تفجيرات.. اغتيالات.. سلسلة من الصراعات في الضالع من وراءها ولماذا؟

> الضالع «الأيام» علي الأسمر

>  شهدت محافظة الضالع أمس الأول الخميس سلسلة حوادث أمنية في مناطق متفرقة من مديريات المحافظة.
ولقي جنديان مصرعهما وجرح عدد آخر في مديريتي الضالع وقعطبة، فيما اغتيل قيادي في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمديرية قعطبة، ونجا قائد الحزام الامني بمحافظة الضالع احمد قايد القبة من محاولة اغتيال.

وفي التفاصيل قالت مصادر محلية لـ«الأيام»: «إن قائد الحزام الامني أحمد قائد القبة نجا من محاولة اغتيال عبر عبوة ناسفة زرعت في الطريق الفرعي المؤدي الى مبنى محافظة الضالع بمنطقة سناح، وان العبوة الناسفة انفجرت بعد لحظات من مرور موكب قائد الحزام الامني في الطريق العام ولم تلحق بأي أضرار بشرية أو مادية».

وأكدت قوات الحزام الامني في محافظة الضالع في بلاغ صحفي لها تلقت «الأيام» نسخة منه أنه وفي الساعة العاشرة من صباح أمس الأول الخميس، وأثناء مرور موكب قائد القوات الحزام الأمني العقيد احمد قائد صالح في طريق سناح بمفرق مبنى المحافظة تم استهداف موكبه بتفجير عبوة ناسفة استهدفت الطقم الخاص به.

واشار البلاغ الى ان قوات الحزام الامني قامت بتطويق وتمشيط المكان  وتمكنت من القبض على الشخص الذي قام بتفجير العبوة الناسفة.
وأوضحت ان الشخص الذي تم القبض عليه تبين انتمائه الى ادارة شرطة محافظة الضالع، وهو من المتهمين المطلوبين بارتكاب عمليات إجرامية في الضالع، وكان يتواجد بالقرب من مكان حادثة استهداف قائد الحزام طقم تابع لإدارة الأمن العام يراقب المكان.

وأكد البيان أنه خلال تحقيق قوات الحزام حول الحادث اتضح أن العملية كان مخططا لها وتستهدف قوات الحزام الأمني، كونه عقب استهداف قائد الحزام الأمني وقع هجوم آخر على احدى نقاط الحزام التابعة للقطاع الرابع بمختلف الأسلحة، نتج عن تلك العملية الإرهابية استشهاد الجندي مطهر عبدالله عبدالحميد الشعيبي من قوات الحزام.

من جانبه اصدر نائب مدير شرطة سناح صامد القبة بيانا بخصوص الحادثة واستنكر ما وصفه بالتصرف الهمجي الاستفزازي الذي أقدمت عليه قيادة الحزام الأمني بالضالع باقتحمامها قسم شرطة سناح بعدد كبير من الاطقم.
وقال صامد القبة في بيانه: «إن اطقم الحزام حاصرت القسم من جميع الاتجاهات وأطلقت وابلا من النيران على قيادة وأفراد قسم الشرطة»، موضحا ان ذلك أدى إلى إصابة الجندي محمد احمد مثنى الملقب «البعرور» (27 عاما) بإصابة بليغة في البطن تم نقله إلى مستشفى النصر العام بالضالع.

وأشار الى ان قوات الحزام قامت باعتقال جنديين هما يونس مقبل الذي أسعف الجريح «البعرور» والجندي محمد أحمد حسن في إحدى نقاط الحزام المنتشرة على الخط العام.
وبين أن هذا العمل كان عقب حدوث انفجار عنيف بالقرب من مبنى المحافظة.

وطالب نائب مدير شرطة سناح محافظ المحافظة اللواء الركن علي مقبل صالح بتشكيل لجنة تقصي الحقائق لمعرفة دوافع هذه الأعمال، مؤكدا أنه قام بمنع أفراده من الرد وأنه ملتزم بضبط النفس.
ولقيت الحوادث التي شهدتها الضالع في محاولة اغتيال قائد الحزام الأمني بالضالع، واغتيال قيادي في المقاومة بقعطبة ومقتل الجندي مطهر الشعيبي استنكارا واسعا لدى أبناء المحافظة.

الشهيد مطهر الشعيبي
الشهيد مطهر الشعيبي
وعبر مكتب حقوق الإنسان في محافظة الضالع في بيان صادر عنه عن استنكاره «للحادث الإجرامي الجبان» الذي استهدف جنود إحدى النقاط الأمنية التابعة للحزام الأمني في منطقة سناح الضالع من قبل من وصفها بـ«العصابة الإجرامية المسلحة» التي أطلقت النار على النقطة الامنية مما أدى إلى استشهاد الجندي مطهر عبدالله عبدالحميد الشعيبي وهو يؤدي واجبه الوطني في حفظ الأمن.

وقال بيان مكتب حقوق الإنسان، الذي حصلت «الأيام» على نسخة منه: «إننا  ندين هذا العمل الاجرامي الجبان من قبل عناصر مأجورة تستهدف بنشاطها أمن وطن وحياة شعب، وتنتهك حقوق الإنسان، ونطالب الأجهزة الأمنية بأن تقوم بمهامها في حفظ الامن والاستقرار ومكافحة الإرهاب ومنع وقوع الجريمة وملاحقة المجرمين وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع بما ارتكبوه بحق الأبرياء».

من جانبه استنكر اتحاد شباب الجنوب مديرية الشعيب استشهاد القيادي البارز في اتحاد شباب الجنوب مطهر عبدالله عبدالحميد الشعيبي جندي بالحزام الأمني بالضالع، والذي استشهد برصاص المجرمين. 
وقال اتحاد شباب الجنوب في بيان تلقت «الأيام» نسخة منه إن «الشهيد خدم القضية الجنوبية على جميع الأصعدة النضالية، وقدم في سبيلها الغالي والثمين وهو من الأوائل الذين خرجوا في الحراك الجنوبي، ويعد من مؤسسيي اتحاد شباب الجنوب بالشعيب والضالع، ويشغل مدير الدائرة التنظيمية لاتحاد شباب الجنوب بالشعيب، ورئيس اتحاد شباب الجنوب في مركز الشهيد فضل أحمد بن احمد منطقة المضو الشعيب، وعضو في الهيئة القيادية في اتحاد شباب الجنوب في محافظة الضالع منذ التأسيس للاتحاد في 2008م».

 
الشهيد عرفات الحالمي
الشهيد عرفات الحالمي
وطالب اتحاد شباب الجنوب بالشعيب في ختام بيانه قوات الحزام الأمني والسلطة المحلية بالضالع والأمن والمقاومة والحراك والانتقالي بالضغط  لتقديم الأسرى إلى ساحة القصاص لتنفيذ شرع الله، وعدم التماطل أو التهاون مع مثل هؤلاء القتلة، ممن وصفها بـ«الخلايا المارقة والإجرامية».

وفي سياق متصل، اجتمعت  قيادات من حراك ومقاومة وأعيان مديرية الشعيب عقب حادثة مقتل الجندي في الحزام مطهر الشعيبي، وناقشوا القضية، بعد ذلك التقوا بقائد الحزام الأمني بالضالع أحمد قائد القبة والذي بدوره بين لهم إنه قام بقتل مرتكب جريمة قتل الشهيد بعد مداهمة قوات الحزام لقرية المعزوب في قعطبة وأسر اثنان من رفاق القاتل.

وأكد محضر الاجتماع، الذي حصلت «الأيام» على نسخة منه، أن المجتمعين  عقدوا اجتماعا آخر في سناح بحضور قائد المقاومة في الضالع هيثم أبو الجنوب، وأقروا عددا من الإجراءات منها: إشراك قائد المقاومة الجنوبية بالضالع هيثم أبو الجنوب إلى جانب الحزام الأمني في التحقيق مع الأسرى ومع جنود النقطة عن حادثة القتل، والتأكد من اسم القاتل والأسرى، ولأي جهة ينتمون.
وأقر الاجتماع ايضا بقاء جثة الشهيد مطهر عبدالله عبدالحميد في الثلاجة حتى تأخذ التحقيقات مجراها وعقبها يتم اتخاذ الاجراءات المناسبة.

وفي سياق منفصل أقدم مسلحون أمس الأول الخميس على اغتيال النقيب في القوات الخاصة في محور إب عرفات الحالمي في مديرية قعطبة (شمال الضالع) حين كان  على متن سيارته بمنطقة بيت الشوكي.
وقال شهود عيان: «إن المسلحين هاجموا الحالمي بوابل من الرصاص مما أدى إلى مصرعه على إثرها على الفور».

والحالمي هو أحد قيادات المقاومة في جبهة حمك منذ تأسيسها مؤخرا، وأحد ضباط لواء القوات الخاصة محور إب.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن خلفية عملية الاغتيال تعود للأحداث الدامية التي شهدتها مديرية قعطبة بين قوات قائد لواء القوات الخاصة العميد عبده الحالمي وقائد اللواء 30 مدرع العميد عبدالكريم الصيادي، والتي لقي فيها ما لا يقل عن 12 جنديا مصرعهم وجرح عدد آخر.

كما هز انفجار عنيف مغرب أمس الأول الخميس مدينة الضالع.
وقالت مصادر محلية: «إن مسلحين مجهولين أقدموا على استهداف مبنى جامعة خليج عدن في حي المطار وسط مدينة الضالع».

وأكد عدد من حراس المبنى لـ«الأيام» أن الانفجار كان ناجما عن عبوة ناسفة زرعت في إحدى واجهات المبنى، أن المسلحين استغلوا ذهاب حراس المبنى لأداء صلاة المغرب وقاموا بوضع عبوة ناسفة في سلم المبنى وانفجرت قبل عودة الحراس.
وأوضحوا أن الانفجار أدى إلى تضرر واجهة المبنى، وتهشيم النوافذ، وأثار الفزع في صفوف الأهالي في الحي الذي يقع فيه المبنى.
يذكر أن جامعة خليج عدن هي جامعة أهلية افتتحت قبل أسابيع فقط في محافظة الضالع، وتتخذ من دار القرآن الكريم بمدينة الضالع الذي جرى إغلاقه منذ حرب الحوثيين على المحافظة قبل ثلاث سنوات مقرا لها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى