> الرياض / عدن «الأيام» خاص
اجتمع الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية مساء أمس الأحد باللجنة الاقتصادية التي شكلها الشهر الماضي لمواجهة الانهيار المعيشي، في الوقت الذي تصاعد الغضب والاستياء الشعبي خلال الأيام الفائتة مع استمرار الانهيار الكبير للعملة المحلية وفقدانها قيمتها إلى أدنى مستوى في تاريخها.
وجاء الاجتماع الذي عقد في العاصمة السعودية (الرياض) حيث تستقر الحكومة الشرعية، وحضره نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر ورئيس الوزراء د.أحمد عبيد بن دغر، بعد ساعات من تظاهرات شعبية عارمة شهدتها عدن والمناطق المجاورة، صباح أمس، احتجاجا على الغلاء المعيشي.
وشهدت عدن ولحج والضالع أمس احتجاجات واسعة وإغلاق للطرق تنفيذا لدعوة العصيان المدني. (تفاصيل ص 8-9)
وقالت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) إن الاجتماع وقف أمام مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية ومنها ما يتصل بالأوضاع الاقتصادية. وأضافت «وجه الرئيس الجميع بالعمل بصورة فاعلة وعاجلة وسريعة من خلال دراسة الحالة الاقتصادية ووضع التدابير الكفيلة بعودة الاستقرار التمويني والغذائي والخدماتي الى وضعها الطبيعي والوقوف بحزم امام مختلف الاختلالات والظواهر التي أسهمت وشجعت على التلاعب بمعيشة المواطن واستقرار المجتمع والوطن».
ونسبت الوكالة الى الرئيس هادي قوله: «ندرك حجم التحديات والمخاطر التي تواجه البلد وحالة الحرب العبثية التي تفرضها مليشيات الانقلاب على وطننا ومجتمعنا وما ترتب عنها من أضرار بالاقتصاد الوطني وإيرادات الدولة واحتياطات البنك المركزي الذي صادرته تلك المليشيات لمصلحة مجهودها الحربي إلا أن ذلك لا يعفينا من بذل الجهود المضاعفة ووضع التدابير الكفيلة بتجاوز هذه الحالة والظروف العارضة في بناء اقتصاد دولة من الصفر وبدعم من أشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والذين نعول عليهم في كل الملفات».

اجتمع هادي باللجنة الاقتصادية أمس
وأضاف هادي قائلا للحاضرين في الاجتماع: «ينتظر منكم الشعب اليمني وضع التدابير والحلول الناجعة لنتجاوز معاً الوضع الراهن والانتصار في معاركنا ذات الأوجه المتعددة عسكرياً واقتصادياً وانسانياً أمام جماعة الكهنوت التي تستثمر معاناة شعبنا ولا تكترث مطلقاً لأوضاعه».
وأضاف فخامة الرئيس: «يجب عليكم التركيز على محورين مهمين يتمثل الأول في تنمية الإيرادات، وذلك من خلال اتخاذ كافة الإجراءات في مختلف المجالات بما تؤدي لتوريد كافة إيرادات الدولة الى البنك المركزي مثل الضرائب والجمارك وغيرها من الإيرادات، والعمل على تصدير النفط من كل الحقول في مأرب وشبوة وحضرموت عبر ميناء النشيمة وميناء الضبة، وكذا البدء بتصدير الغاز عبر بلحاف، المحور الثاني المصروفات والعمل على وضع تصور لإجراءات تحد من المصروفات وتحديد الأولويات وإيقاف أي مصروفات ثانوية وتفعيل أجهزة الرقابة على المال العام».
وقالت وكالة سبأ الشرعية إن اجتماع الرئيس هادي باللجنة الاقتصادية أقر «زيادة في مرتبات القطاع المدني بما في ذلك المتقاعدون والمتعاقدون».
وفيما لم توضح الوكالة في خبرها كيفية زيادة المرتبات أو الاصلاح المالي للقطاع المدني ذكرت إن الرئيس كلف رئيس الوزراء بمتابعة ومسؤولية هذا الملف مع الفريق الاقتصادي واللجنة الاقتصادية لإيجاد الحلول العاجلة.
ولم تذكر الوكالة اي تفاصيل بتلك المقترحات.
وحول ما ورد في بيان الاجتماع الرئاسي علق خبراء اقتصاديون وماليون قائلين إن القرارات التي أعلنت عن زيادة مرتبات القطاع المدني للدولة «كلام للاستهلاك الإعلامي بهدف تهدئة الشارع ووقف الاحتجاج ضد الحكومة، فضلا على أن تلك الزيادة حتى إن بلغت 100% فإنها لم تعد تجدي نفعا، لقد فات القطار في ظل فقدان الريال قيمته اليوم، إذ لن يستطيع المواطن او الموظف مجاراة اسعار احتياجاته من السلع الغذائية والاستهلاكية».
ودعا أحد الخبراء الاقتصاديين الحكومة الى صرف مرتبات موظفي الدولة بـ «العملة الصعبة (دولار) أسوة بمرتبات أعضاء الحكومة ومسؤوليها الذين يتقاضون مرتباتهم بالدولار أو الريال السعودي».
وذكرت وكالة سبأ أن اللجنة الاقتصادية التي يرأسها حافظ معياد، رئيس بنك التسليف الزراعي سابقا، ستجتمع اليوم الإثنين برئاسة رئيس الوزراء بن دغر للوقوف على مجمل التطورات ووضع المعالجات المناسبة تجاهها.