140 % هي النسبة المفترض زيادتها وليست 30 %.. لماذا؟

> طارق ياسين قاسم

>  لا تستغرب عزيزي القارئ من هذا العنوان أو تستكثر عليك - عزيزي الموظف او الموظفة او المتقاعد - نسبة الـ 140 % إلا أنها الحقيقة التي يجب أن تعرفها.. وحتى لا أسترسل معك بالكلام الإنشائي دعني ندخل في صلب الموضوع على أساس أن الدولار كان = 250 ريالا والآن أصبح = 600 ريال (فرضاً)، على اعتبار أن الفترة بين السعرين هي التي لم يتم فيها أي زيادة في رواتب الموظفين والموظفات والمتقاعدين.. وإليكم المثال التالي:
نفرض أن الدولار كان قيمته قبل سنوات قليلة = 250 ريالا وكان هناك موظف يستلم راتبه (100,000) (مائة الف ريال يمني) (راتب أساسي) أي أنه كان يستلم بما يعادله بالدولار = 100,000 / 250 = 400 دولار. (1)
والآن عندما وصل قيمة الدولار الى قيمة 600 ريال يمني مثلاً مع ثبات راتبه. نجد أن ما يستلمه الموظف اعلاه بالدولار = 100,000/ 600 = 166 دولارا. (2)
إذاً من (1) و (2) نجد التالي:
أن قيمة ما سقط من راتب الموظف أعلاه في مثالنا حوالي 400  -  166 = 234 دولارا.

والآن دعنا نلاحظ كم نسبة الزيادة المطلوبة لإعادة المبلغ المفروض استلامه لهذا الموظف (في مثالنا) إلى ما كان عليه اي عندما كان الدولار = 250 ريالا يمنيا (بما يعادله بالدولار).
إذا قلنا بأن راتب الموظف أعلاه (100,000) (مائة ألف ريال يمني)، وكان يستلم بما يعادله 400 دولار عندما كان الدولار = 250 ريالا إذا منحناه الآن نسبة 140% من راتبه الأساسي نجد بأن الزيادة ستكون له = 100,000×140/100= 140,000 ريال يمني، أي سيكون راتبه الإجمالي الذي مفروض يستلمه = 100,000 +140,000 = 240,000 ريال يمني.

وبما أن الدولار الآن = 600 ريال يمني إذاً المبلغ الذي سيستلمه بما يعادل الدولار = 240,000 / 600 = 400 دولار.
وهو نفس المبلغ الذي كان يستلمه الموظف أعلاه (في مثالنا) عندما كان الدولار = 250 ريالا (وهنا تكمن العدالة والإنصاف في الزيادة للموظف على الأقل إلى ما كان يستلمه بدون زيادة ولا نقصان).

ومما ذكر أعلاه نقول إن الزيادة المفروضة لابد أن تكون بنسبة 140 %، وهي نسبة زيادة فقط لكي يرجع ما يستلمه الموظف أعلاه الى ما كان يستلمه عندما كان الدولار = 250 ريالا (بما يعادل الدولار).
وإليكم جدول توضيحي يبين الزيادة بنسبة 140 % والزيادة في حالة 30 % والفرق بينهما بالريال اليمني وما يعادله بالدولار.

ملاحظات:
1 - نلاحظ من الجدول السابق أن راتب الموظف الاساسي في مثالنا بعد الزيادة 140 % سيعود إلى ما كان عليه عندما كان الدولار = 250 ريالا يمنيا (حسب قيمة راتبه بالدولار).
2 - نلاحظ من الجدول السابق أن راتب الموظف الأساسي في مثالنا بعد الزيادة 30 % لا يعود إلى ما كان عليه عندما كان الدولار = 250 ريالا يمنيا (حسب قيمة راتبه بالدولار)، بل بعجز يقدر بـ 184 دولارا.

وهنا نجد أنه قد يتبادر للقارئ سؤال: لماذا هذه النسبة كبيرة 140 %؟ هنا أقول له إن الزيادة ظهرت بهذه النسبة لأن الحكومة كانت من المفروض عندما يزيد الدولار بمبلغ = 175 ريالا يمنيا على الاقل بعد سعر الدولار 250 ريال يمنيا أي أصبح قيمة الدولار = 175 + 250 = 425 ريالا يمنيا كان على الحكومة أن تقوم بزيادة (رواتب الموظفين والموظفات والمتقاعدين والمتعاقدين) بنسبة 70 % كيف هذا؟ خذوا هذا المثال:
يعني عندما كان راتب الموظف كمثال (100,000) (مائة ألف ريال يمني) والدولار = 250 ريالا يمنيا كان يستلم الموظف بما يعادل راتبه = 400 دولار وعندما زاد الدولار مثلاً = 175 ريالا يمنيا بعد 250 ريالا يمنيا، أي أصبح الدولار = 250 + 175 = 425 ريالا يمنيا.. هنا كان من المفروض على الحكومة أن تتحرك في ذلك الوقت بقرار زيادة الرواتب بنسبة 70 % من رواتبهم الأساسية الثابتة عندما كان الدولار 250 ريالا يمنيا، أي الزيادة تكون للموظف في مثالنا كالتالي:
100,000 × 70/100 = 70,000 ريال يمني، أي أن إجمالي راتب الموظف بالريال = 100,000 + 70,000 = 170,000 ريال يمني.

إذاً ما سيستلمه الموظف بما يعادل بالدولار في ذلك الوقت 170,000 / 425 = 400 دولار
وهو راتب الموظف في مثالنا الذي كان يستلمه من قبل بما يعادل الدولار = 400 دولار، وهي الزيادة الأولى بنسبة 70 % عندما وصل الدولار إلى = 425. (1) والزيادة الثانية التي كانت على الحكومة إقرارها 70 % عندما وصل الدولار الى 600 ريال يمني. (2)
ومن (1) و (2) نجد أن إجمالي الزيادة التي يجب أن تقرها الحكومة حالياً هي 70 % + 70 % = 140 %، بحيث أنها لم تقر من سابق لا الزيادة الاولى ولا الثانية (مع اعتماد الزيادة الثانية 70 % من الراتب الأساسي للموظف عندما كان قيمة الدولار = 250 ريالا يمنيا)،
ولهذا تعتبر نسبة 140 % هي النسبة العادلة المستحقة على الأقل وغير ذلك تعتبر الزيادة ضحك على الموظفين والموظفات والمتقاعدين والمتعاقدين.


ولهذا نلاحظ ان الزيادة المفروضة لابد ان تكون 140 % وليس 30 % (انظر الجدول)، لأن الحكومة تقاعست في زيادة رواتب الموظفين والموظفات والمتقاعدين والمتعاقدين عندما كان الدولار يصعد بسرعة جنونية وهي صامتة لا تحرك ساكنا، وهذا التقاعس من قبل الحكومة قابله سكوت وتجاهل من قبل الاتحاد العام للنقابات م/ عدن المكلف بالدفاع عن حقوق الموظفين والموظفات في حينه دفاعا فعليا لا دفاع البيانات الإنشائية، رغم أن الأعضاء والعضوات النقابيين كانوا ومازالوا مستعدين في دفع الأقساط الشهرية للاتحاد!!
ومن كل ذلك نجد أن هناك نقطة مهمة هي أن الزيادة المفروض اعتمادها بنسبة 140 % أو (حتى التي تحاول الحكومة تمريرها وهي نسبة 30 % الظالمة وغير المفيدة) لابد أن تكون أي من النسبتين من الراتب الأساسي الحالي مع اعتماد الاستقطاعات القانونية (دون المتقاعدين والمتعاقدين) وأهمها الاستقطاعات التأمينية لكي يعتمد الزيادة عند تقاعد الموظف.

 والشيء الذي يجب أن تعمله الحكومة أولاً: منح جميع الموظفين والموظفات علاواتهم السنوية الموقفة من عام 2013م، أي ما يقارب الـ (6) سنوات، وبعض المرافق من قبل ذلك، وبإضافتها للرواتب الأساسية للموظفين والموظفات، وبعد ذلك يتم اعتماد الزيادة بنسبة 140 % من الراتب الأساسي الحالي حتى لا يظلم كثير من الموظفين والموظفات العاملين في المرافق غير المستقلة مالياً وإدارياً مثل التربية والتعليم والتعليم الفني والمهني والصحة والبلديات والأشغال والجهاز المركزي للإحصاء والثقافة والسياحة والإعلام والخدمة المدنية والمالية وغيرها من المرافق، بعكس المرافق المستقلة مالياً وإدارياً الذين كانوا ومازالوا حتى الآن يستلمون علاواتهم السنوية سنوياً دون تأخير أو تأجيل وتعكس فوق رواتبهم وبعض المرافق بنسب أكبر.. فيكفي أن الحكومة ظلمت تلك المرافق غير المستقلة مالياً وادارياً المذكورة أعلاه وكذا المتقاعدين والمتعاقدين حتى الآن، حيث أنها لم تعتمد لهم سنوياً (إكرامية رمضان) كأنهم موظفون وموظفات ومتقاعدون ومتعاقدون من الدرجة الثانية أو من كوكب آخر.

أتمنى أن تعيد الحكومة النظر في (إكرامية رمضان) وتعتمدها لكل المرافق غير المستقلة مالياً وإدارياً مثل التربية والتعليم والتعليم الفني والمهني والصحة وغيرها أسوة بالمرافق المستقلة مالياً وإدارياً من موازنة 2019م وكذا للمتقاعدين والمتعاقدين الفعليين.

حيث أصبحت مرافقنا تصنف كالفنادق مرافق خمسة نجوم مثل المصافي والنفط وغيرها ومرافق ثلاثة نجوم مثل التربية والتعليم والتعليم الفني والصحة وغيرها ومرافق لوكندات لا داعي لذكرها
مع الاعتذار لجميع موظفي وموظفات تلك المرافق.

ومما سبق ذكره يمكننا أن نختصر موضوعنا بالنقاط التالية:
1 - المفروض أن تكون نسبة الزيادة 140 % من الراتب الأساسي بدلاً من نسبة 30 % كما أقر (ووضحنا ذلك أعلاه).
2 - أن تكون الزيادة 140 % من الراتب الأساسي وفق كشف رواتب شهر أغسطس 2018 واعتمادها من شهر سبتمبر 2018م.
3 - أن تكون الزيادة بنسبة 140 % من الراتب الأساسي للموظفين والموظفات والمتقاعدين والمتعاقدين وليس من بداية رابط الدرجة.
4 - أن يتم اولاً قبل منح الزيادة 140 % للموظفين والموظفات بالسلك المدني أن يتم منح العلاوات السنوية المتأخرة وبأثر رجعي (من عام 2013م حتى 2018م ومنهم قبل ذلك) للمرافق التي لم تستلمها ويتم ضمها للراتب الأساسي اولاً ومن ثم يتم منح الزيادة 140 % من الراتب الاساسي، وبذلك تكون الحكومة قد أعادت الأمل للموظفين والموظفات والمتقاعدين والمتعاقدين.

5 - أما إذا ارتفع الدولار فيما بعد ووصل إلى مبلغ 87.5 بعد الـ 600 ريال أي أصبح الدولار = 600 + 87.5 = 687.5 ريال يمني، يتم زيادة في رواتب الموظفين والموظفات والمتقاعدين والمتعاقدين بنسبة 35 % من الرواتب الأساسية لهم أثناء منح هذه الزيادة، أي زيادة 35 % (من الراتب الأساسي المعتمد أثناء منح الزيادة وفق كشف الراتب)، وذلك عن كل زيادة بقيمة الدولار = 87.5 ريال يمني بعد الـ 600 ريال للدولار، وهكذا دون المساس بالزيادة السابقة وهي 140 % المفروض اعتمادها وصرفها بدلاً من 30 %.

6 - عند مناقشة الموازنة العامة للدولة 2019م يجب من الآن أن يضم لها اعتماد بـ (إكرامية رمضان) راتب شهر، وذلك لجميع الموظفين والموظفات والمتقاعدين والمتعاقدين للمرافق الخدماتية غير المستقلة مالياً وإدارياً مثل التربية والتعليم والتعليم الفني والمهني والصحة وغيرهم، وعدم تكرارها للمرافق التي تستلمها سنوياً من سابق.

7 - إصدار قرار جمهوري أو قرار رئيس مجلس الوزراء معتمد بفتح الترقيات والترفيعات وفق اللوائح المنظمة لقانون الخدمة المدنية (ومعتمد من المحكمة الإدارية لو تم الأمر لضبط التلاعبات) والتي هي مجمدة من عام 2013م، وعدم اقتصارها حالياً على فتحها للقرارات الجمهورية وقرارات مجلس الوزراء فقط.

8 - وقف أي استقطاعات ضريبية أو تأمينية لكل من بلغ أحد الأجلين وإعادة المبالغ للموظفين والموظفات حتى لو مازالوا على كرسي الوظيفة.

9 - إصدار قرار من رئيس مجلس الوزراء أو من رئيس الجمهورية بضم علاوة بدل طبيعة العمل إلى الراتب الأساسي لموظفي قطاع التربية والتعليم والتعليم الفني والمهني والصحة وغيرها، واعتمادها عند التقاعد وفق كشوفات الرواتب.

10 - يجب اعتماد سعر الدولار عند الزيادة وفق سعره في السوق.

 نرجو أن نكون قد أعطينا صورة واضحة عن نسبة الزيادة المفروض اعتمادها وهي 140 % من الراتب الأساسي بدلاً من 30 % التي لا تغني ولا تسمن من جوع، والتي ستتآكل كلما ارتفعت قيمة الدولار وتصبح وكأنها لم تكن.
 وأنهي موضوعي بالمثل القائل: «لا يضيع حق وراءه مطالب».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى