> بغداد «الأيام» أ ف ب
خلال الأسابيع القليلة الماضية، لقيت أربع نساء شهيرات حتفهن في العراق، اثنتان منهن على الأقل اغتيلتا برصاص مسلحين أمام كاميرات مراقبة، وكانت آخرهن عارضة الأزياء تاره فارس التي أثار اغتيالها جدلا فاق الجدل الذي كانت تثيره صورها الجريئة.
في حياتها، كانت التعليقات الداعمة منها أو المهينة، تنهال على فارس بمجرد أن تنشر صورة جديدة لها تبرز وشومها وطلاء أظافرها وملابسها الفاخرة.
ومع أكثر من مليونين ونصف مليون متابع لصفحتها على تطبيق إنستغرام، صارت فارس من أكثر الوجوه تأثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي في العراق.
هذه الشهرة جعلت فارس محط أنظار، ودفعتها إلى مغادرة مسقط رأسها بغداد. لكن ذلك لم يمنع الفتاة التي ولدت لأب مسيحي اعتنق الإسلام وأم شيعية لبنانية، من قول الأشياء كما هي، من فندق رفض استقبالها، وتعنيف من زوج سابق، وصولا إلى مقتل حبيبها باعتداء في اسطنبول، والكشف عن ماركات الملابس المتعاقدة معها.
-إخضاع المرأة؟-وقد عثر على جثتي الياسري والحسن في منزليهما، ورغم التحقيقات المفتوحة لا تزال المعلومات شحيحة، وسط تكهنات وشائعات يتم تداولها في بغداد عن مصرعهما، تارة بالحديث عن نوبة قلبية، وتارة أخرى عن جريمة قتل أو جرعة زائدة من المخدرات.
وقالت شرطة البصرة في بيان بعيد الاعتداء، أن السيدة البالغة من العمر 46 عاما، اغتيلت من قبل طليقها بسبب خلافات عائلية.
لكن هناء إدوار، رئيسة منظمة "الأمل" العراقية غير الحكومية التي تدافع عن حقوق النساء، أعتبرت أن هذا الوضع لا يعني "سوى ضعف الأجهزة الأمنية وغياب العدالة".
وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس في مكتب المنظمة ببغداد أن "الجماعات المسلحة والعشائر، وعصابات الجريمة المنظمة، تسيطر على الكثير من المواقع" حتى في داخل السلطة والقوات الأمنية، موضحة أن ما يجري هو "رسالة تهديد ككل، للناشطات، والمجتمع بصورة عامة".
-يوم الخميس! - وأجبر هذا الوضع المستجد بعض النساء على التخفيف من نشاطاتهن، على غرار صفاء ناصر، وهو اسم مستعار لمصممة أزياء عراقية.
ورأت أن "هناك جهات لا تريد للبلد أن يتطور، ولا أن تظهر المرأة في الصورة. يريدون أن يعيدونا إلى عصور التخلف وزمن وأد المرأة".
ودعت ناصر القوات الأمنية الى "كشف ما يجري" معتبرة "أنها شبكة منظمة وعملية كبيرة، جميع الفتيات اللواتي أعرفهن خائفات أن يأتيهن الدور".
وتسعى السلطات إلى عدم الربط بين الأحداث وتوجيه رسائل تطمينية. لكن يبدو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي نفسه ربط أحداث بغداد والبصرة، موجها أوامره لنخبة الاستخبارات بالتحقيق في المسألة.
وإن كانت مصادفة أم لا، فإن تاره ورفيف ورشا، لقين مصرعهن يوم خميس.