الجنوب في مشاورات جنيف

> كتب/ صالح شائف

> من المفيد هنا، وفي هذه الملاحظات السريعة، أن نذكر جميع المتابعين والمهتمين بقضية المشاورات القادمة التي يحضر لها من جانب الأمم المتحدة وعبر وسيطها الدولي مارتن جريفيثس، والتي سيتوقف على نجاحها الانتقال إلى مرحلة (المفاوضات)، بالإشارة إلى النقاط السريعة التالية:
1 - لقد جرت كل المشاورات والمفاوضات السابقة من جانب الأمم المتحدة والتي اختزلت الوضع في اليمن بين ثنائية الشرعية والانقلاب، وبالتالي فإن المشاورات واللقاءات التي تمت وستتم لاحقا مع بقية القوى والشخصيات لا تخرج عن هذا الإطار، والمحكوم بقرارات مجلس الأمن وبمضامينها المعلنة والمعروفة للجميع، والتي أكدت على ضرورة حل النزاع بين طرفي الأزمة في اليمن، ووفقا للآليات المتدحرجة والمتتالية التي قدمتها حتى الآن، ووفقا لتحرك وتطورات الأوضاع على الأرض ومؤشراتها المختلفة.

2 - إن الدعوة لمشاركة بعض القوى والشخصيات الوطنية، أكانت جنوبية أم شمالية - مع وجود أجندات مختلفة ومتعارضة - لا تخرج عن هذا الإطار بحثا عن إجماع ورضا هذه الأطراف على ما طرح وسيطرح من جانب الأمم المتحدة بشأن عملية التسوية التي مهدت وتمهد لها عبر مبادرات وصيغ مختلفة للحلول التي ستضمن النجاح للتسوية النهائية، وهي بذلك تضمن أو تهيئ المناخ المناسب الذي يضمن عدم اعتراض أي طرف من الأطراف بعد أن يجد ولو حتى إشارات تنسجم وموقفه وهدفه وآماله على ما ستتضمنه الوثيقة والقرارات النهائية، إن توقفت الحرب أصلا وتحركت العجلة بهذا الاتجاه ودون معوقات وبتوافق كامل بين القوى الإقليمية والدولية بدرجة رئيسية، لأن كل الأطراف الداخلية تقريبا قد فرض عليها ذلك وقبلت به ولأسباب ومبررات مختلفة ومتفاوتة من طرف لآخر، ولكن النتيجة واحدة ألا وهي فقدان القرار السيادي المستقل مع الأسف الشديد!

3 - إن القفز على هذه الحقائق أو تجاهلها أو عدم الاكتراث بها سيكون ضارا بمن يتخذ مثل الموقف الذي ليس له مكان في سياسة المفاوضات والتسويات السياسية والتاريخية الكبرى كما هو حالنا في الجنوب.
4 - لا شك بأن اللقاءات ومشاورات الاستماع التي يجريها الممثل الأممي مع أطراف وشخصيات جنوبية أمر مهم للغاية لجهة إيصال الموقف الجنوبي ووضع الأمم المتحدة أمام الحقائق التي يستند لها هذا الموقف سياسيا ووطنيا وتاريخيا، ولكن ذلك ليس بديلا عن انتزاع موقف صريح ومعلن بشأن قضية الجنوب من جانب الأمم المتحدة، أكان ذلك عبر عملية اختراق لجدول وخطة الأمم المتحدة بشأن التسوية وجعل قضية الجنوب حاضرة على طاولة المفاوضات وبالصيغة التي لا تكون فيها هامشية أو مرحلة أو الاكتفاء بجمل وعبارات مبهمة ومطاطية في وثيقة التسوية وقابلة للتفسير والتأويل وبأكثر من معنى.

5 - ولأن الأمر كذلك، فإن النجاح في ذلك سيتوقف - وإلى حد كبير وحاسم - بالموقف الجنوبي الموحد، وهو ما يعني ويستلزم بالضرورة إجماع الجنوبيين على هذا الموقف والتوافق على سقف الحل المراد الوصول إليه جنوبيا، على أن يتم الاتفاق على آلية وطنية مناسبة لتحقيق ذلك ضمانا لموقف فاعل وقوي في هذه التسوية وبحث كل الضمانات التي من شأنها حل قضية الجنوب حلا عادلا وشاملا يرتضيه ويقبل به الشعب الجنوبي صاحب القول الفصل فيما يخص مستقبله وتقرير مصيره بنفسه ودون وصاية أو إجباره على ذلك وبأية صيغة كانت وتحت أية مبررات تقوم على التدليس أو التسويف.

6 - ولضمان النجاح والانتصار لقضية الجنوب العادلة، فإن البداية الحقيقية تكمن في إزالة كل أسباب التوتر ونزع فتيل الفتنة التي تطل برأسها بين حين وآخر وبدوافع وأسباب مختلفة، وتغذيها وبكل الوسائل الشريرة والدنيئة أطراف معروفة بعدائها للجنوب وقضيته وتتحين الفرصة للانقضاض على الجنوب وهزيمة كل الجنوبيين بمن فيهم أولئك الذين يعتقدون بأنهم خارج دائرة الخطر!

إن مواقف الرجولة والرجال التي تتجسد من خلالها الوطنية الحقة والشعور بالمسؤولية الوطنية العالية مطلوبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى لإنقاذ الجنوب والجنوبيين معا مع يتطلبه ذلك من تقديم التنازلات المتبادلة والفهم والتفهم لمخاوف الآخر وإزالة الشكوك العالقة في النفوس كطريق آمن ومضمون لبناء الثقة المتبادلة وبأسرع وقت ممكن وقبل فوات الآوان!! ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى