روسيا تعلن إسقاط احدى طائراتها بنيران سورية وسط "ظروف عرضية مأسوية"
> بيروت «الأيام» أ ف ب
>
ويأتي ذلك غداة الإعلان عن اتفاق روسي تركي حول محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت سيطرة قوات من البلدين على الخط الفاصل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في المنطقة.
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قال إن "المسؤولية الكاملة في إسقاط الطائرة الروسية ومصرع طاقمها تقع على الجانب الإسرائيلي".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "لم تكن الطائرة الروسية التي أصيبت، في نطاق العملية"، مضيفاً "عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الاسرائيلية) عادت الى المجال الجوي الاسرائيلي".
وكان المتحدث العسكري الروسي إيغور كوناتشنكوف قال إن إسرائيل "لم تبلّغ" موسكو بالعملية في اللاذقية، بل فعلت ذلك قبل "أقل من دقيقة" من الهجوم، "وبالتالي، لم يكن في الإمكان إعادة طائرة ال-20 الى منطقة آمنة".
- مستودعات ذخيرة -ولم يصدر بعد عن دمشق أي تعليق حول إسقاط الطائرة الروسية.
استهدف القصف، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، "مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية" التابعة للسلطات السورية على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من دون أن "يتّضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين".
وأقرّت إسرائيل الشهر الحالي بأنّها شنّت مئتي غارة في سوريا في الأشهر الـ18 الأخيرة ضدّ أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع.
وأكد الاتفاق ضرورة إخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع "لجميع فصائل المعارضة" بحلول العاشر من أكتوبر، على أن "تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية" عليها.
ويأتي الاتفاق الروسي التركي بعد أسابيع من المفاوضات بين روسيا وتركيا بهدف تجنيب المحافظة عملية عسكرية لقوات النظام حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى "أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحالي.
ومن جهته، أشاد ناجي أبو حذيفة، المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف فصائل عدة مدعومة من أنقرة، أبرزها حركة أحرار الشام بـ"نجاح الدبلوماسية التركية (...) في إيقاف الحملة العسكرية".
لكنه أعرب عن عدم ثقة الفصائل بروسيا. وقال "نحن نبقى على جاهزية قتالية عالية، لأننا ندرك ونعتقد أن الروس لا يلتزمون بأي اتفاقية".
أعلنت موسكو اليوم الثلاثاء أن الدفاعات الجوية السورية أَسقطت احدى طائراتها أثناء تحليقها الليلة الماضية قبالة سوريا وكانت تقل 15 عسكرياً، محملة إسرائيل في بادىء الأمر مسؤولية الحادث بسبب "استفزازاتها المعادية" قبل أن تتحدث عن "ظروف عرضية مأسوية".
وأسقطت الدفاعات الجوية السورية ليل الإثنين الثلاثاء طائرة استطلاع روسية من طراز "ال-20" كانت تحلق فوق البحر على بعد أكثر من 30 كيلومتراً من الساحل السوري، وذلك خلال ردها على غارات كانت تشنها أربع مقاتلات اسرائيلية من طراز "اف 16" ضد مواقع سورية في محافظة اللاذقية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وفي بادئ الامر، حملت موسكو إسرائيل المسؤولية. واعتبرت وزارة الدفاع أن "الطيارين الإسرائيليين جعلوا من الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها بالتالي في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري".
وفي وقت لاحق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يبدو أن الأمر مرده على الارجح سلسلة ظروف عرضية مأساوية"، مشدداً على إنه صادق على البيان الذي نشرته وزارة الدفاع في وقت سابق، ويحمّل اسرائيل مسؤولية تحطم الطائرة بسبب غاراتها "العدائية".
ومساء الثلاثاء، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الأخير أبلغ بوتين أن "إسرائيل مصممة على وقف ترسخ ايران عسكريا في سوريا (...) ووقف محاولات إيران، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، لنقل أسلحة فتاكة الى حزب الله (لاستخدامها) ضد إسرائيل".
وبعد تحميلها مسؤولية الحادثة ثم استدعاء وزارة الخارجية الروسية لسفيرها في موسكو، نفت إسرائيل استخدام الطائرة الروسية غطاء لقصفها في سوريا.
وقال الجيش الاسرائيلي إن طائراته هاجمت منشأة للجيش السوري بينما كان يتم منها تسليم أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة الى حزب الله اللبناني.
وأعرب وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو عن "حزنه لمقتل طاقم الطائرة الروسية". وقال إن الحادث "يذكرنا بضرورة التوصل الى حلول دائمة وسلمية وسياسية للنزاعات المتداخلة في المنطقة (...) والحاجة الملحة لوقف العمل الاستفزازي لايران المتمثل بنقل أسلحة خطرة عبر سوريا".
وكان مصدر عسكري سوري أعلن ليلاً أن الدفاعات الجوية السورية تصدت "لصواريخ معادية قادمة من عرض البحر باتجاه مدينة اللاذقية"، و"اعترض عدداً منها قبل الوصول إلى أهدافها".
ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قصفت اسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري وأخرى لحزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين في سوريا.
- اتفاق ادلب -وجاء هذا التصعيد بعد ساعات من إعلان بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان اتفاقاً حول إدلب ينص على "إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس، بدءاً من الخامس عشر من اكتوبر من هذا العام".
رحبت دمشق الثلاثاء بالاتفاق. وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن بلاده "تؤكد بأن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين".
وتضم المحافظة مع أجزاء من محافظات مجاورة لها نحو ثلاثة ملايين نسمة وفق الأمم المتحدة.
ورحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومقره اسطنبول، بالاتفاق. وقال رئيسه عبد الرحمن مصطفى في بيان إن الاتفاق "جنب المنطقة والمدنيين وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة" و"يُمهد لعودة المسار السياسي".
لكنه أعرب عن عدم ثقة الفصائل بروسيا. وقال "نحن نبقى على جاهزية قتالية عالية، لأننا ندرك ونعتقد أن الروس لا يلتزمون بأي اتفاقية".