> كنداك «الأيام» أ ف ب
لا يزال الجوع وانعدام الأمن يشكلان الهم اليومي لقسم كبير من سكان جنوب السودان بعيداً عن جوبا حيث يستعد القادة السياسيون لتقاسم جديد للسلطة بعد اتفاق السلام الأخير الموقع في منتصف سبتمبر.
وقالت ماري نيانغ البالغة من العمر 36 عاماً وتعيش في قرية كنداك في شرق البلاد حيث ينتشر الجوع ولا يزال هول المعارك بين الجيش والمتمردين ماثلاً في الأذهان "سمعنا أنهم وقعوا اتفاق سلام ولكننا لا نرى نتيجة ذلك هنا".
وماري من بين 4,2 مليون شخص فروا من بلداتهم وقراهم بسبب المعارك، وهم يشكلون قرابة ثلث سكان البلد الفتي.
وبينت دراسة حديثة أجرتها جامعة في لندن أن 382 ألف سوداني جنوبي على الأقل قتلوا بسبب هذه الحرب وعواقبها المدمرة مثل الأمراض وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية.
وقال بيار فوتييه من وكالة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إن "الحرب هي العامل الرئيسي وراء هذا الوضع الميؤوس منه".
وتوقف وصول المحاصيل والبضائع الأساسية إلى أسواقها بسبب الحرب وبات السكان يعتمدون إلى حد كبير على هيئات الإغاثة للحصول على الطعام.
وقال تومسون فيري من برنامج الأغذية العالمي "نحن عاجزون عن إيصال المؤن عبر البر أو عبر الأنهر".
وقال جون جال لام (28 عاماً) وهو أب لثمانية أولاد بعد استلامه بعض الذرة البيضاء لعائلته "المشكلة هي في تأمين الطعام. هناك القليل جداً منه".
وأكد الجنرال موسيس لوكوجو، أحد قادة حركة التحرير الشعبية بزعامة رياك مشار أن "الحكومة لا تحترم السلام".
وأضاف القائد المتمرد "نحن لا زلنا نقاتل من أجل الحرية والديموقراطية في بلدنا (وسنواصل ذلك) حتى نحقق هذا الهدف".
ولكن استمرار المعارك يعني أن حرمان سكان كروا من توزيع الأغذية.
وفي حين يعاني الأكثر فقراً من الجوع، يستعد قادة جنوب السودان لتشكيل حكومة جديدة بحلول منتصف كانون الأول/ديسمبر يفترض ان يستعيد فيها رياك مشار منصب نائب الرئيس سلفا كير.
ويقول الأهالي الذي يشعرون بأنهم ضحايا لا حول لهم ولا قوة في هذه الحرب المستمرة منذ قرابة خمس سنوات إن رسالتهم إلى قادتهم بسيطة. وقالت ماري نيانغ "أريد أن أقول لهم سئمنا. فلنعش اليوم بسلام".