انفلات في عدن وأمن في صنعاء.. خطة إيرانية تسبق التسوية

> خالد حسن كسلا*

> تفاقمت الأزمة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن.. اغتيالات وتصفيات جسدية تستهدف أصحاب أفكار وتيارات مختلفة، تستهدف كل ألوان الطيف اليمني.
هكذا تبدو ملامح مصير السيادة اليمنية.. عدن تنهار أمنياً وصنعاء يعاد لها الاستقرار.. وكأنما هي خطة إيرانية تستبق التسوية السياسية المستقبلية.. فيكون التمرد الحوثي في صنعاء هو صاحب السيادة الوطنية.. وتكون حكومة هادي المستضعفة مكان التمرد الحوثي.. تنعكس هذه الحالة.. وبالنسبة إلى دور التحالف الذي يشارك فيه السودان بعقليته الاستخباراتية الفذة.. دعونا نقرأ مجدداً.

وحماية بعض الشعب من البعض الآخر.. هي حماية بعض الشعب اليمني من الحوثيين وهم البعض الآخر طبعاً.. الحماية بواسطة التحالف العربي والسودان الذي يمثل فيه العقلية الاستخباراتية الذكية هو جزء منه..
السودان الآن أمامه هناك في عدن العاصمة المؤقتة لليمن بعد اندلاع تمرد الحوثيين مهمة تنتظره وحده هي حماية أبناء اليمن من الاغتيالات والتصفيات الجسدية..

سلسلة من الاغتيالات في عدن الخالية من العناصر الحوثية المتمردة تنتظم شوارعها.. تستهدف شخصيات أمنية وحزبية وسياسية ودعوية.. وهي مشكلة أمنية لا علاقة لها بالتمرد الحوثي.. فهي ليست في صنعاء العاصمة التاريخية المحتلة بالنفوذ الإيراني.. إنما في عدن العاصمة المؤقتة إلى حين تحرير صنعاء.

والمشاركة العسكرية السودانية في اليمن آتت أكلها في المساحات المحددة لها.. والآن الأزمة الإضافية في العاصمة المؤقتة عدن في أشد الحاجة إلى التفكير والتخطيط الاستخباراتي السوداني.
فالآن هناك قضيتان أمنيتان.. هما تمرد الحوثيين وسلسلة اغتيالات عدن المستمرة.. وستتفاقم القضية الأمنية هناك إذا ما توسعت سلسلة الاغتيالات وشملت مثل محافظة المهرة التي زارها الرئيس اليمني هادي مؤخراً.

الرئيس اليمني لن يستفيد من إعادة الأمن والاستقرار وتحرير صنعاء من المتمردين إلا بواسطة العقلية الاستخباراتية السودانية.. والسودان يملك الرد على أسئلة الشعب اليمني كله والمجتمعين الإقليمي والدولي.
تسأل السودان.. لماذا استجبت لدعوة الحكومة اليمنية للمشاركة ضمن التحالف.. فإن الإجابة هي لأن المتمردين الحوثيين يريدون اغتصاب السلطة بقوة إيرانية عدوانية دون الاكتراث للقيم الديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان.

 هذه هي إجابة السودان عن سؤال الاستجابة لدعوة الرئيس اليمني هادي.. ولا يهمنا هنا كيف ستكون إجابة غيره.. لكن ليست هناك أسباب موضوعية للمشاركة في التحالف غير الدفاع عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وحقوق الإنسان والحريات.. والسودان لعله مستعد لاختبار تطبيقي لذلك.. بعد العام 2010م لا قبله طبعاً .

والآن ما يحدث في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن من انفلاتات أمنية ضحاياها من جهات مختلفة وتيارات متعددة.. لا يهم فقط السلطات اليمنية.. لأنها بالطبع لن تكون قادرة وحدها على حماية المدنيين من التصفيات الجسدية العشوائية التي تستهدف اشغالها بعدن دون غيرها من مناطق وموانئ وجزر.. والدليل على عدم قدرتها هو استنجادها بقوات عربية لحماية نسيج سيادة الدولة من مجموعة يمنية متمردة استغلت مناخ الربيع العربي ووجدت آلة حربية إيرانية في يدها واكتسحت العاصمة صنعاء..
 وكل التحالف مطلوب منه الآن أن يحسم مسلسل الاغتيالات المستمر في عدن.. فلا يعقل أن تكون صنعاء الرازحة تحت النفوذ الفارسي من خلال التمرد الحوثي أكثر أمناً من عدن في ظل نشاط قوات التحالف العسكري.
* صحيفة (الانتباهة) السودانية​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى