استمرار الجوع والمعارك في ظل السلام المعلن في جنوب السودان

> كنداك «الأيام» أ ف ب

>
لا يزال الجوع وانعدام الأمن يشكلان الهم اليومي لقسم كبير من سكان جنوب السودان بعيداً عن جوبا حيث يستعد القادة السياسيون لتقاسم جديد للسلطة بعد اتفاق السلام الأخير الموقع في منتصف  سبتمبر.

وقالت ماري نيانغ البالغة من العمر 36 عاماً وتعيش في قرية كنداك في شرق البلاد حيث ينتشر الجوع ولا يزال هول المعارك بين الجيش والمتمردين ماثلاً في الأذهان "سمعنا أنهم وقعوا اتفاق سلام ولكننا لا نرى نتيجة ذلك هنا".

اندلعت الحرب الأهلية في نهاية 2013 عندما اتهم الرئيس سلفا كير نائبه السابق رياك ماشار بتدبير انقلاب ضده. واتسع النزاع تدريجياً ليشمل مختلف أنحاء البناء وشهد ارتكاب فظائع على نطاق واسع من المجازر التي ذهب ضحيتها المدنيون إلى استخدام الاغتصاب سلاحاً وأعمال النهب المنظم.
وماري من بين 4,2 مليون شخص فروا من بلداتهم وقراهم بسبب المعارك، وهم يشكلون قرابة ثلث سكان البلد الفتي.

وبينت دراسة حديثة أجرتها جامعة في لندن أن 382 ألف سوداني جنوبي على الأقل قتلوا بسبب هذه الحرب وعواقبها المدمرة مثل الأمراض وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية.

وفي 2017، أعلنت المجاعة في منطقتين تسيطر عليهما القوات المتمردة في حين أفادت آخر التوقعات المتصلة بالأمن الغذائي التي نشرت الجمعة أن 6,1 ملايين من السكان سيحتاجون إلى مساعدات غذائية خلال الأشهر المقبلة.
وقال بيار فوتييه من وكالة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن "الحرب هي العامل الرئيسي وراء هذا الوضع الميؤوس منه".

تقع كنداك في منطقة تسيطر عليها قوات التمرد المعارضة لسلفا كير ولذلك فإنها لا تحظى بأي اهتمام من السلطات وبالتالي لا تتوفر فيها أي خدمات عامة، فلا مدرسة ولا مركز صحي.
وتوقف وصول المحاصيل والبضائع الأساسية إلى أسواقها بسبب الحرب وبات السكان يعتمدون إلى حد كبير على هيئات الإغاثة للحصول على الطعام.

وبسبب انعدام الطرق والأمن واستهداف عاملي هيئات الإغاثة بصورة متكررة فيها - قتل منهم 107 منذ بداية الحرب - تضطر المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة إلى إلقاء الأغذية من الجو.
وقال تومسون فيري من برنامج الأغذية العالمي "نحن عاجزون عن إيصال المؤن عبر البر أو عبر الأنهر".

- سئمنا - ويعتمد سكان المنطقة تماماً على هذه المساعدات للبقاء بصعوبة على قيد الحياة.
وقال جون جال لام (28 عاماً) وهو أب لثمانية أولاد بعد استلامه بعض الذرة البيضاء لعائلته "المشكلة هي في تأمين الطعام. هناك القليل جداً منه".

وفي الطرف الآخر من البلاد، في كيروا، بالقرب من الحدود مع أوغندا التي لجأ إليها أكثر من مليون سوداني جنوبي، يبدو الوضع أسوأ مع استمرار المعارك على الرغم من اتفاق 12  سبتمبر.
وأكد الجنرال موسيس لوكوجو، أحد قادة حركة التحرير الشعبية بزعامة رياك مشار أن "الحكومة لا تحترم السلام".

ويتبادل المعسكران الاتهامات بالبدء بالهجوم وفي كل الأحوال يتم الرد على السلاح بالسلاح.
وأضاف القائد المتمرد "نحن لا زلنا نقاتل من أجل الحرية والديموقراطية في بلدنا (وسنواصل ذلك) حتى نحقق هذا الهدف".

في هذه المنطقة من ولاية وسط الاستوائية تتصل المعارك الأخيرة مباشرة باتفاق السلام إذ يتقاتل المتمردون والجيش للسيطرة على المنطقة، إذ إن نتيجة المعارك ستحدد من سيشرف على تجميع الجنود الذي نص عليه اتفاق السلام.
ولكن استمرار المعارك يعني أن حرمان سكان كروا من توزيع الأغذية.

وقالت جوسلين كاكو التي قابلتها فرانس برس في مخيم للنازحين يديره المتمردون في كوريجو "بلغنا الرمق الأخير".
وفي حين يعاني الأكثر فقراً من الجوع، يستعد قادة جنوب السودان لتشكيل حكومة جديدة بحلول منتصف كانون الأول/ديسمبر يفترض ان يستعيد فيها رياك مشار منصب نائب الرئيس سلفا كير.

استقبل الأهالي اتفاق السلام بريبة وعدم اكتراث لا سيما بعد فشل الاتفاق السابق الذي انهار في تموز/يوليو 2016 على وقع معارك عنيفة في جوبا.
ويقول الأهالي الذي يشعرون بأنهم ضحايا لا حول لهم ولا قوة في هذه الحرب المستمرة منذ قرابة خمس سنوات إن رسالتهم إلى قادتهم بسيطة. وقالت ماري نيانغ "أريد أن أقول لهم سئمنا. فلنعش اليوم بسلام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى