الكـولـيـرا فـي مـدارس الـيـمـن

> «الأيام» عن العربي الجديد

>  مع عودة التلاميذ إلى مدارسهم في اليمن، راحت تتزايد مخاوفهم ومخاوف أهلهم من احتمال انتشار الكوليرا في تلك المؤسسات التربوية، بالتزامن مع تحذيرات تؤكد ظهور موجة ثالثة من المرض وسط ضعف في إجراءات مواجهة المرض.
ريماس وضاح، تلميذة في المرحلة الثانوية، تشير إلى أنّها تسمع كثيراً عن الكوليرا وأنّها كانت شاهدة على إصابة أحد أفراد أسرتها بالمرض في خلال العام الماضي، الأمر الذي يجعلها تشعر بالقلق من احتمال انتقال المرض إليها في المدرسة، لا سيّما بعد موسم الأمطار.

وتؤكد أنّه «مع بدء الدراسة، بدأت مخاوفي ومخاوف زميلاتي في الفصل من إمكانية انتقال المرض إلينا بسبب ازدحام التلاميذ في المدرسة وعدم توفّر دورات مياه نظيفة».

وتشرح ريماس أنّها تحاول «الاحتياط من خلال عدد من الإجراءات حتى لا ألتقط العدوى. فأحمل في حقيبتي أدوات ومستحضرات نظافة من المنزل، من صابون ومعقّم لليدين وغيرهما لاستخدامها عند الضرورة».
وتضيف: «لا أستخدم دورات المياه في المدرسة وأنتظر العودة إلى المنزل، ولا أشتري أيّ وجبة طعام من المدرسة أو من خارجها خوفاً من التلوّث ومن الإصابة بالكوليرا أو بأيّ مرض آخر».

وتناول مخاطر الكوليرا وسرعة انتشاره في وسائل الإعلام أقلق محمد يحيى، وهو تلميذ في المرحلة الثانوية في إحدى مدارس الحديدة.
ويقول لـ «العربي الجديد» إنّ «هذا المرض صار كابوساً يقلقنا، لا سيّما أنّ عدداً من التلاميذ أصيب بالمرض في العام الدراسي الماضي»، مشيراً إلى أنّ «تلاميذ كثيرين في الحديدة لا يعرفون كيف يحمون أنفسهم من المرض».
ويضيف يحيى أنّ «مستلزمات النظافة غير متوفرة في مدارس الحديدة، فأغلب التلاميذ هم من الفئات الفقيرة ولا يستطيعون توفيرها».

حجم الإصابات بالكوليرا في المدارس غير معروف، إلا أنّ أطباء يؤكدون أنّ المدرسة بيئة مهيّأة لانتشار الأمراض المعدية، ومنها الكوليرا بصورة كبير، وقد بذلت مدارس عدّة في السياق، جهوداً في سبيل مواجهة المرض والحدّ من انتشاره بين التلاميذ، ونظّمت حملات توعية وخصّصت مساحات لذلك كبيرة للتوعية، محذّرة التلاميذ من تناول الأطعمة في خارج المنزل ومشددة على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية.

يقول مدير إحدى مدارس الحديدة، خالد شراية، إنّ «المرض انتشر في بعض المدارس بسبب كثافة عدد التلاميذ، إلا أنّ أيّ حالة إصابة بالمرض لم تُسجَّل في المدرسة التي أديرها».
ويشرح شراية أنّ «المدرسة نفّذت حملات توعية حول مخاطر المرض وأساليب الوقاية منه، وقد تمّ توزيع أدوات صحية للتلاميذ مثل الصابون لتعزيز النظافة».

ويضيف شراية: «نحن في بداية عام دراسي جديد ونأمل أن يكون خالياً من أيّ مرض»، لافتاً إلى أنّ «ثمّة تهويلاً في ما يخصّ انتشار الكوليرا في الحديدة عبر وسائل الإعلام. فأنا من سكان الحديدة وما يُنشر مبالغ فيه ومن شأنه نشر الذعر بين الناس».
وتؤدي المنظمات الدولية دوراً مهماً في معركة مواجهة الكوليرا من خلال أنشطة كثيرة.

في السياق، تقول الممثلة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في اليمن، ميريتشل ريلانيو، إنّ «المنظمة تعمل بشكل وثيق مع وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات والمديريات لمنع تفشي الكوليرا والدفتيريا والأمراض المرتبطة بالمياه والصرف الصحي بين الأطفال والتلاميذ».

وتضيف ريلانيو لـ»العربي الجديد» أنّ المنظمة عمدت إلى شرح كيفية التعامل السليم مع المياه وصيانة مرافقها والصرف الصحي بالإضافة إلى التشديد على غسل اليدَين في المدارس.
وأتى ذلك من خلال أنشطة عدّة لإعادة تأهيل مرافق المياه والصرف الصحي ودعم توصيل المياه إلى المدارس.

وتتحدّث ريلانيو كذلك عن «أنشطة لتعزيز النظافة بين الأطفال وتلاميذ المدارس، وتوزيع مستلزمات نظافة للمدارس تشمل مواد التنظيف والمطهّرات الخاصة بالمراحيض، بالإضافة إلى توزيع الصابون على التلاميذ».

وتوضح ريلانيو أنّ المنظمة عمدت إلى «تدريب المدرّسين والمدرّسات والهيئات الإدارية في المدارس على إدارة النظافة والتثقيف الصحي، وكذلك إنشاء نواد للتلاميذ في المدارس وتفعيلها وتدريب هؤلاء في مجال الأنشطة الهادفة إلى تعزيز النظافة إلى جانب الاحتفال باليوم العالمي لغسل اليدَين (في شهر أكتوبر) في المدارس وعواصم المحافظات».

وتؤكّد ريلانيو أنّ «وزارة التربية والتعليم تلعب دوراً ريادياً في إعداد وتنفيذ أنشطة التوعية والتدخلات المقترحة في مجال المياه والإصحاح البيئي في المدارس المستهدفة»،وتبيّن ريلانيو أنّ «ثمّة زيادة في عدد الحالات المشتبه في إصابتها والحالات التي ثبُتت إصابتها»،

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى