الانتقالي أمام مفترق طرق والشعب لن يقبل أنصاف ثورات وأرباع انتفاضات

> عدن «الأيام» خاص

>

وصف محللون سياسيون بيان المجلس الانتقالي الذي دعا فيه إلى انتفاضة شعبية ضد الحكومة بأنه بيان عقلاني قابل للتطبيق على الواقع، وأنه عبر عن تطلعات شعب الجنوب دون تعصب أو تطرف في الطرح، غير أن آخرين أبدوا ملاحظات رأوا أن البيان لم يتطرق لها.

وقال رئيس مركز عدن للدراسات قاسم داود علي إن البيان عقلاني ومتوازن ومتدرج ابتعد عما يمكن توصيفه بالانقلابي.

واعتبر داود البيان «خطوة إنقاذ وطوق نجاة من إعصار قد يجرف معه، لو قدر الله، الأخضر واليابس».

وقال «التحدي الحقيقي يكمن في كيفية تطبيق المهمات التي أقرها المجلس ووردت في بيانه دون انحرافات وفوضى، ودون متنفذين وفاسدين جدد أو صراعات على قيادة المؤسسات، أي ألا تتكرر تجربة ما بعد تحرير عدن».
وأضاف «أمام الانتقالي تحد خطير ولحظة حاسمة، عليه النهوض بكل ما يتطلبه الانتصار والنجاح».

وتمنى رئيس مركز عدن للدراسات لو أن البيان أكد على مبدأ الشراكة الجنوبية «وبالذات لمن يهمهم حاضر الجنوب ومستقبله، والاصطفاف الوطني الذي تتطلبه هذه اللحظة والمستقبل بشكل عام».
الباحث السياسي حسين بن لقور قال إن البيان «لم يترك مجالا للتحالف العربي للتملص من مسؤوليته».

وأضاف «إما أن يكون التحالف مع إرادة الشعب الذي سامته الشرعية والانقلابيون في صنعاء سوء العذاب وإما أن يبقى في منطقة رمادية وتلك ستكون وبالا على الجميع».
وأشار إلى أن «الانتصار على الحوثيين لن يتحقق والشعب يتضور جوعا بفعل فساد الشرعية وفشلها».

أما الكاتب الصحفي صلاح السقلدي فذهب إلى أن البيان حمل رسالة للتحالف العربي تشير إلى توجه للانتقالي بسحب القوات الجنوبية التي تتولى العلميات العسكرية في الحديدة وعدد من جبهات الشمال.
وقال «البيان لم يتطرق إلى العمليات الحربية التي تخوضها المقاومة الجنوبية بالشمال، كما خلا البيان من المفردات السابقة مثل (انقلابيين - حسم معركة الحديدة - التدخل القطري الإيراني...)».

واعتبر السلقدي تغييب هذه العبارات إشارة مبطنة للتحالف «بأن الانتقالي بدأ يضيق ذرعا من هكذا وضع، وأنه قد يصرف نظره عن أي مشاركة عسكرية جنوبية بالشمال في قادم الأيام».
وقال «البيان كان جريئا وواضحا غير كل مرة، لكن يبقى التنفيذ هو المحك الحقيقي».

السياسي الجنوبي أحمد الربيزي قال «جاء بيان المجلس الانتقالي ليثبت أنه جدير بثقة من فوضوه ونعتقد أن ما وصلت إليه حالة الناس في الجنوب جراء ما تمارسه حكومة الشرعية وفاسدوها من سياسات التجويع والتركيع للناس هي من جعلت من الأهمية بمكان أن يتحرك المجلس الانتقالي الذي تطمح الناس أن يتولى زمام المبادرة ويقود الجنوب وثورته إلى فك الارتباط من صنعاء وصراعاتها ومليشياتها الطائفية والإرهابية الإخونجية ومتنفذيها الذين ظلوا ما يقارب ربع قرن وهم يهيمنون على ثروات الجنوب الذي جعلوه اليوم عبارة عن أكوام من الخراب والدمار الذي أحدثوه خلال فترة احتلالهم للجنوب منذ 94م».

وأضاف «اليوم المجلس الانتقالي أمام مفترق طرق إما أن ينتصر أو سيفقد ثقة الناس به، وألا يكرر ما جرى في يناير الماضي، الناس في الجنوب تريد انتصارا وافيا كاملا، لا تريد أنصاف ثورات وأرباع انتفاضات».

ومن خلف القضبان قال عميد الأسرى الجنوبيين أحمد عمر العبادي المرقشي إن «البيان جاء بعد صبر طويل لعل وعسى يراجع الفاسدون في شرعية الاحتلال حساباتهم وصوابهم لما جرى ويجري في الجنوب، وهو بيان تاريخي يتطلب التنفيذ الفوري».
وحذر شعب الجنوب من أن الشرعية اليمنية ستعمل بعد هذا البيان على دس أشخاص من مؤيديها للإدلاء بتصريحات باسم القضية الجنوبية لاستهداف الإجماع الشعبي وشق الصف.

وقال «يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم وحدوا صفوفكم وكلمتكم، اليوم الأعداء سوف يزرعون الفتنة فيما بينكم بعد هذا البيان».
وأضاف «يا دول التحالف، وخاصة السعودية والإمارات، احذروا من غضب شعب الجبارين شعب الجنوب العظيم، نحن شركاء ولسنا أتباعا».

الأديبة والسياسية الجنوبية هدى العطاس قالت «إن بيان المجلس الانتقالي كان قويا وذكيا».
وأضافت «إذا تحول البيان إلى وقائع وثبات وصمود، فسوف أشد الرحال إلى وطني لأكون في خدمته وفي قلب مشهد كرامته، وجزءا منها، ولو أصبحت مشروع شهيدة من أجل تحقيق المشروع السامي وإنجاز هدف الشعب الجنوبي في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى