قتيل وإغلاق للطرقات والمحال التجارية في احتجاجات بعموم الجنوب

> تغظية خاصة/ علي الأسمر- رعد الريمي - هشام عطيري

>
 شهدت العاصمة المؤقتة (عدن) وعدة مدن ومحافظات في الجنوب أمس الأحد، تظاهرات غاضبة احتجاجاً على تهاوي العملة الوطنية (الريال) مقابل العملات الأجنبية، وما نتج عنها من ارتفاع جنوني في قيمة المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها من متطلبات الحياة.

ونزل صباح أمس عشرات المواطنين والناشطين إلى الشوارع لتنفيذ احتجاجات وتظاهرات والتي رافقها عصيان مدني في عموم بلدات ومدن الجنوب دعت له نقابات عمالية ولجان تنسيقية، تنديداً على تردي الأوضاع.
الشيخ عثمان
الشيخ عثمان

وأغلق المحتجون الشوارع والطرقات وأضرموا النيران في الإطارات في الوقت الذي أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها، بينما عزف كثير من التجار عن بيع وشراء المنتجات الغذائية.

وألمح المحتجون إلى تصعيد العصيان خلال الأيام المقبلة في حال لم تقم الحكومة بإيجاد حل لمشكلة انهيار العملة وارتفاع قيمة المواد التموينية والمشتقات النفطية.

ففي العاصمة عدن توسعت أمس نطاق التظاهرات الشعبية في عموم مديرياتها الثمان احتجاجاً على تردي الخدمات وانهيار العملة الناتج عن فساد الحكومة، كما قالوا.

واستمرت التظاهرات عدة ساعات بدأت منذ ساعات صباح أمس، قُطعوا خلالها الطرقات بالإطارات المشتعلة قبل أن تعاود مساءً أمرة أخرى.

وشارك في الاعتصام مختلف شرائح المجتمع في المدينة متقاعدون وموظفون وتربويون ونساء وأطفال، عبروا خلالها عن غضبهم تجاه ما آلت إليه الأمور نتيجة للسياسة الفاشلة التي تمارسها حكومة الشرعية.

نفد صبرنا
وقال صالح أحمد سيف (58 عاما) وهو متقاعد: “لم يطق الناس صبرًا على  هذه الأوضاع المزرية بعد أن وصلت إلى وضع سيئ ولاسيما في المجالات الأساسية، كالعملة، والكهرباء، والماء وارتفاع في أسعار المواد التموينية”.
كريتر
كريتر

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: “هذه التظاهرات وما صاحبها من قطع للطرقات وإحراق الإطارات إلا إنذارات وجهها أفراد المجتمع للعالم وذلك لفضح سلبيات الأداء الحكومي، والدعوة كذلك لمحاسبة الفاسدين والمقصرين في أداء مهامهم ومسؤولياتهم تجاه هذا الشعب المغلوب على أمره”.

وفي الوقت الذي تجاوب فيه تجار مع العصيان وثورة الجياع في إغلاق محالهم التجارية، لجأ آخرون إلى الامتناع عن البيع واحتكار المواد الغذائية وغيرها لبيعها في وقت لاحق وبمالغ مضاعفة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من حدة معاناة أهالي المدينة إذا لم يُفعّل دور الرقابة من قبل الجهات المعنية بالشكل المطلوب.

عصيان شامل
إلى ذلك شهدت عدد من شوارع محافظة لحج أمس، عصيانا مدنيا شاملا، صاحبه إغلاق للمحالات التجارية.

وأقدم خلال اليومين الماضيين عدد من التجار بمدينة الحوطة على إغلاق محلاتهم التجارية، احتجاجاً على تدهور العملة وغلاء الأسعار.
لحج
لحج

وبدت الحركة منذ الصباح الباكر في المدينة مشلولة تماماً في إطار التصعيد الشعبي لمجابهة الانهيار الاقتصادي التي تشهده البلاد والذي تسبب بارتفاع مهول في الأسعار.

وعبر عديد من المحتجين عن استغرابهم من عدم تحرك الحكومة حتى اليوم من إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الحادية والتي تنذر بكارثة لا تحمد عقباها على المواطنين إذا لم يتم احتواؤها سريعا.
كريتر
كريتر

تهاوٍ غير مسبوق للعملة
وأوضح عدد من مالكي المحلات التجارية بالمدينة لـ«الأيام» أن إغلاق محلاتهم التجارية أتى ضمن إطار الاحتجاجات الشعبية ضد ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة الوطنية بشكل غير مسبوق والذي أحدث تراجعًا كبيرًا في قيمتها السوقية أمام العملات الأجنبية، متسبباً بخلق حالة من الإرباك في عمليات البيع والشراء لدى المواطنين.

ووقالوا إن “كل هذه الأمور دفعتنا لإغلاق محالنا التجارية”،  مطالبين في ذات السياق بتدخلات عاجلة لوقف الانهيار الاقتصادي الذي وصفوة بـ“المريع”.
محال مغلقة في العند
محال مغلقة في العند

وفي مدينة العند بلحج خرجت تظاهرة احتجاجية جابت شوارع المدينة، شارك فيها العشرات من المواطنين المحتجين على ارتفاع الأسعار، فيما أغلقت المحلات التجارية أبوابها بشكل كامل.

وقال الناشط المدني ياسر المقبلي: “إن التظاهرة خرجت للتنديد بغلاء المعيشة التي شهدتها المواد الغذائية والاستهلاكية خلال الأيام الماضية”.

البريقة
البريقة
وأكد في حديثه لـ«الأيام» أن الحالة الاقتصادية المزرية التي تشهدها البلاد “دفعت المواطنين إلى الخروج ورفع الأصوات”، مطالبين الحكومة بوضع حل جذري لهذه الأزمة الطاحنة، حد وصفة. وأشار إلى أن “الاحتجاجات ستستمر في كل مناطق المحافظة حتى إيجاد الحلول الجذرية لمشكلة تدهور الوضع الاقتصادي المريع”. 

قتيل
محافظة الضالع هي الأخرى شهدت احتجاجات غاضبة في أكثر من مديرية، طالب خلالها المتظاهرون بتحسين الأوضاع المعيشية ورفضاً للارتفاع الجنوني في الأسعار نتيجة لتدهور العملة.

وأقدم العشرات من المواطنين الغاضبين في منطقة سناح على إحراق الإطارات في الخط العام بالتزامن مع تنفيذ وقفات احتجاجية رددوا خلالها عددًا من الهتافات المنتقدة للشرعية والتحالف، منها: (لا تحالف لا رئيس حتى يعود سعر الكيس)، في إشارة إلى ارتفاع سعر مادتي الدقيق والبر اللذين يشكلان عصب الحياة للمواطنين.

وأوضح عدد من المحتجين في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» أن ما نفذوه في العصيان يأتي تعبيراً عن التدهور المستمر للعملة الوطنية وما لها من تداعيات وانعكاسات سلبية على جميع متطلبات الحياة.
 تظاهرة الضالع
تظاهرة الضالع

واتهم المحتجون حكومة بن دغر بالفساد ووقوفها موقف المتفرج تجاه تهاوي العملة، فيما حمّل آخرون التحالف العربي جزءا مما يعانونه، مطالبين في الوقت نفسه بسرعة التدخل لإنقاذ اقتصاد البلاد.

وفي مدينة قعطبة - شمال الضالع- تظاهر العشرات من المواطنين للأمر ذاته، وأحرقوا الإطارات في الشارع العام للتعبير عن استيائهم من الوضع المعيشي المزري.
وأفادت «الأيام» مصادر محلية عن مقتل مواطن في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة.

وبحسب المصدر فإن عراكا نشب بين المحتجين تطور فيما بعد إلى إطلاق نار تسبب بمقتل أحد الباعة المتجولين.
قتيل الضالع
قتيل الضالع

وأغلقت عدد من المحال التجارية أبوابها في وجوه المواطنين، فيما امتنع تجار آخرون من بيع المواد الغذائية لبيعها في وقت الاحق بأسعار خيالية.

وفي السياق أعلن قائد القطاع الأمني الرابع بقوات الحزام الأمني بالمحافظة زغلول السيد تضامنه مع شعب الجنوب ضد سياسة التجويع المفتعلة من حكومة “معاشيق”.
وأيد السيد في تصريحه لـ“الأيام” الشعب في حقه بالتعبير عن رأيه بالطرق السلمية، وتعهد بحمايته، داعياً أبناء الشعب الجنوبي للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وعدم الإضرار بها أو قطع الطرقات.

الحكومة سبب الانهيار
واتهم عضو اللجنة الاقتصادية التي شكلها الرئيس عبدربه منصور هادي، أحمد غالب، أمس الأحد، الحكومة اليمنية والبنك المركزي اليمني بالتخلي عن مهامهم في معالجة انهيار الريال إلى مستويات قياسية.

وذكر رئيس مصلحة الضرائب السابق في تدوينة على صفحته بموقع «فيسبوك»، إن ركون الحكومة والبنك على السعودية بدلاً من معالجة الاقتصاد بالمتاح لهما، أدى إلى انهيار العملة، مضيفاً: «من ركنت على طبيخ جارتها جاعت».وقال إن “ما حدث هو تفريط لا يُغتفر، والركون على الآخر والاكتفاء بالانتظار مع جموع الشعب الفاقد لكل حيله ووسائله حماقة».

وأضاف الخبير الاقتصادي والذي يُعد من أهم الكوادر الاقتصادية في اليمن أن “زمن المعجزات ولى”.
مواطنون أبدوا استغرابهم من صمت الحكومة المطبق إزاء هذا التدهور المعيشي والغلاء الفاحش الذي سببه انهيار العملة المحلية في الوقت الذي ينبغي تحركها واتخاذ إجراءات سريعة لتفادي حلول الكارثة الانسانية الكبرى.
المعلا
المعلا

في السياق علق على “تويتر” مراسل قناة “روسيا اليوم” في القاهرة أحمد الشاكر على الاحتجاجات التي شهدتها المحافظات الجنوبية بشأن الازمة الاقتصادية قائلا: “احتجاجات في محافظات الجنوب على تفاقم الأزمة الاقتصادية بعد انهيار الريال اليمني أمام الدولار، وهدوء في محافظات الشمال”.

وأضاف: “آثار الحرب اصبحت كارثية في كل القطاعات حتى الاجتماعية والنفسية.. نار #اليمن ستحرق الجميع ان لم يتم التعامل معها بحكمة بعيدا عن المغامرات والاستهتار”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى