> لندن «الأيام» خاص
شيعت، أمس الأول الجمعة، د. فلورنس جرجرة أرملة المهندس أحمد عبد القادر إلى مثواها الأخير في العاصمة البريطانية بعد يوم من وفاتها.
وفلورنس جرجرة بريطانية الجنسية من مواليد 1938، أرملة م. أحمد جرجرة، وأم لابنتين وولد، عملت في المجال الصحي بعدن لـ 25 عاما، ولها إساهمات كبيرة في هذا المجال، كما ولد على يدها الآلاف من أبناء المدينة.
حياتها في عدن
قدمت إلى مدينة عدن 1969 للإقامة مع زوجها وأولادها، عملت كممرضة في مستشفى الجمهورية التعليمي لعدة سنوات، وكانت من الكوادر التي أسست مستشفى عبود للولادة والذي عملت فيه سنوات طويلة وأكملت مسيرتها في مستشفى الصداقة.
سيستر Sister جرجرة كما كان يطلقون عليها كانت من أسس نظام المناوبات في المستشفى والذي سار عليه عمل المستشفى لسنوات طويلة إلى حين تقاعدها.
عملت مع الكثير من الكوادر الطبية أمثال د. سامي باوزير، د. ناصر علي ناصر، د. صباح لقمان، د. اناجريبي، و د. نزيه.
كانت سيستر جرجرة مثالا للنظام والدقة إلى جانب الرحمة التي كانت تمتاز بها فلورنس العدنية، عاشت فلورنس جرجرة ما يقارب الثلاثين عاماً في عدن، خلالها كان بيتها مقر الإسعاف الأولي لحي أكتوبر بخور مكسر، وحاز الكثير من الحوامل من جميع أنحاء مناطق عدن.
كما كانت فلورنس جرجرة ليست فقط قابلة في المستشفى، فقد كانت لا ترفض أي طلب أو مساعدة للحضور للتوليد في البيوت في مناطق عدن.
وكانت فلورنس جرجرة بريطانية الجنسية وعدنية الانتماء، حيث إنها كانت تلبس الدرع العدني، فتتطيب بالبخور العدني وتتزين بالحناء العدني وتتقن اللهجة العدنية بامتياز، أحبت فلورنس عدن وعاشت فيها كل مراحل عدن الصعبة، وتكيفت مع أهلها وأحبتهم وأحبوها، وكان حبهم لها الدور الأكبر في اعتناقها الدين الإسلامي، الذي اعتنقته بعد سنوات قليلة من حياتها في عدن.
اعتناق الإسلام
قِيل لفلورنس لماذا غيرتي ديانتك المسيحية؟ فردت أنا لم أغير ديني بل تقدمت خطوة للأمام و ارتقيت للإسلام.
فلورنس وقت شدائد عدن
على سبيل المثال وليس الحصر فلورنس كانت ملاك الرحمة في حرب 94، حيث كانت تجول بيوت عدن وسط القصف لتقوم بتوليد النساء في بيوتهن، وحين طلب منها من قبل الجهات البريطانية بالتواجد مع الرعايا البريطانيين للإجلاء، رفضت ذلك وفضلت البقاء مع أهل عدن الذين أحبتهم وأحبوها.
من القصص الطريفة التي لا تخلو من الرحمة والإنسانية، كانت هناك مريضة في مستشفى النساء والولادة بعدن قدمت من إحدى قرى شبوة (بدو شبوة) أجريت لها عملية أثناء حملها وبعد العملية بأيام قرر المستشفى خروجها، وكانت فلورنس الوحيدة التي رفضت ذلك، حيث ترى أن الجرح لازال محتاجا لعناية طبية والتي لا تتوفر في منطقة المريضة النائية.