الكرملين يحذر من تقويض عملية السلام في أوكرانيا بعد اغتيال قائد "جمهورية دونيتسك"
> موسكو «الأيام» أ ف ب
>
أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم السبت أن اغتيال القائد الانفصالي الموالي لروسيا في شرق أوكرانيا ألكسندر زاخارتشنكو يمثل عملاً "استفزازياً" يقوض عملية السلام التي يرعاها الغرب والمتوقفة منذ فترة طويلة ويفاقم التوتر.
قتل زاخارتشنكو (42 عاما) رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد، بتفجير وقع في مقهى في مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرة المتمردين الجمعة، ليصبح بذلك الضحية الأبرز للنزاع من الطرف المدعوم من موسكو.
ووجهت موسكو والانفصاليون أصابع الاتهام صوب كييف، فيما ربطت اوكرانيا الأمر بخلافات داخلية في معسكر المتمردين وكذلك إلى رغبة روسيا في بسط نفوذها في المنطقة.
وقال بيسكوف للصحافيين في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية "هذا بلا شك عمل استفزازي. مقتل زاخارتشنكو سيفاقم بكل تأكيد التوتر في المنطقة" ويقوض عملية السلام المبنية على اتفاقات مينسك التي رعتها ألمانيا وفرنسا في 2015.
- "وضع خطير" -انتُخب رجل الأعمال، الذي تحول إلى احد أمراء الحرب وقاد المتمردين الذين يقاتلون القوات الحكومية الأوكرانية في مدينة دونيتسك الصناعية والتعدينية، أول رئيس للجمهورية غير المعترف بها عام 2014.
وتسعى المانيا وفرنسا لاحياء عملية السلام المتوقفة حاليا من أجل إنهاء النزاع الذي أودى بحياة 10 آلاف شخص منذ اندلاعه في ابريل 2014.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن اغتيال زاخارتشنكو يخرج اتفاقية مينسك عن مسارها واستبعد عقد اي لقاء مع فرنسا والمانيا واوكرانيا لمناقشة الازمة بصيغة نورماندي.
فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات متلفزة الجمعة إن "ما حصل اليوم يضع إشارة استفهام كبيرة على العملية برمتها".
ونقل الكرملين عن بوتين قوله إن "اولئك الذين اختاروا مسار الارهاب والعنف والترويع لا يريدون البحث عن تسوية سلمية وسياسية للنزاع، لا يريدون (فتح) حوار حقيقي مع سكان جنوب شرق" اوكرانيا.
واعلنت السلطات الانفصالية في شرق اوكرانيا الحداد لثلاثة أيام، فيما ارجئت بداية العام الدراسي حتى الثلاثاء.
وأشار ترابيزنيكوف إلى أن المعتقلين أكدوا أن الانفجار كان "عملا تخريبيا نفذته أوكرانيا".
- مأساة لكامل الدونباس - وأصيب عدد من المواطنين في دونيتسك بنوبات بكاء عند سماعهم خبر مقتل زاخارتشنكو.
قاد زاخارتشنكو، المهندس الذي عمل لفترة وجيزة في مجال التمديدات الكهربائية في المناجم قبل مزاولة انشطة تجارية مرتبطة بهذا القطاع، المتمردين الموالين لروسيا في المنطقة في السنين الاربع الماضية.
وقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ اندلع التمرد في شرق أوكرانيا في ابريل 2014 بعدما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.
وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بتسهيل دخول القوات والأسلحة عبر الحدود. وتنفي موسكو الاتهامات بحقها.
أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم السبت أن اغتيال القائد الانفصالي الموالي لروسيا في شرق أوكرانيا ألكسندر زاخارتشنكو يمثل عملاً "استفزازياً" يقوض عملية السلام التي يرعاها الغرب والمتوقفة منذ فترة طويلة ويفاقم التوتر.
قتل زاخارتشنكو (42 عاما) رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من طرف واحد، بتفجير وقع في مقهى في مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرة المتمردين الجمعة، ليصبح بذلك الضحية الأبرز للنزاع من الطرف المدعوم من موسكو.
وأسفر الانفجار أيضا عن مقتل حارسه الشخصي وإصابة 12 شخصا بجروح، وفق ما أفاد الموقع الالكتروني الرسمي للمنطقة.
وأبدى خبراء مخاوفهم من أن يؤدي مقتل قيادي بحجم زاخارتشنكو لاشعال لهيب النزاع نصف المنسي من قبل الغرب في خضم اشتعال أزمات اخرى في ارجاء العالم.
من جهته، أوضح بيسكوف السبت أن بوتين لا يخطط حاليا لعقد لقاء مع القائم بأعمال رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية".
وهو وقع عل اتفاق السلام بالمشاركة مع رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية إيغور بلوتنيتسكي الذي توفي في نهاية العام 2017.
وأكد مسؤولون روس آخرون أن اغتيال القائد الانفصالي يشكل ضربة قوية لجهود تسوية الأزمة في أوكرانيا.
وقال لافروف إن "هذا وضع خطير ينبغي تحليله"، على ما نقلت وكالات انباء روسية عنه.
وسارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة إلى إرسال التعازي حيث وصف زاخارتشنكو بأنه "قائد حقيقي للشعب ورجل شجاع وحازم".
وفي شرق اوكرانيا، اتهم القيادي الانفصالي ادوارد باسورين كييف بأنها تخطط لشن هجوم في منتصف سبتمبر، مضيفا أن قواته وضعت على أهبة الاستعداد. لكن كييف نفت وجود هكذا خطط.
بدوره، قال القائم بأعمال رئيس المنطقة ديمتري ترابيزنيكوف للصحافيين في وقت متأخر الجمعة إنه "تم اعتقال عدة أشخاص" في إطار عملية تهدف للكشف عن قتلة زاخارتشنكو.
وأضاف أنه تم تشديد الاجراءات الأمنية وإغلاق الحدود لضمان عدم تمكن أي شخص من العبور إلى الأراضي الخاضعة لسلطة كييف أو روسيا المجاورة.
وقال الكنسدر غريغورييف البالغ 61 عاما "إنها مأساة لكامل الدونباس" في إشارة إلى شرق اوكرانيا الغارقة في النزاع.
واصبح رئيس وزراء المتمردين في أغسطس 2014 وفي نوفمبر 2014، انتخب أول رئيس لجمهورية دونيتسك، في انتخابات جرت دون معارضة حقيقية.
باع زاخارتشنكو، الذي كان يحب ان يرتدي الملابس العسكرية المموهة، تجارته لتمويل المتمردين فيما ساهم بنفسه في اقتحام مبنى الإدارة الاقليمية في دونتيسك الذي أشعل النزاع في العام 2014.
وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بتسهيل دخول القوات والأسلحة عبر الحدود. وتنفي موسكو الاتهامات بحقها.