لم نعلن الإضراب رغبة في تعطيل العملية التعليمية وإنما لجوء المضطر

> تغظية/ رعد الريمي

> أعربت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين عن أسفها للطلاب وأولياء الأمور إزاء ما لحق بالعملية التعليمية بالمحافظات الجنوبية من ضرر وتأخير تدشين العام الدراسي.
وقالت انها تقف امام تداعيات التدهور المستمر للأوضاع المعيشية للمعلمين وسائر فئات الشعب جراء عجز الحكومة عن حماية العملة المحلية من الانهيار الأمر الذي يزيد من مخاوف المعلمين.

ونوهت النقابة إلى أن تحريك الأجور الذي اقدمت عليه الحكومة أصاب المعلم بإحباط وخيبة امل كون قيمة الزيادة 30 % مقارنة بنسبة التدهور المعيشي دون مستوى المعالجة.
جاء ذلك وغيره في المؤتمر الصحفي الذي نظمته نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين صباح امس في مبنى اتحاد عام النقابات الجنوبية بمديرية المعلا بالعاصمة عدن.

المجتمع يتناسى فضل المعلم
وقال رئيس الدائرة الاعلامية لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين جمال مسعود علي: «إن النقابة لم تعلن الإضراب رغبة في الإضراب ولا رغبة في توقيف العملية التعليمية وإنما هو لجوء المضطر وخاصة عندما استشعر المعلم تخلي الجميع عن واجبه تجاهه، متناسين فضل المعلم على المجتمع بمن فيهم الحكومة».

وأضاف: «جميع إعلانات الإضراب السابقة من قِبل النقابة كانت إعلانات مع وقف التنفيذ رغم منح وزير التربية والتعليم فترة امتدت لسنة كاملة لتنفيذ البنود الستة لمطالب المعلم والتي لم ينفذ منها شيء رغم أن المعلمين عادوا للمدارس ومارسوا عملية التدريس».

وأشار إلى انه «لن يتم تدشين الحصة الدراسية الأولى لهذا العام حتى توضح الحكومة موقفها من مطالب المعلمين وتمنحهم موعدا للتنفيذ، أما بقاء الحكومة في دائرة الصمت والهروب والعجز فهذا مرفوض».
وأعرب مسعود باسمه وباسم نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين عن بالغ الأسف والاعتذار، وقال «نعتذر لأبنائنا الطلبة وبناتنا الطالبات، كما نود أن ننوه إلى أننا نشعر بالحرج الشديد وأننا آباؤكم ومعلموكم توقفنا عن العملية التعليمية لكوننا وجدنا أنفسنا منفردين وأعلنا الإضراب».

مطالب المعلم مشروعة
ومن جانبها تحدثت عضو نقابة المعلم الجنوبي اشتياق محمد سعد: «إن المعلم اليوم بات يعاني في جميع المحافظات الجنوبية معاناة بالغة، وخاصة أنه انتظر من الحكومة وعودا كثيرة ولكن دون أي تطبيق واقعي وفعلي».
وأشارت إلى أن «الإضراب الذي أقدم عليه المعلم اليوم كان لغرض المطالبة بحقوقنا واستعادة هيبة المعلمين التي ضاعت»، مشيرة إلى أنه في حال لم تستجب الحكومة لمطالب المعلمين فسوف يتم التصعيد وهي مطالب أساسية ومشروعة كفلها القانون.

وناشدت المجتمع أن يقف بجانب المعلمين كما ناشدت بقية المعلمين والإدارات المدرسية التكاتف من أجل أخذ جميع الحقوق.

نشأة نقابة المعلم الجنوبي
واستعرض رئيس المجلس المركزي للنقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين لطف البان سلسلة الخطوات التي اتخذها المعلمون للمطالبة بحقوقهم، مشيرا إلى أن أولى الخطوات كانت تشكيل اللجنة التحضيرية العليا لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في عام 2012م في ساحة المنصورة محافظة عدن.

وأضاف: «وعقب تشكيل اللجنة التحضيرية بدأت اللجان التحضيرية على مستوى محافظات والجنوب ترتب لجانها حيث انعقد المؤتمر التأسيسي العام الأول للنقابة العامة بتاريخ 10-12-2013م، وكان أول قرار اتخذته قيادة النقابة العامة هو أن رئاسة النقابة تكون بشكل تدوير بين رؤساء المحافظات».

وأشار إلى أن النقابة شاركت في جميع الفعاليات الجنوبية، حيث شاركت في فعاليات مخيم ساحة الحرية (العروض) في خور مكسر محافظة عدن، منوها إلى أن دورها الميداني لم يقتصر على المشاركة في الفعاليات الجنوبية بل بدأت عملها الميداني من خلال نشر وغرس الهوية الجنوبية ورفع أعلام الجنوب على كافة مدارس محافظات الجنوب، كما أقرت النقابة النشيد الوطني الجنوبي المؤقت في 10-11-2014م (بلادي بلادي بلاد الجنوب... جمهورية وعاصمتها عدن)، كما شاركت قيادة النقابة في الحرب دفاعا عن العرض والأرض والوطن ومعلميها ضد الحوثي وعفاش.

وقال إن «النقابة دعمت تطبيع الحياة في عدن عقب تحريرها بتدشين العام الدراسي 2015/2016 بعد التحرير حتى إن قيادات النقابة عملت على تنظيف المدارس من الأتربة وآثار الحرب».
وقال إن «النقابة استعادت دورها النقابي في العام 2017م، وبدأت دورها النقابي بالدفاع عن حقوق ومستحقات المعلمين، وعقدت عدة اجتماعات وكان من قراراتها مقابلة وزير التربية والتعليم بتاريخ 7-8-2017م  وتسليمه المطالب الحقوقية الستة للمعلم».

ونوه إلى أن قيادة النقابة وعقب تراخي الوزارة في تنفيذ تلك المطالب شرعت في إعلان عدة وقفات احتجاجية أبرزها وقفة احتجاجية كبرى كانت أمام مقر وزارة التربية والتعليم في مديرية خورمكسر، كما أعلنت الإضراب في المدارس بتاريخ 17-9-2017م  من خلال رفع الشارات الحمراء إلى تاريخ 1-10-2017م .

وقال لطف «إنه وفي يوم الأربعاء 13-9-2017م، ووقعت وزارة التربية والتعليم مع النقابة العامة اللقاء المشترك لحل بعض قضايا المعلمين كما هو موجود في محضر التوقيع على مخارج الحلول وبعد ذلك لم تفِ الوزارة بتعهداتها، كما تقدمت النقابة في عام 2018م بطلب رسمي لمقابلة رئيس الجمهورية بعنوان مطالب وحقوق المعلمين».

وأضاف: «إنه وفي 10 يوليو 2018م تم الإعلان عن البرنامج التصعيدي بموجب النقابة العامة وتضمن وقفة احتجاجية لكل المديريات الجنوبية، معنية تلك الوقفات بتسلم رسالة إلى مدراء المديريات تتضمن حقوق ومطالب المعلمين كانت بتاريخ 23-7-2018م، كما تم تنفيذ وقفة احتجاجية لكل عواصم المحافظات الجنوب تقوم بها قيادات النقابة على مستوى المحافظات مع المعلمين وتسليم رسالة إلى المحافظين تتضمن حقوق ومطالب المعلمين وكانت بتاريخ 26-7-2018م».

وقال: «إنه وعقب تلك الخطوات ونتيجة للتراخي من قبل الحكومة تم إعلان المرحلة الثانية للتصعيد حيث تم إقرار الإضراب بتاريخ 6-8-2018م والإعلان عن التوقف عن تدشين العام الدراسي الجديد 2018-2019م، وقد لقي الإضراب استجابة واسعة من قبل المعلمين حيث تم تنفيذه في كل محافظات الجنوب وبمشاركة كل النقابات».

بيان نقابي هام
واصدرت النقابة بيانا أكد على استمرار برنامج الإضراب العام للمعلمين والتربويين مع دعوة المعلمين للتواجد في المدرسة للتحضير لبرامج التصعيد التي سيعلن عنها لاحقا.

ودعا البيان الإدارات المدرسية والتربوية إلى تنفيذ برنامج الإضراب أسوة بالمعلمين واحترام الإرادة الجمعية لزملاء العمل، وتقديم صورة حضارية للتضامن الحقوقي بين الإدارة المدرسية والتربوية والمعلمين.. مثمنا جهود تنسيقية الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب وتضامنهم وتأييدهم لمطالب المعلمين.

وأشار البيان إلى أن النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين في صدد وضع اللمسات الأخيرة للمرحلة الثانية من مراحل المطالبة بحقوق المعلمين والانتقال من التصعيد بالاحتجاج إلى التصعيد بالتصحيح والمعالجات عبر التفتيش والمحاسبة واتخاذ الإجراءات.
وشددت النقابة على الصمود والثبات وعدم الالتفات إلى البلبلة والاشاعات او التحريض ضد الاضراب والذي تقوم به جهات معينة هي مسئولة عن الفشل والتدهور خلال السنوات الماضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى