حتى ما تجنيه ابواب التسول يذهب إلى طريق مجهول. خيرات وتسول وفقر معادلة لا تنطبق إلا في بلد يعشعش فيه الفساد.

ميزانية الدولة بالمليارات في بداية العام، وفي نهاية العام يظهر العجز في الميزانية، وتطلب الحكومة سد هذا العجز، مع أن المواطن المسكين لم يلمس أي تحسن في حياته المعيشية، بل تزداد سواءً، ولو نظرنا إلى بعض الجوانب التي تمس حياة المواطن الخدمية، مثل الصحة والتربية والتعليم، تجد الأبواب مفتوحة للقطاع الخاص، وهذا ملموس بشكل جلي للمواطن، فالمستشفيات والمدارس الخاصة في ازدياد، ولا نعرف إلى أين تذهب ميزانيتا الصحة والتربية والتعليم.

وما يهمنا في هذا الموضوع حال مستشفياتنا الحكومية وما وصلت إليه من تدهور وتكاد أن تكون شبه مغلقة، ان لم تكن قد اغلقت مثل مستشفى «عدن العام»، وفي الوقت نرى المستشفيات الخاصة الطب فيها تجارة، مما يضطر المواطن لأن يبحث عن العلاج في الخارج، فمنهم من يعود ومنهم من يقضي نحبه ويموت في الغربة، والمنتظرون كثيرون، ولم تفكر الدولة في هذه الاعداد الكبيرة التي تغادر البلاد بحثا عن العلاج، ولم تسأل نفسها يوماً، لماذا هذه الميزانية الكبيرة للصحة والصحة غير موجودة.. سؤال نوجهه إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، والى رئيس الوزراء هل من اعادة نظر في ميزانية كافة الوزارات.. والمساءلة إلى اين تذهب ميزانية كل وزارة..؟ وهل هناك ابواب حقيقية للصرف.. كما هو في وزارة الدفاع الآلاف من الاسماء الوهمية المسجلة لديها. بلد فقير وصرفيات كبيرة.
وفي الأخير أوجه ندائي لوزارة التخطيط، بحصر الأعداد التي تذهب للعلاج في الخارج، ومن منهم يعود ومن منهم قضى نحبه، وهذا سيساعد الحكومة على مراجعة نفسها وميزانياتها وتسير في الخط الصحيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى